أسامة داود يسأل : من يصلح لقيادة قطاع البترول؟ ( 4 )

>> قصة مقالى الذى غضب بسببه الوزير وطلب أحد قيادات البترول حذفه

>> هناك أكفاء ولكن أخشى الإطاحة بهم لمجرد ترشيح أسمائهم

>> هذا هو الفارق بين قنديل والبنبى وسامح فهمى سابقا .. والملا الآن

عندما كتبت مقالا بعنوان "المبشرون الاربعة بمقعد وزير البترول"، إتصل بى أحد القيادات وقال الوزير غضبان قلت ليه؟ .. قال "علشان مقالك" .. قلت "لو كانت دامت لغيره ما وصلت اليه".. قال بالذمة في حد من اللي انت رشحتهم دول ينفع وزير؟ وكنت تحدثت عن مجدى جلال رئيس القابضة للغازات الطبيعية وعابد عز الرجال رئيس هيئة البترول وسعد هلال رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات وعلاء البطل رئيس القابضة لجنوب الوادى للبترول. فقلت له " هؤلاء الأربعة الذين رشحتهم بمثابة وش القفص الذى اختارهم الوزير لهذه المواقع ، وبالتالى لن يكون أمام القيادة السياسية حسب ما هو متبع إلا واحدا منهم ".. قال : أتعشم ان تحذف المقال ، قلت لو فيه تجاوز لبادرت ولكنها الحقيقة ، كما أن مقالى لن يتغير بسببه الوزير وأعتقد أن الوزير باق لأن ما إن لمعت رأس الا وتم اقتطافها.. وضحكنا ولكن كان ضحك كالبكاء. لم نكمل الحديث بعدما وجد القيادى الباب مغلقا أمام حذف المقال.. ولكننى وبناء على الحوار القصير الذى دار أطرح عدة تساؤلات.. لماذا إختار المهندس طارق الملا هذه القيادات لتولى مواقع رئاسة الهيئة العامة للبترول والقوابض الثلاث ، وكل تلك المواقع هى الصف الاول بعد موقع الوزير؟ إن كانو أقوياء فكيف يصفهم أحد رجاله المقربين بأنهم غير مؤهلين لتولى موقع الوزير؟ وإن كانو ضعافا وغير قادرين على تحمل المسئولية ، فكيف للوزير ان يضعهم على رأس إدارة قطاع البترول؟ أتحدث وأنا متابع ومطلع على كل تفاصيل قطاع البترول عبر نحو ربع قرن ، فكان سامح فهمى ومن قبله الدكتور حمدى البنبى ومن قبلهم عبد الهادى قنديل يضعون المسئول فى الموقع الذى تتحقق فيه كفاءته. أتذكر كلمات سامح فهمى عندما أسند مهمة الشركة العامة للبترول للمهندس محمود لطيف ، حيث قال بالنص "لأنه أكبر مهندس متخصص فى الخزانات وهى الطبقات الجيولوجية .. ومعرفته تساعد على تنمية الحقول والبحث والاستكشاف". ومن خلال كفاءة كل قيادة كان يمكن لأى مسئول فى القطاع أو صحفى متخصص ان يتوقع الاختيارات لهيئة البترول والشركات. وفى عام 2001 ومع تأسيس الشركات القابضة كتبت تحليلا عن من يشغل موقع أول رئيس للقابضة للغازات الطبيعية ومن يشغل موقع رئيس هيئة البترول.. قلت فيه إن الأقرب الى موقع رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية هو المهندس محمد طويلة الذى تولى رئاسة هيئة البترول منذ 14 شهرا تقريبًا . وقلت أيضا إن الأقرب الى رئاسة هيئة البترول خلفا للمهندس طويلة هو المهندس إبراهيم صالح الذى كان يتولى وقتها رئاسة شركة بترول خليج السويس جابكو .. وأرجعت السبب الى إتجاه القطاع لتنمية احتياطيات الغاز الطبيعى ، وطويلة له السبق فى تأسيس وادارة شركة جاسكو وتوسعته لخطوط الغاز الطبيعى ونجح فى تأسيس وانشاء اكبر مجمع للغازات البترولية وهو مجمع الصحراء الغربية ، وقلت إن الاكثر قربا من موقع رئاسة هيئة البترول هو ابراهيم صالح بإعتباره رئيس شركة جابكو وكان الرجل من خبراء انتاج البترول فى مصر وله سمعة عالمية. واتصل بى مساعد الوزير السيد زكريا الفقى الشقيق الأكبر لسفير مصر فى النمسا وقتها الدكتور مصطفى الفقى وقال لى إن ما كتبته كان مثار تساؤل فى اجتماع المهندس سامح فهمى مع قيادات القطاع وكان الوزير يتساءل "هل منكم من أبلغ اسامة داود بتلك المعلومات" ؟ ، فقلنا "أصلا لم يصل لعلمنا أى معلومات" فقال بالفعل الاختيارات وقعت على كلا الاثنين وللأسباب التى جاءت فى التحليل الصحفى". لم يعاند ولم يكابر فهمى ويقرر تغيير القرار لكونى نشرت عبر تحليل منطقى وموضوعى ، ولم يقرر كما يحدث الآن اقصاء الكفاءتين ووضع كلاهما " على الرف" أو فى مكان آخر من باب "العند" وبإعتبار أنه حر وصاحب القرار. أتذكر أنني كنت أتحدث مع بعض القيادات بالقطاع عن أحد المواقع الهامة التى قارب رئيسها على بلوغ سن التقاعد وكان هذا قبل خروجه بحوالى شهر.. طرح الجميع أسماء لم يكن من بينها الاسم الذى طرحته أنا.. وقلت أرى أنه الأقرب إلى هذا الموقع. أثار ردى حالة من الضحك والسخرية بين الجميع ، وقالوا على أى أساس يتم اختيار تلك القيادة وهو لم يفلح فى زيادة انتاج شركة من الشركات التى تولى أمرها" ؟ .. قلت اتحدث ليس بالمعايير التى تطرحونها ، ولكنى أتحدث من خلال معرفتى بشخصية القائمين على إدارة شئون الوزارة ، لأنهم من يختارون واختيارهم ليس فى الغالب بالمعايير المنطقية. ودخلت معهم فى رهان ووافقوا على أساس إننى خاسر له ، وبعد مرور شهر وخروج رئيس تلك المؤسسة للتقاعد ووصول نشرة الوزارة بحركة التنقلات والترقيات كان من طرحت اسمه هو رئيس تلك المؤسسة. بعدها تلقيت رسائل عبر الواتس من تلك القيادات تضمنت عبارة واحدة متكررة وهى "كان عندك حق". لن أكشف بالطبع عن اسم رئيس تلك المؤسسة الذى أكدت أنه ليس فى موقعه الصحيح منعا للحرج أو زعله منى ، كما إننى أكن له كل احترام وتقدير. أيضا هناك شركات وصلت اليها قيادات أرى أنها تديرها بكفاءة عالية ولكنى أخشى ذكر اسمها ، فيتم استبدالها فى التو واللحظة عقابا لهم على النجاح. وأؤكد مجددا إن القطاع تحول الى ما يشبه الشجرة التى إن نما وبزغ فيها فرع وتفرد وصار محط العيون والأبصار ، يتم بتره بإحدى الطرق المتعارف عليها.. حتى أصبح مواراة الرؤوس بعيدا عن الأعين هى الملاذ الآمن لكن من يريد أن يأمن جانبه. وهذه سنة سيئة تصيب محترفى تقديس المناصب فى كل المجالات وعلى ما يبدو أن التمسك بالمنصب الى مالا نهاية لايقتصر على قطاع البترول فقط ، ولكنه موجود فى كل المجالات ومنه مجال الصحافة أيضا. وهنا أذكر موقفا يتردد فى الوسط الصحفى حدوثه قبل عام 2010 وهو ينطبق على ما يحدث بقطاع البترول حاليًا.. كان رئيس تحرير إحدى الصحف القومية قد شاخ فى منصبه وكان قريبا من السلطة ، وأصبح الحديث عن التغيير فى المؤسسة نوعا من التجاوز ضد ثوابت تتساوى مع الثوابت العقائدية. وخلال جلسة تضم عددا من قيادات الصف الثانى وجميعهم كان قد قارب الستين فإذا بصحفى معروف عنه الطيبة والورع وبعفوية شديدة يخاطب أحد زملاءه وقال له "لقد رأيت لك رؤيا وكلها خير بإذن الله". إبتسم الجميع وطلبوا معرفة الرؤيا التى رآها زميلهم ، فقال لهذا الزميل "أنك سوف تتولى رئاسة التحرير قريبًا ان شاء الله". انتقل الجميع الى حالة الذهول بينما تبدلت ابتسامة المرئي له وانتفض موجها سيلا من التعنيف لصاحب الرؤيا الذى بهت وقال "كنت أظنك سوف تشكرنى إننى أبشرك بخير رأيته لك". كانت انتفاضة الزميل القيادى عكس ما تملكته مشاعره من فرحة غامرة بهذه الرؤيا ولكنه أدرك أن الخبر سوف يصل قبل ان ينهضوا من اماكنهم لرئيس التحرير الذى كان معروفا ببطشه وانتقامه ممن لايجيدون نفاقه فينقلهم من صحفى الى أرشيفجى أو موظف فى مكتبة. وكان رئيس التحرير قد حرص فى تجهيز مبنى المؤسسة الجديد ان يجعل له مكتبا يشغل مئات الامتار ويقارب نصف طابق من طوابق المبنى ومزود بكل وسائل الرفاهية والاستجمام.. كان يفعل ذلك وكأنه يخطط للبقاء الأبدى فى منصبه ، فمن المستحيل ان يستيقظ على كابوس بالنسبة له حتى ولو كانت رؤيا من صحفى طيب ورع لقيادة من قيادات الصف الثانى تبشر بزوال ملك رئيس التحرير. صاحبنا أدرك نفسه بمهاجمة صاحب الرؤية وأصابته حالة من الرعب وتعثر لسانه وأدرك ان واقعته سوداء وداوم على الدعاء أن لا يصل صدى حديثه عن الرؤية الى مسامع الحاكم بأمره والا أصبح فى خبر كان. صارت هذه الواقعة مجالا يتندر فيه الصحفيون ويتداولونه فى جلسات الضحك.. المثير للدهشة أنه بعد عدة أشهر كان قد تم اقالة رئيس التحرير وصدقت الرؤية وأصبح الزميل المحلوم له رئيسا لتحرير تلك الصحيفة القومية الكبرى. ويبقى السؤال من يخلف وزير البترول فى موقعه إذا غادره لاي سبب؟ ربما يكون لدى علم بقيادات بالقطاع تصلح للمهمة ولكن مجرد ذكرهم يكون كمن يرشد عنهم ليتم الاطاحة بهم دون مبرر لتلوك سمعتهم السنة حداد دون ذنب او جريرة!.

