أسامة داود يروى : أسرار قيادات البترول خلال نصر أكتوبر المجيد (1)

عبد الهادى قنديل يكشف كيف عرف بساعة الصفر

لماذا طلب السادات عز الدين هلال للقاء سرى ؟

تفاصيل خطط الوقود لمصر المكتوبة بخط اليد فى «الشانون»

فى مذكراته التى اختصنى بها الراحل عبد الهادى قنديل وزير البترول الأسبق يكشف قنديل : لماذا طلب السادات «عز الدين هلال» للقاء سرى وماذا قال له يقول "كان لى الشرف أننى كنت المسئول الوحيد التنفيذى عن قطاع البترول والتجهيز لحرب 1973 وأثناء المعركة. وكنت نائب رئيس الهيئة للعمليات، وما حدث أن الرئيس السادات فى آخر مارس 73 وتحديدًا بعد 3 أيام من تشكيل الوزارة، وكانت وزارة الحرب، طلب «أحمد عز الدين هلال» للقاء سرى وعاجل»، هكذا استهلَّ «عبد الهادى قنديل» الحديث عن قصته مع حرب 6 أكتوبر 1973، مضيفاً: «وبينما كنتُ فى مكتبى أجهِّز نفسى للذهاب إلى أكاديمية ناصر العسكرية؛ لاستكمال دراستى بها لمدة عام، اتصل بى «هلال»، وطلب منى إرجاء هذه الخطوة وانتظاره فى مكتبه، وعندما حضر، قال لى: أن السادات أكد أننا سوف ندخل الحرب فى خلال ستة أشهر من هذا العام.. وقد سأله: من تريد أن يعلم بموعد الحرب معك يا هلال؟ فأجابه : رئيس الهيئة الدكتور «رمزى الليثى»، ونائب العمليات «عبد الهادى قنديل»، ولكن «السادات» طلب منه اختيار شخص واحد، فأجابه: «يبقى نائب العمليات؛ لأنه هو المختص بكل ما يتعلق بتوفير المنتجات البترولية. فوافق «السادات»، وطلب منه أن يجرى التنسيق مع اللواء «الجمسى»، رئيس هيئة العمليات فى ذلك الوقت». ويستكمل «قنديل» قائلاً: «بالطبع أنا كنت أمتلك ميزة يعرفها عنى «أحمد عز الدين هلال»، وهى قدرتى على توظيف ملكاتى جيداً فى الصالح العام، فكنتُ أتوقع المناطق التى يأتى منها الخطر، ومن ثمَّ أستطيع سد كل الثغرات، وهى خبرة تراكمية اكتسبتها من الحروب؛ فحربا 56 و1967 وحرب الاستنزاف علمتنا التعامل مع أصعب المواقف وتحقيق نتائج، ولأن الحروب هى التى تصنع صلابة الشعوب؛ لم تكن أوروبا لتقف على أقدامها وتصبح كما هى الآن إلا نتيجة لما عانته فى الحروب.. فقد استطاع الألمان تصنيع البنزين الصناعى من الهواء؛ لأن العقل الذى منحه لنا الله هو الذى لديه القدرة على الإبداع». ويتابع «قنديل»: «توصلتُ إلى طريقة آمنة لتخزين الخام. كنا قد اتفقنا مع السعودية على توفير 750 ألف طن من خام البترول، على أن يتم نقلها لنا من خلال البحر الأبيض المتوسط، وكان الاتفاق فى مايو عام 1973، بينما تحرك المهندس «أحمد عز الدين هلال»، وتعاقدنا مع ليبيا على مليون طن أخرى، على أن تأتى إلى الإسكندرية، لأننا كنا نعرف أن السويس سوف تكون مغلقة». ويواصل «عبد الهادى قنديل» سرد ذكرياته فى هذه الفترة قائلاً: «كنتُ أضع خطط الوقود لمصر كلها وبخط يدى، ولكن للأسف كانت كل تلك الأوراق فى «الشانون»، ولم يكن مسموحًا لنا بتصويرها أو نسخها أو اطِّلاع أحد عليها، وكلها فُقدت وقت انتقالنا من مبنى الهيئة القديم. كما كنتُ أنسخ بيدى كل الخطط التى يتم وضعها للتعامل مع كل المواقف أثناء الحرب. وكنتُ قد تدربتُ على ذلك جيدًا. وفى هذا السياق .. أذكر موقفاً طريفاً، وهو أنه وصلت لنا معلوماتٌ عن قيام إحدى الشركات الأجنبية بعمليات مشبوهة، وعلمنا أن لديها وثيقة سرية بها معلومات خطيرة. وكان «أحمد عز الدين هلال» أشبه برجل المخابرات، ولديه مهارات فى القدرة على صناعة صداقة مع بعض الأشخاص والتسلل من خلالهم للحصول على ما يريد، واستطاع الحصول عبر هؤلاء من الشركة الأجنبية على الوثيقة السرية التى كانت تضم مئات الصفحات. وللمزيد من السرية طلب منى نسخها قبل إعادتها إلى مكانها