
هند غريب تكتب: غربتي (( 1))

لم أكن اعلم وأنا بعمر الثامنة عشر أن حلمي واختياري لدراسة الطب عندما اصل لعمر ال الرابعة والعشرون سوف يصبح بالنسبه لي مجرد تجربة واختيار ولقب وان اختياري في ان اترك بيت العائلة واسافر من اجل دراسة الطب والسعادة التي كنت احلم بها في عمر الثامنة عشر هيا مجرد سعادة موءقتة لم يعد لها بريق بعد مرور وقت في الغربة وبعد ستة اعوام اكتشفت الكارثه الا وهي انني اريد ان اصبح من مجتمع الرأسمالية الذي يعمل في مجال المال والاعمال واكتشفت هذا بعد الكم الهائل الذي انفق علي تعليمي من قبل اسرتي ما الذي تغير بداخلي في الستة اعوام التي مرت علي غربتي ؟
هل هيَ الايام أم الأشخاص أم العمر أم النضج أم هذا كل؟ لم أعد اعرف، ولكن الذي أعرفه أنني لم أعد هذه الفتاة الصغيرة الساذجة التي جاءت بها الغربة من أحد مدن محافظة الشرقية الي إحدي الدول العربية ثم الي اوروبا نفسياً اشعر أنني أقوي من الماضي والفضل يعود الي كل هذه السلبيات التي وجدتها حولي في اغلب ايامي والتي كانت تعصف بي في غرفتي وحدي فلم اكن اجد كالماضي والدتي بجواري تربت علي كتفي وتمسح دموعي بيديها الطاهرتين وتضمني الي صدرها وتقول لي انا بجانبك لا تقلقي يا صغيرتي.
حيث جاءت الايام الاولي في الغربة لم اكن استطيع النوم من كثرة التفكير الذي كان يأتي كجبل أحد علي عقلي ثم الان بعد مرور ستة اعوام لم اعد اشعر بشئ لا حزن ولا تفكير ولا قلق لم اعد اكترث لأي شيء يدور من حولي كأن الغربة قتلت الطفلة الصغيرة التي كانت تبكي لأقل الاشياء علي الرغم من ان الغربة تاتي بثمار كثيرة وتجارب مفيدة فمعرفة ثقافات الشعوب المختلفة الا انها تأخذ منك جميع ذكرياتك مع عائلتك واصدقائك القدامي.
ثم فجأة أكتشفت اني في غربتي كنت مسئولة بمفردي عن كل خطوة اخطوها بنفسي وكل تبعات هذه الخطوة سواء كانت بالسلب او بالايجاب وان كل خطوة غير محسوبة اخطوها هيا كخنجر اضعه بيدي في ظهري .. وللحديث بقية .