ناصر أبو طاحون يكتب: المقاطعة ليست الحل

طبعا أنا متفهم صراخ الناس من ارتفاع جنوني للأسعار عموما و على وجه الخصوص المواد الغذائية كلها، و من ضمن الصراخ صرخة المقاطعة و التوقف عن الشراء باعتبار ذلك سيجبر التجار على خفض الأسعار، و هو أمر غير صحيح على الإطلاق

هناك مشكلة كبيرة تواجه قطاع الثروة الحيوانية و الداجنة
هذا القطاع الحيوي يواجه أزمة خانقة ليس من ضمن حلولها على الإطلاق المقاطعة

مشاكل تبدأ ولا تنتهي عند الدولار اللعين و تعويم الجنيه الحزين،  و تستمر وصولا لأسعار الأعلاف و الكتاكيت و لا تتوقف عند أسعار  الأدوية البيطرية وكل تكاليف الإنتاج

و هناك فجوة إنتاجية تسببت في أزمة كبيرة و نقص المعروض في الأسواق،  و لطالما حذرنا من أننا نسير اليها مالم تكن هناك حلول سريعة وعاجلة..

صناعة الدواجن كانت أحد الأنشطة الناجحة جدا في مصر وتمتلك فيها بلادنت مميزات نسبية كبيرة وخبرات عميقة و بنية تحتية كبيرة، لكن هذه الصناعة سقطت صريعة في معركة الدولار و الجنيه، و تحتاج جهدا كبيرا لكي تعود للقيام من جديد

و طبعا كلنا فاكرين أزمة الكتاكيت و التخلص منها تحت وطأة نقص الأعلاف و ارتفاع أسعارها، هذه الازمة امتدت إلى أمهات الدواجن المسؤولة عن البيض و إنتاج الكتاكيت، و لازالت الأزمة مستمرة و ربما لنهاية العام..

لذلك أردت أن أوضح أن الأزمة ليست متعلقة بتاجر جشع أو بياع يبحث عن زيادة في السعر ، نستطيع أن نواجهه بالمقاطعة ، إنما الأزمة إنتاجية في الاساس و تتعلق بغياب و ارتفاع سعر مدخلات الإنتاج و عجز و فشل حكومي و من المؤكد أن أحاديث المقاطعة ستفاقمها أو على اقل تقدير سيجعلنا نسير في الإتجاه الخاطيء للبحث عن حلول

انقذوا قطاع الثروة الحيوانية و الداجنة بسرعة حتى لا يجوع الناس
…..