الجمعة ٠٩ / مايو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب : منظومة التأمين الصحى وعلي حجازى الإنسان ( 3 )

فقد مرضى هيئة التأمين الصحى اليد الحانية بعد مغادرة الدكتور على حجازى كآخر رئيس لها يملك قلب إنسان وضميرا يقظا وعقلا متفتحا. لم يتخل على حجازى يوما ما عن انسانيته التى لازمته منذ بداية عمله وعرفتها بمواقف أولها فى موسم الحج فى المدينة المنورة فى عام 2007 والموقف الآخر عندما كان مديرا لمستشفى الطلبة بالاسكندرية. عرفت على حجازى الذى اتصلت به يوما ولم أكن على علم بما يمر به من ظرف مأساوى وقاس لأطلب منه حل مشكلة مريض يحتاج الى رعاية مركزة ، فإذا به يرد ويطلب منى ارسال بياناته فى رسالة وبعد ساعات علمت بوفاة والده وعرفت أنه وقت اتصالى به كان بالمقابر يدفن والده الراحل. بعدها اتصلت أعزيه وأقول له إننى لا أسامح نفسى على اتصالى بك رغم ما تمر به فى هذ التوقيت من حزن. أجاب ضاحكا : لأننى تعودت مع كل اتصالاتك ان تحمل لى أزمة مريض وبالتالى لم أسطتع تأجيل الرد لبعد الدفن وكان بمقدورى أن اساعد فى إنقاذ حياة او تخفيف الام مريض. وأضاف : هذا واجبى ولو تخليت عنه أكون مشاركا فى جريمة استمرار آلام او ازهاق روح وأنا لا أستطيع تحمل مساءلة ربى لى فى يوم لا أستطيع معالجة ما ارتكبته من إثم. كان على حجازى عندما تتطلب حالة أى مريض مصاب بالأمراض الخطيرة علاجًا حديثا كتبه له الاطباء داخل أو خارج التأمين الصحى التى لا تتضمنها قائمة الادوية المقررة بالتأمين.. ويتم رفضها من اللجنة العليا كان يصدر قرارا منفردا بصرفها ويقول لمن يراجعه تعاملوا مع الامر بقلب رحيم طالما هناك أمل للمريض فى الله ثم فى هذا الدواء فلنصرفه له. المفاجأة ان العديد من المرضى الميئوس من شفائهم بمعايير العلم والطب كانت تشفى بإذن الله وبمنح المريض الأمل الذى جعله يتغلب على المرض عندما منح الدواء الذى يصعب تدبير تكاليفه على نفقته الخاصة. وعندما كان بعض المرضى يلجأون لمقاضاة الهيئة عندما يتم رفض علاجات خارج القائمة المعتمدة وتكون باهظة الثمن ، لم يكن يدفع بجيش من المحامين لمواجهة المريض فى المحاكم كما يحدث الآن ، بل كان ينفذ أحكام الدرجة الاولى ويرفض إستئنافها او الطعن عليها. وعندما سأل قال ليس من الانسانية ان أزيد فى ارهاق المريض أمام المحاكم وكأنه متهم ، ولماذا أنفق على القضايا بهدف عدم صرف علاجات لمرضى ومن الأولى ان أوفر اجراءات التقاضى لصالح علاج المرضى. عرفت على حجازى الانسان الذى جعل من هيئة التأمين الصحى منظومة آمنه. كان اتصالى بالدكتور على حجازى يبدأ من السابعة صباحًا طارحًا عليه كل المشاكل التى تتطلب تدخله لحلها سريعًا.. وعندما كنت اقدم له مشكلة تتعلق بعلاج غير مدرج على قائمة الهيئة كان يقرر أن يتم صرفها لكل الحالات المماثلة ولم يكتف بعمل استثناء له وقال انت تدخلت لهذه فمن يتدخل لغيرها.. ففى الله ، ولله يكون عملنا. تحدثت معه عن بعض الأدوية التى تصرف بالاسم العلمى بينما توجد أدوية تكتب بالاسم التجارى ويكون لها مردود أفضل على صحة المريض ، وبالفعل تحقق نتائج ايجابية ربما لان المادة الفعالة فيها افضل.. كان يقرر صرفها بشرط ان يتحمل المريض نسبة من ثمنها وكان بذلك يحل المشكلة لان ما يتم صرفه من الادوية المماثلة المقررة من التأمين كان يتم تخلص المريض منها ولم يكن يستخدمها ويضطر لشراء العلاجات التى يشعر بتحسن حالته عليها. هذا هو رئيس هيئة التأمين الصحى الذى يحمل قلب انسان وعقل حكيم وروح قديس ويد حانية. usamadwd@yahoo.com

اقرأ ايضاً

أسامة داود يكتب : مرضي يحالون لقوائم الموت بزعم خروج أدوية علاجهم من القائمة (1)

أسامة داود يكتب : رئيس التأمين الصحى يتحدى المرضى ( 2 )

أسامة داود يكتب عن : إسماعيل سلام وزير صحة الغلابة ( 1 )

أسامة داود يكتب: معهد ناصر.. علاج 5نجوم للغلابة فى مصر (2)

أسامة داود يكتب:حكاية سطو وزراء البيزنس على معهد ناصر ( 4 )

أسامة داود يكتب: لم يعد فى قوس الصبر منزع.. لماذا يتجاهل رئيس التأمين الصحى رسائل الاستغاثة لمرضى يشرفون على الموت؟

أسامة داود يكتب: عوض تاج الدين والتصدي لمافيا الأغذية الفاسدة

أسامة داود يكتب: عشوائيات الصحة تبتلع مهنة الطب!!

أسامة داود يكتب : نار كورونا و لا جنة المستشفيات الخاصة

أسامة داود يكتب : عشماوي في التأمين الصحي

أسامة داود يكتب: رحلة حزن فى معهد ناصر