أسامة داود يكتب : السادات أخفي عن القذافى موعد حرب أكتوبر ( 2 )

طلبت من بومدين عبر السادات إرسال 2 مليون طن بترول للإسكندرية

المندوب السعودى : تعليمات الملك «فيصل» تلبية كل احتياجاتكم فورا

خلال نصر أكتوبر المجيد عام 73 تباينت مواقف القادة العرب وردود أفعالهم عليها خصوصا القذافى والملك فيصل والرئيس الجزائرى هوارى بومدين. المواقف وردود الافعال كشفها لى الراحل عبد الهادى قنديل وزير البترول الاسبق خلال حديثه عن أجواء المرحلة التى سبقت نصر أكتوبر 73 يقول قنديل : كان الاستعداد لحرب أكتوبر1973 يتم من خلال تأمين كل احتياجات الآلة العسكرية، ووضع خطة ليكون هناك فائض فى البترول والمنتجات البترولية حتى فى ظل أسوأ الأحوال»- كما يقول «قنديل»- الذى تابع: « أُسند لى إبرام الاتفاق مع السعودية، كما تولى أحمد عز الدين هلال توقيع الاتفاق مع ليبيا، والتقى القذافى، ووزير الطاقة الليبى واتفق معه على إرسال الناقلات للشحن من ليبيا وقت احتياجنا إليها. وهو الاتفاق الذى لم ينفذه «القذافى» وقت الحرب، فقد أصابه الجنون عندما أحسَّ بأن «السادات» لم يُبلغه بموعد الحرب وتحديدًا ساعة الصفر، بينما كان الملك «فيصل» على علم به. فعندما وقعت الحرب وعرف التفاصيل، رفض تنفيذ الاتفاق، وكنا أرسلنا المراكب، لكنها عادت جميعها فارغة حتى من التموين اللازم من المياه النقية التى يحتاجها أطقم المراكب للاستخدامات الضرورية، بعدما أصدر أوامره بأن تخرج دون قطرة مياه. ولم تستطع المراكب العودة مباشرة إلى مصر، ولكنها ذهبت إلى مالطا؛ للتموين من الاحتياجات الضرورية من المياه والغذاء. ويستكمل «قنديل» ذكرياته عن هذه الفترة قائلاً: «من المؤلم أن الاتفاق مع ليبيا كان يتضمن مساندتنا فى حالة الحرب بعدد من الطائرات الميراج، التى كانت تستخدم نوعًا معينًا من الوقود، بخلاف ما تستخدمه الطائرات المصرية، وبالفعل وفرنا 40 ألف طن من الوقود المخصص للطيران الليبى، لكن «القذافى» قام أيضًا بسحب الطيران أثناء المعركة، ولم يكن أمامنا سوى القيام بإعادة حقن تلك الكميات من الوقود المخصص للطيران الليبى فى الزيت الخام وتكريره؛ لاستخراج ما نحتاجه من مواد بترولية صالحة للطيران المصرى، وهذا الوقود عبارة عن خليط من البنزين والكيروسين». مضيفاً: «من الأزمات أيضًا التى واجهتنا النقص الكبير فى المازوت، وكان هناك اتصال مباشر بيننا كهيئة البترول والسعودية؛ بناء على تعليمات الملك «فيصل»، ومع أول اتصال بين «أحمد عز الدين هلال» ووزير البترول السعودى «أحمد زكى يمانى»، قام بتكليف الدكتور «عبد الهادى طاهر» فورًا، والتقيتُ معه بمطار القاهرة، وطلبت منه المازوت، وكنا أثناء الحرب، فقال لى أن تعليمات الملك «فيصل» تنفيذ وتلبية كل احتياجاتكم، وأرسلت السعودية شحنات إلى إيطاليا؛ لتكرير الخام وتحويله لمازوت، وشحنه من ميلانو إلى مصر، وهى أقرب منطقة لنا». يتحدث «قنديل» عن المندوب السعودى قائلاً: «الدكتور عبد الهادى طاهر» كان ممن حصلوا على بكالوريوس العلوم الإدارية والمالية من جامعة عين شمس، وكان وقت حرب 1973 يشغل منصب «محافظ المؤسسة العامة للبترول والمعادن» بدرجة «وزير» منذ عام 1962 وحتى عام 1986». ويستكمل «قنديل» حديثه عن الأيام الأولى من حرب أكتوبر قائلاً: «فى الأيام الأولى من الحرب، كان هناك اتصال مباشر من الرئيس «السادات» بـ «عز الدين هلال». وجاء نص المكالمة على النحو التالى: -هل تريدون شيئًا من الرئيس هوارى بومدين، هو معى على التليفون؟ -فسألنى هلال وكنت أجلس معه، قلت: نريد 2 مليون طن بترول.. يا ريت يوصلوهم لنا فى الإسكندرية. فنقل السادات نص ما ذكرته للرئيس بومدين. -فقال بومدين: حاضر». يتابع «قنديل»: «وصلت المراكب فورًا مُحملة بالبترول، وكنا قد أنشأنا ميناءً صغيراً على شاطئ الإسكندرية أمام شركة «الإسكندرية لتكرير البترول»، كميناء مؤقت لاستلام الخام من المراكب وضخِّه مباشرة فى معمل تكرير الإسكندرية.. وتم استلام البترول الجزائرى على مدار بضعة أشهر؛ وطبقا لقدرتنا على استيعاب الكميات التى ترد إلينا. وكان يرسل لنا الوقود الذى نحتاجه، كما أرسل إلينا حوالى 200 شاحنة محملة بجزء من الصفقة المتفق عليها بريًّا. وكان اللواء «حسن» زوج شقيقتى رئيسًا لأركان سلاح النقل، وعندما استفسرتُ منه عن مكان السيارات الجزائرية التى جاءت محملة بالوقود، قال لى إنها تستعد للعودة بعد تفريغ شحنتها، فأبلغته أننا أرسلنا للجزائر نستأذنهم فى استلام السيارات واستخدامها فى مهمات النقل والتوزيع. ولم يمر وقت طويل حتى جاءت الموافقة، وتم توزيعها على شركتى الجمعية التعاونية ومصر للبترول، وأرسلنا 200 سائق لاستلامها. وكنتُ قد أعطيت تعليمات بترك السيارات تحمل اسم شركة «سونتراك» الجزائرية؛ كرمز للتضامن أثناء الحرب. ولم يكن هذ الموقف النبيل من «هوارى بومدين» والجزائر فقط، بل شاركت قوات جزائرية فى الحرب، كما أرسل دبابات حصل عليها بطريق الشراء من الاتحاد السوفييتى، وعلمنا بعدها أنه وقع شيكًا على بياض لروسيا؛ لإرسال أى سلاح تحتاج إليه مصر، وخاصة الدبابات». يعدد «قنديل» أسباب نجاح تأمين الوقود قائلاً: «من أهم أسباب نجاح تأمين احتياجات الآلة العسكرية من الوقود، بل وربما من السلاح فى حرب أكتوبر: الرئيس هوارى بومدين والملك فيصل رحمهما الله».

