أسامة داود يكتب: هل يتم "تجريف" قطاع البترول من القيادات؟
من يخلف وزير البترول الحالى؟ سؤال صعب والإجابة عنه بسؤال آخر.. هل كل من حقق نجاحا تم عزله أو ركنه أو إجباره على الاستقالة؟ إن كانت الإجابه بـ لا .. أقول ما قلته فى المقال السابق: لماذا تم الإطاحة بالمهندسين محمد المصرى ومن قبله طارق الحديدى ومن بعده عمرو مصطفى الذى حقق فى أموك نجاحات لم تتحقق من قبله أو بعده؟
هل المهندس طارق الملا هو الأصلح لكرسى وزير البترول بعد مرور ما يزيد على 7 سنوات؟ وإن كان هو كذلك، أليس هو من تراجع إنتاج الخام فى ظل قيادته للوزارة من 700 إلى 450 ألف برميل يوميًا؟ أليس هو من تقلصت على يديه قدرة القيادات على اتخاذ القرارات بسبب حالة الرعب التى نجح الوزير عبر رجاله وعلى رأسهم إبراهيم خطاب المقرب والمسيطر على كل مفاصل وزارة البترول فى زرعها فى قلوب قيادات تقرر تربيتهم على الخوف؟ ، وإن كان هذا الأسلوب ثبت فشله مع التلامذة فى المدارس.. فكيف لنا بقيادات ربما يتم اختيار أحدهم وزيرًا فى أى لحظة؟
كان الكاتب الكبير مصطفى أمين عليه رحمة الله يقول إذا أردت أن تكون نجمًا فلابد أن تعيش وسط نجوم.. وفى البترول إذا أردت أن تظل وزيرا يجب أن تزيح كل من يصلح لتلك المهمة من طريقك؟
أتحدث وأنا أشعر بحالة من القلق على وزارة كانت فى مقدمة كل الوزارات بسبب تميز العناصر البشرية بالقطاع الذى خرج من رحمه قيادات نجحت فى تنفيذ مهام صعبة منها تنفيذ خطة تأميم قناة السويس وإدارتها بكل كفاءة وبراعة بواسطة محمود يونس وعبد الحميد أبو بكر ومحمد عزت عادل وآخرين.
فى يوم 15 يونيو 2021 انتفض أعضاء مجلس النواب وطالبوا بسحب الثقة من وزير البترول وتحدث النائب مجدى ملك عن ظاهرة استحواذ إبراهيم خطاب وتردد الاسم وكأنه كارثة وتم إلقاء اتهامات ضد قيادات قطاع البترول.
وقال النائب أن راتب رئيس الشركة وصل إلى نصف مليون جنيه وهذه حقيقة .. بينما ما لم يكشف عنه النواب انه يوجد رؤساء شركات لا تزيد رواتبهم على 22 ألف جنيه لانهم غير مرضي عنهم ، بينما تقع على كاهلهم مسئولية البحث والاستكشاف والإنتاج وتنمية الحقول ،
وبعد أسابيع انتهت الزوبعة وعاد الوزير بعد جلسة صلح استطاع أن يقنع خلالها النواب المعترضين على ضرورة تغلغل المستشارين بالوزارة وتحكمهم فى كل كبيرة وصغيرة وعلى رأسهم بالطبع إبراهيم خطاب وعدم إعطاء فرص للشباب قائلا إن ما يحدث طبيعى جدًا.
المهم تبدل الحال غير الحال ورضى النواب عن الوزير ورضى عنهم. وإن كان هناك مبرر موضوعى ومنطقى لانتقاد الوزير وأدائه فليس هناك مبرر لحالة الرضا ومرافقة الوزير فى جولة ناعمة.. وانتهت القصة ولكن أحتفظ بتفاصيلها إلى مقال آخر.
أتحدث عن القطاع الذى عندما احتلت إسرائيل سيناء وبها كل حقول البترول المصرية وتم ضرب معامل التكرير فى السويس غرب القناة.. كان هناك عباقرة منهم أحمد عز الدين هلال وعلى والى ورمزى الليثى وعبد الهادى قنديل وعبدالمنعم أبوالسعود وآخرةن عليهم رحمة الله.
كانوا يؤدون عملهم تحت قصف نيران العدو ونجحوا فى توفير الوقود بأساليب تعد من المعجزات للآلة العسكرية وللاقتصاد المصرى ولمحطات الكهرباء وكان هناك عبقرية هو الأميرلاى أحمد كامل البدرى الذى أنقذ بقراره التاريخى حقل المرجان من الوقوع فى قبضة الصهاينة بإصراره وقت اكتشاف الحقل أن يضخ إنتاجه عبر رأس شقير وعلى بعد 38 كيلومترا وليس فى سيناء والتى لم تكن تبعد أكثر من 8 كيلومترات عن مركز الحقل.
كانت قيادات تعمل جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة وفى أقسى الظروف حتى تم استعادة الأرض وتحريرها بالقوة ثم بالسلام.
أتحدث والحزن يعتصرنى أنا وكثيرون غيرى، وعندما نلتقى بأحد القيادات يقول مش عايزين نتكلم ولا يتردد اسمى، وهى عبارة تتقاذفها ألسنة كل القيادات بقطاع البترول.. إيثارًا للسلامة.
وسبب حزنى أننى عاصرت عمالقة أداروا قطاع البترول، عاصرت البنبى وحوله عبد الخالق عياد وكمال مصطفى وسيد الخراشى ومصطفى شعراوى وآخرون، وعاصرت سامح فهمى وحوله نفس النجوم أضف عليهم إبراهيم صالح ومحمد طويلة وإسماعيل كرارة ومحمود لطيف وحسن عقل، ثم من تربوا على يديه والذين أتى بهم من مواقع الإنتاج وشركات التكرير ومكاتب رؤساء الشركات مثل شريف إسماعيل وعبد الله غراب ومحمد شعيب وهانى ضاحى ومدحت يوسف وطارق الحديدى ومحمود نظيم وغيرهم.
والآن أجد إبراهيم خطاب الممنوع من الظهور إلا عبر قرارات تشبه الحرائق تشعل لا تطفئ وتثير فى النفوس ألما وحسرة.. كل مشكلتى أننى تعاملت مع قامات والآن قد اختفت أو أخفيت بتعليمات وأوامر ممن يقطن المبنى رقم 1ا شارع احمد الزمر بمدينة نصر، علمًا بأننى على ثقة بأن بالقطاع كفاءات ولكنها ممنوعة من الصرف كما يقول المثل.
أتحدث لله وللوطن خوفا على قيادات يعشش فى نفوسها الخوف والقلق من أن تكشف نجاحاتهم عن رؤية قد تصل إلى مسامع الوزير ورجله المقرب إبراهيم خطاب وبالتالى يحين وقت الإطاحة بهذا الرأس الذى قرر أن ينجح.
فى الماضى لم يحضر قنديل أو البنبى أو سامح فهمى افتتاح أو تفقد إلا المشروعات الكبرى مثل حقول مواقع الإنتاج، والآن أجد قيادات قطاع البترول تسير فى حشود خلف الوزير لتفقد موقع محطة تموين سيارات أو افتتاحها.. هل يمكن ألا أحزن عندما تتراجع الاحتفالات والاحتفاءات إلى حد قص شريط محطة خدمة سيارات وأخشى ما أخشاه أن نصل لأن نقص شريط وصلة غاز لإحدى الفيلات بالتجمع!.