
محمد العليمي يكتب: الحياة ليست مثالية ولن تكون أبداً

أحياناً ما نعيش في حالة من العُزله، مُعلقِين بين ماضي فات ومستقبل لا يَأت، هذا هو حال الغرباء المغتربين بين ذويهم.
عندما نكلم البعض منهم عن شيء ما لايجيبوا، وكأنهم لايسمعون، فنكرر طلبنا بصوت أعلي فيستيقظون من ثباتهم وينتبهون الى صوتك، وغالباً يأتيك جواب عام أجوف خشية ان يخطيء في الرد او يَطلُب منك أن تعيد عليه ما قلت.
فالإغتراب يختلف عن الغربة المكانية؟ إن الانسان قد يكون معرضا لحالة الاغتراب، والشعور بالعزلة، والمعاناة من عدم الانسجام مع محيطه، حتى لو كان يعيش في قلب وطنه، فقد يكون الانسان غريبا في بيته !! وسنجد العديد من الصفات في الشخص المغترب كالشعور بالانفصال عن الذات، الرفض وعدم الرضا عن العلاقة بالمجتمع، العزلة وعدم الانتماء والسخط والقلق والعدوانية، رفض القيم والمعايير الاجتماعية وفي النهاية تأتي الطامة الكبري وهي الشعور بعدم جدوى الحياة ومعناها .
وللإغتراب أسباب كثيرة نفسية وإجتماعية كالصراع بين الدوافع والرغبات المتعارضة والحاجات التي لايمكن إشباعها مما يؤدي إلي التوتر والقلق والإحباط ، كما تمثل الخبرات الصادمة دوراً هاماً في تحرك العوامل الأخرى المسببة للاغتراب وكذلك التنشئة الإجتماعية الخاطئة بالإضافة للضغوط التي يواجهها الإنسان مثل المشاكل الأسرية وضغوط العمل والمنافسة من أجل النجاح والتي تبدأ كعوامل محفزه لكن إذا إزدادت عن قدرة الفرد علي الإحتمال تتحول للضد هذا إلي جانب القصور الذي نعانيه في الجوانب الوجدانية وإهمال العلاقات الشخصية ناهيك عن المشكلات الإقتصادية .
ان النصيحة الأغلي للتعامل مع الضغوط هي ان يعيش الفرد في حدود متطلبات يومه فأفضل طريقه لمواجهه الغد هي التركيز علي إنجاز مهام اليوم ، وكذلك إحصاء الجوانب الإيجابية والنعم التي أنعم الله علينا بها بدلاً من التركيز علي أسباب المعاناه وضرورة تقبل الأشياء السيئة بأقل إنفعال ممكن ونتقبل كل ما كتبه الله لنا ، ولندرك جميعاً ان الحياة ليست مثالية ولن تكون كذلك أبداً.