مرة أخرى دون أن يشعر أحد، وتمكنت من ذلك، لأننى كنتُ مدرَّباً جيداً على ذلك». ومع اقتراب ساعة الصفر، يقول «قنديل»: «قبل 48 ساعة من قيام حرب 1973 تلقيتُ مكالمة مُختصرة من «أحمد عز الدين هلال»، نصُّها هو: «بكرة نشوفك». وكانت هى «كلمة السر»، التى سبق أن اتفقنا عليها، وكنتُ أتصرفُ بحذرٍ شديدٍ، وبشكل طبيعى جدًّا، ولكن أضع حساباتى بدقة عن المخزون من المواد البترولية وتأمين المستودعات ومصادر وصول الخام وخطوط السير لأساطيل النقل وغيرها، دون أن يكون هناك شىء لافت للنظر». ويكملُ «قنديل»: «نفس الرسالة تلقيتُها يوم الجمعة: «نشوفك بكرة»، وكان بالميناء مركبٌ مرابطٌ لشحن بنزين للتصدير، فأبلغت ميناء الإسكندرية بإيقاف الشحن، وتعللت بأن الاعتماد الخاص بالشحنة غير مطابق للعقد. كان بالمركب 8 آلاف طن، وجلست أكتب بيدى للشركة المستوردة: أننا أوقفنا الشحن، وأننا اضطررنا للاستيلاء عليه لظروف الحرب، ووضعتُ الخطاب فى ظرف، على أن يتم إرساله فى اليوم التالى «السبت»، ودخل شقيقى «أحمد» وكان رئيسًا للنيابة العسكرية ونائب المدعى العسكرى، فسألنى: ما الذى أتى بك للمكتب يوم الجمعة؟ فأجبته: فيه تحرش إسرائيلى فى البحر، وأنا بصراحة قلقت. لكنى هممتُ بالانصراف، وطلبتُ منه توصيلى للمنزل بسيارته، وعندما وصلنا للمنزل تركتُه، وعدتُ مرة أخرى للهيئة، وبدأت إجراءات ترحيل الأرصدة الموجودة فى السويس للقاهرة. كان المركب تم شحنه من حقل «المرجان»، وكان متجهًا للسويس، فقمت بتحويل خط سيره إلى «بورسودان»، على أساس أن الشحنة فى طريقها للتصدير من الجنوب وفى انتظار التعليمات، وفى الساعة 11 من اليوم التالى، هاتفنى المهندس «رمزى الليثى» من الوزارة، وقال لى: انتظرنى، سأصل لك بعد ساعة. كان برفقتى «حليم مرقص» مدير عام التوزيع، ويعمل معى فى نيابة العمليات». يتابع «قنديل»: «عندما وصل «الليثى» باغتنى بقوله: «هلال» يقول لى: أن العمليات العسكرية سوف تبدأ اليوم، إزاى؟! شعرت بانه كمن ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لرغبته فى الانتقام من إسرائيل!! مضيفاً: «كان «رمزى الليثى» خلال نكسة 67 أكثر القيادات فى قطاع البترول التى عانت وعاشت تحت القصف وسط النيران، وكان رئيسًا لشركة «السويس» التى تعرضت للضرب المُكثف من العدو، وكان وضعه هناك مأساويًّا، وكان يعيد تشغيل المعمل فى ظل ظروف تتصف بالبشاعة، ويتحمل ما لا يتحمله بشر. فقلتُ له: نعم.. والحرب بعد دقائق. قال: كيف؟ ومن أخبرك؟ قلت: أن زوج أختى رئيس أركان سلاح النقل وهو رجل عسكرى، وشعرت منه بحاجة حتحصل اليوم. ولم أفصح له أو لأى أحد عن هذا السر حتى اليوم». مضيفاً: «أدرتُ مؤشر الراديو، ليأتى البيان الأول ببدء العمليات العسكرية، ولم يعرف «رمزى الليثى» أننى كنت أعلم قبل ذلك الموعد بالحرب حتى توفاه الله، وقد احترمتُ هذا الرجل كثيرًا». غدا نواصل الأسرار : موقف بطولى للرئيس الجزائرى هوارى بومدين ماهو رد فعل القذافى على عدم إبلاغ «السادات» له بموعد الحرب

في كتابه الجديد.. أسامة داود يفتح خزائن أسرار عبدالهادي قنديل

أسامة داود يكتب: أسرار تنشر لأول مرة .. بطولات فى تاريخ قطاع البترول “1”

أسامة داود يكتب : عيد البترول الذي سقط عمدا لا سهوا !.

أسامة داود يسأل: عيد البترول سقط عمدًا.. أم جهلًا؟!

أسامة داود يكتب: قصة الغاز الطبيعي بين قنديل والبنبى وفهمى

أسامة داود يكتب : قنديل والبنبي وفهمي ورحلة الغاز الطبيعى

أسامة داود ينفرد بسلسلة حوارات مع أبطال قطاع البترول في حرب أكتوبر الحلقة الأولى

أسامة داود ينفرد بسلسلة حوارات مع أبطال قطاع البترول فى حرب أكتوبر الحلقة الثانية