أمازون تستعد للاستحواذ على شركة "وان ميديكال"

شركة أمازون عملاقة التجارة الإلكترونية الأميركية الأشهر مازالت تجني الجزء الأكبر من دخلها عن طريق عمليات التجارة الإلكترونية عبر متاجرها على الإنترنت. فالقطاع الاساسي الذي تأسست وازدهرت فيه "أمازون" لتصبح أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم هي التجارة الإلكترونية ورغم ذلك توسعت الشركة في قطاعات أخرى، حيث أصبحت تجني أغلب أرباحها الصافية عن طريق خدماتها للحوسبة الإلكترونية. ومع ذلك أعلنت أمازون أنها ستقوم بالاستحواذ على شركة "وان ميديكال"، في صفقة بقيمة 3.9 مليار دولار، وهو توسع كبير للشركة بمجال تقديم خدمات الرعاية الصحية. وهذا سيعزز من الخدمات التي تقدمها "أمازون" بالفعل في القطاع، والمتمثلة في خدمات الصيدلية الإلكترونية، وخدمات الرعاية الصحية عن بعد وغيرها. والجدير بالذكر أنه قبل صفقة "وان ميديكال"، قامت "أمازون" بأكبر عمليتي استحواذ على الإطلاق، كانت الأولى بقيمة 13.7 مليار دولار لشراء سلسلة محال "هول فودز" في عام 2017، والثانية بقيمة 8.45 مليار دولار لشراء ستوديوهات "إم. جي. إم" للتوزيع الفني العام الماضي. وفقًا لما قالته إيميلي فيلدمان، أستاذة الإدارة بجامعة بنسيلفنيا،هذه الصفقات توضح سعي عملاق التجارة الإلكترونية وراء التوسع والنمو المستمرين بالرغم من حجم الشركة الضخم بالفعل. وأضافت فيلدمان إن هذا السعي المستمر وراء النمو والتوسع هو استراتيجية تهدف للدخول في قطاعات مجاورة للمنطقة الأساسية التي تعمل بها "أمازون"، والتي قد تكون مُقيدة بعض الشيء. وإستكملت قولها أن الشركة تبحث عن قطاعات ذات طابع النمو السريع مثل الخدمات الصحية، كما أن صفقة ستديوهات "إم. جي. إم" تسهل من قدرة الشركة في الوصول أمام أعين الناس عن طريق الأفلام والإعلانات وغيرها. وقالت ليزا فيليبس، المحللة بقطاع الصحة الرقمية في شركة "إنسايدر إنتيليجينس" لأبحاث السوق، إن "أمازون" تتوسع في قطاع الرعاية الصحية بحثا عن النمو المستمر، وهو أمر متاح بالقطاع الصحي. كما أن أمازون العملاقة لا تستطيع التوسع في قطاعها الحالي، كي لا تخاطر بإثارة السلطات التي تسعى للتدقيق بقوتها السوقية وحجمها في القطاع، فبدلا من ذلك، تتوسع "أمازون" بقوة في مجالات أخرى. عمليات الاستحواذ الثلاث الأخيرة لـ "أمازون" جاءت بعد محاولات جادة من الشركة لتأسيس أعمال بنفس القطاعات، فمنذ فترة تعود حتى عام 2000، ضخت "أمازون" استثمارات واستعانت بأفضل متخصصيها لإنشاء خدمات توصيل منتجات البقالة، والممثلة في خدمات مثل "أمازون فريش" وخدمة "برايم ناو". إلا أنها لم تحرز أي تقدم ملحوظ يتجاوز عمليات التوصيل. وبالتالي فإن صفقات "أمازون" تعزز من فهمها للقطاعات المختلفة، والتي سعت الشركة بالفعل للتوسع فيها. وعلي ذلك، فإن خدمات "أمازون برايم فيديو" للمشاهدة تحت الطلب تعد منافسا لخدمات مماثلة مثل "نتفليكس" و"ديزني بلس"، حيث تنفق "أمازون" ملايين الدولارات سنويا من أجل إنشاء محتوى خاص بها لأعضاء "أمازون برايم". وفور إتمام الصفقة، عززت "إم. جي. إم" من المتحوى المتوفر لدى "أمازون برايم"، لتسمح لها بعرض سلاسل كبيرة من الأفلام، تتضمن مجموعة أفلام "جيمس بوند" وغيرها. واعادت ا"أمازون" الكرة في قطاع الرعاية الصحية، حيث استحوذت على شركة "بيل باك" في 2018 مقابل 750 مليون دولار، ثم أطلقت خدمة الصيدلية الخاصة بها عبر الإنترنت. وبدأت الشركة بموظفيها في البداية، فأطلقت لهم خدمة "أمازون كير " قبل أن تتيح استخدامها من قبل أطراف اخرى وهي وسيلة لتقديم الرعاية الصحية عن بعد،