"ميتنفيست" تتهم روسيا بسرقة الحديد الأوكراني

اتهمت شركة “ميتنفيست”، أكبر شركة في أوكرانيا للصُلب، روسيا بنهب ما قيمته 600 مليون دولار من الصُلب من المصانع والموانئ في أوكرانيا. والجدير بالذكر أن الشركة تمتلك مجمع أزوفستال الذي كان آخر معقل للجنود والمدنيين الأوكرانيين في ماريوبول قبل فرض روسيا سيطرتها الكاملة على المدينة الساحلية الاستراتيجية ويقع مقر شركة “ميتنفيست” في مدينة ماريوبول، التي تعتبر مركزاً للتجارة والتصنيع، والتي سقطت في أيدي الروس في مايو الماضي بعد قرابة ثلاثة أشهر من الهجوم المتواصل ووفقاً لما قاله المدير التنفيذي يورى رايزنكوف إن 300 من موظفي مصنع أزوفستال و 200 من أقاربهم قتلوا في الهجوم على المصنع، والذي يستحوذ هو ومصنع “إليتش” على 40 في المئة من إجمالي انتاج أوكرانيا من الصلب. وذكر رايزنكوف إن الصلب يتم نقله إلى روسيا وبيعه، على الرغم من أن جزءا مما يتم نقله كان متوجهاً لزبائن في المملكة المتحدة إضافة إلي دفع زبائن أوروبيون أثمان آلاف الأطنان من الصلب وقال رايزنكوف وفقاً لمصادر عامة ومخبرين خاصين بالشركة بأن الصلب يتم نقله إلى روسيا وبيعه في الأسواق الداخلية أو إلى بلدان في أفريقيا وآسيا. وأضاف “إن ما يفعلونه هو في الأساس نهب. فهم يسرقون ليس فقط منتجاتنا، وإنما أيضاً بعضاً من تلك المنتجات التي تخص زبائن أوروبيين. وبالتالي فإنهم ببساطة لا يسرقوننا نحن فحسب، وإنما يسرقون أيضاً من الأوروبيين”. كمان أن الشركة تعمل على توثيق عملية السرقة قدر الإمكان وتجهز لاتخاذ إجراء قانوني في المستقبل. وقال أيضاً “في مرحلة ما، سيواجه الروس ليس فقط المحاكم الدولية وإنما أيضاً المحاكم الجنائية. وسنلاحقهم بأي شيء لدينا.” ووفقاً لما قاله الخبير في القانون الدولي بجامعة “ريدنغ”، البروفيسور ماركو ميلانوفيتش، وهو إن هناك عدداً من الخيارات لمتابعة القضية، لكن فرص النجاح لا تبدو مضمونة. وأضاف ميلانوفيتش“بصرف النظر عن الخيارات القانونية التي ستختارها “ميتنفيست”، فإنها عملية صعبة للغاية وبينما يعتبر النهب أمراً شائعاً في الصراع للاسف، إلا أن مقاضاة الدولة الناهبة والحصول على تعويض هو أمر نادر للغاية بالتأكيد غير أنهم ربما يريدون أن يحصلوا على رضا رمزي أكثر من المال، حيث أن تصنيف روسيا كدولة خارقة للقوانين سيكون أمراً كبيراً”. و بتتبع مسار الحبوب المسروقة من أوكرانيا، وذلك في أعقاب ظهور أدلة متنامية على أن القوات الروسية في المناطق المحتلة تعمل على سرقة منتجات من المزارعين المحليين وشحنها إلى خارج البلاد.وعلى غرار الكثير من الشركات الأوكرانية، أصبحت شركة “ميتنفيست” مؤسسة عسكرية في جانب منها وإنسانية في جانب آخر. وقال رايزنكوف إن العاملين في انتاج الصلب في شركته باتوا بأهمية الجنود بالنسبة للمجهود الحربي في أوكرانيا. وأضاف: “شركتنا تصنع السترات الواقية من الرصاص، ونوفر الصلب للاستحكامات تحت الأرض وللعربات المدرعة. ولهذا السبب فإن الأشخاص العاملين في مصانع الصلب مهمون للانتصار الأوكراني بقدر أهمية المقاتلين في الجبهات الأمامية.” وقال رايزنكوف إنه واثق من أن المصنع سيعود منشأة مملوكة لأوكرانيا من جديد.رغم تدميره بالكامل اً في الحصار الروسي، وأكد علي ذلك قائلاً “أنا متفائل. رؤيتي للوضع هي أن روسيا قد خسرت هذه الحرب بالفعل وهي فقط مسألة وقت حتى يدركوا ذلك. الروس ليسوا بحاجة إلى ماريوبول، ولا إلى دونباس. فهم إما يريدون أوكرانيا كاملة أو لا شيء، وهو ما يعني أنه حتى لو توقفوا الآن، فإن أوكرانيا ستستعيدها. إنها مسألة وقت فقط.” وختم قائلاً: “إنها مأساة لصناعة الصلب الأوكرانية. ومأساة لسكان ماريوبول. لكنها في الوقت نفسه سيتم تذكرها كعمل بطولي للجيش الذي كان يحمي المصنع طوال أسابيع عديدة. وسيتم تذكرها كرمز لقوة شعب رائع. هكذا أتصور أنه سيتم تذكرها”.