محمود المصري يكتب: الصين تبتكر "الشمس الاصطناعية"

تمتلك الصين 45 مفاعلاً للطاقة النووية قيد التشغيل، ويبدو هدف الحكومة على المدى الطويل، زيادة سعة الطاقة الى 58 جيجاوات بحلول عام 2020، مع 30 جيجاوات تحت الإنشاء.

والدافع للطاقة النووية في الصين يرجع بشكل متزايد إلى تلوث الهواء من قبل المحطات التي تعمل بالفحم. مما جعل الصين مكتفية ذاتيًا إلى حد كبير في تصميم المفاعل وبنائه فنياً وإدارياً، بالإضافة إلى إنتاج الوقود النووي، ورغم هذا لم تكتفى الصين بهذا بل تستفيد بالكامل من التكنولوجيا الغربية مع تطويرها وتحسينها.

وفى خضم التطور التكنولوجي الهائل الذى تكون لدى الصين في تطوير النووية، ستبدأ الصين قريبًا في تشغيل "شمسها الاصطناعية" كما أطلق عليه العلماء الصينين.  ويهدف إلى تكرار الانصهار النووي، وهو نفس رد الفعل الذي يحفز الشمس. ومن المقرر أن يتم بناؤه بحلول نهاية عام 2019، ويقول باحثون صينيون الآن إنه سيتم تشغيله في عام 2020. إذا سارت الأمور وفقًا للخطة، فإن هذا قد يجعل الاندماج النووي في نهاية المطاف خيارًا مناسبًا للطاقة على الأرض.

قام العلماء الصينيون بتطوير، تكنولوجيا الاندماج النووي من أجل حصاد الطاقة الشمسية، علي الرغم انها ليست طاقة شمسية. ومسمي المشروع الصيني "شمس اصطناعية" او " "HL-2M

وتم الإعلان عن الانتهاء من المفاعل في نهاية مطلع 2019، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في 2020. وقد تم بناء المفاعل من قبل المؤسسة النووية الوطنية الصينية والمعهد الجنوبي الغربي للفيزياء. حيث يقع المفاعل في مقاطعة سيشتوان، حيث تم بناءه لتطوير وتحسين تكنولوجيا الاندماج النووي من حيث انتاج درجات حرارة تصل الى 13 ضعف درجة حرارة الشمس. ويتضح الهدف من المشروع في تحصيل طاقة أنظف وأرخص من الخيارات النووية الحالية، مما ينتج عنه نفايات أقل خطراً.

وتعد الصين من بين اللاعبين الرئيسيين في العالم في تطوير تقنية الاندماج - التي لديها القدرة على توليد إمدادات لا نهاية لها من الطاقة النظيفة - وتخطط لبناء مفاعل تجريبي في وقت مبكر من عام 2021. التحدي الرئيسي الذي يواجه العلماء هو كيفية التحكم في الطاقة التي ينتجونها.

وذكر أستاذ الفيزياء بجامعة تسينغهوا في بكين، "إن العلماء لا يزالون يواجهون الكثير من المشاكل في مجال الاندماج النووي." إن الانصهار الذي يصنعه الإنسان أقل استقرارًا بكثير من العملية الطبيعية داخل الشمس، وينتج الغاز الساخن أحيانًا نتوءات يمكن أن تخترق القفص المغناطيسي، وتعمل على ضرر الجدار الداخلي لغرفة التفاعل.

وذكرت المؤسسة الوطنية النووية الصينية CNNC، إن المنشأة الجديدة في سيشتوان، ستدعم تطوير مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي هو مشروع بحثي دولي يختص بالاندماج والانصهار النووي ومشاريعه الهندسية ITER ، والذي تعد الصين من الدول الأعضاء فيه، إلى جانب الولايات المتحدة والهند واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية. يعد ITER أكبر مشروع للتعاون العلمي الدولي في العالم. ومن حيث التكلفة يبلغ سعره حوالي 20 مليار يورو (22.5 مليار دولار أمريكي).