أسامة داود يروى : أسرار قيادات البترول خلال نصر أكتوبر المجيد (1)

في كتابه الجديد.. أسامة داود يفتح خزائن أسرار عبدالهادي قنديل

أسامة داود يكتب: أسرار تنشر لأول مرة .. بطولات فى تاريخ قطاع البترول “1”

أسامة داود يسأل: عيد البترول سقط عمدًا.. أم جهلًا؟!

أسامة داود يكتب : عيد البترول الذي سقط عمدا لا سهوا !.

أسامة داود يكتب: قصة الغاز الطبيعي بين قنديل والبنبى وفهمى

أسامة داود يكتب : قنديل والبنبي وفهمي ورحلة الغاز الطبيعى

أسامة داود ينفرد بسلسلة حوارات مع أبطال قطاع البترول في حرب أكتوبر الحلقة الأولى

أسامة داود ينفرد بسلسلة حوارات مع أبطال قطاع البترول فى حرب أكتوبر الحلقة الثانية

أسامة داود يكتب : تأجيل أرباح موظفى البترول .. “ألعوبة” كل سنة

أسامة داود يكتب: لغز تجاهل ترقيات المساعدين بالبترول

أسامة داود يكتب : ملف تأخر ترقيات قطاع البترول يصل البرلمان

أسامة داود يكشف : علاقة “الرجل السوبرمان” بوقف ترقيات قطاع البترول؟

أسامة داود يكتب : “وش القفص” بين مراكز القوى و الشباب فى قطاع البترول

أسامة داود يكتب : تراجيديا ترقيات قطاع البترول

أسامة داود يكتب: السكتة الدماغية أصابت ترقيات يناير بقطاع البترول

أسامه داود يطرح : تســـــاؤلات مشــــروعة لــــوزيرالبترول

أسامة داود يكشف بالأسماء : الأربعة المبشرون بمنصب وزير البترول!.

أسامة داود يكتب: شباب وزارة البترول فوق الستين