اقرأ ايضاً

أسامة داود يكتب: خِطَاب خَطاب.. الحاكم بأمره فى البترول

أسامة داود يكتب: الحاكم بأمره فى وزارة البترول ( 3 )

أسامة داود يكتب: هل يتم تجريف قطاع البترول من القيادات؟

أسامة داود يكتب : 11 تساؤلا مشروعا لوزير البترول

أسامة داود يكتب : تأجيل أرباح موظفى البترول .. “ألعوبة” كل سنة

أسامة داود يكتب: لغز تجاهل ترقيات المساعدين بالبترول

أسامة داود يكتب : ملف تأخر ترقيات قطاع البترول يصل البرلمان

أسامة داود يكشف : علاقة “الرجل السوبرمان” بوقف ترقيات قطاع البترول؟

أسامة داود يكتب : “وش القفص” بين مراكز القوى و الشباب فى قطاع البترول

أسامة داود يكتب : تراجيديا ترقيات قطاع البترول

أسامة داود يكتب: السكتة الدماغية أصابت ترقيات يناير بقطاع البترول

أسامه داود يطرح : تســـــاؤلات مشــــروعة لــــوزيرالبترول

أسامة داود يكشف بالأسماء : الأربعة المبشرون بمنصب وزير البترول!.

أسامة داود يكتب: شباب وزارة البترول فوق الستين