محمود فراج يكتب: الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة

ارتبطت التنمية الاقتصادية ارتباطاً وثيقاً بالاستخدام المتزايد للطاقة وتنامى انبعاثات الغازات الدفيئة وتستطيع الطاقة المتجددة فك هذا الارتباط والمساهمة في التنمية المستدامة، وتتيح ايضاً الاسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحصول على الطاقة وتامين الامداد بالطاقة والتخفيف من تغير المناخ والتقليل من الاثار السلبية على الصحة والبيئة  .

اولاً : مفهوم التنمية المستدامة :ـ

يمكن تعريف التنمية المستدامة " بانها التنمية التي تلبى احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الاجيال القادمة علي تلبية احتياجاتهم الخاصة " 

ثانياً: خصائص التنمية المستدامة :

  1. الاستمرار : التنمية عملية وليست حالة ، وبالتالى فأنها مستمرة ومتصاعدة تعبيراً عن تجدد احتياجات المجتمع وتزايدها ، حيث تهدف الى تحقيق معدل دخل مرتفع من جهة ، وعدالة فى توزيعه بما يمكنها من الاستمرارية والاستدامة .
  2. تحقيق توازن بيئى عن طريق تعزيز استخدام وسائل حديثة اكثر توافقاً مع البيئة والحفاظ على استمرارية الموارد الطبيعية على أن يتقاسم راس المال الطبيعى ما بين الاجيال الحاضرة والمستقبلية ، والحد من التلوث من اجل الحفاظ على بيئة سليمة لإيجاد نوع من التكامل والانسجام بين البيئة والتنمية .
  3. تعمل التنمية المستدامة على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية والتى تركز على تقليل التلوث فالنسبة للدول المتقدمة يكمن فى تقليل المخلفات الملوثة للبيئة وتقليل عدد الملوثين من جهة ثانية ، اما بالنسبة للدول النامية فتبرز فى النمو السكانى الامر الذى يستلزم تكريس خبرات الدول المتقدمة لمعالجة إشكالية النمو الاقتصادى والنمو السكانى عن طريق ايجاد نوع من الانسجام بينهم .
  4. تشجيع المشاركة المجتمعية والعمل على تحقيق اهداف مشتركة وتنسيق الرؤى المختلفة لدعم التنمية المستدامة .
  5. مراعاة احتياجات الافراد فى المقام الاول من تلبية الحاجات الاساسية الضرورية من الغذاء والملبس والتعليم والخدمات الصحية ،وكل ما يتصل بتحسين نوعية حياة الفرد المادية والبشرية .
  6. مراعاة الجانب البشرى فى عملية التنمية المستدامة وتعتبر تنمية الانسان هى أولى اهداف التنمية المستدامة فهى تراعي الحفاظ على القيم الاجتماعية والاستقرار النفسى والروحي للفرد والمجتمع .

ويعد توافر هذه الخصائص فى التنمية المستدامة يشكل دافع قوى لها من أجل تحقيق اهدافها الاقتصادية والاجتماعية .

ثالثاً: اهداف التنمية المستدامة :ـ

حيث تسعى التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال آلياتها ومحتواها إلى تحقيق مجموعة من الأهداف والتي يمكن تناولها فيما يلي:

  • ضمان إمداد كافي ورفع كفاءة استخدام المياه فى التنمية الزراعية والصناعية والحضرية ، وتامين الحصول على المياه لأستخدمها في الاستعمال المنزلى والزراعة الصغيرة في المناطق الفقيرة .
  • رفع الانتاجية الزراعية والانتاج من من اجل تحقيق الامن الغذائى ، وتحسين الانتاجية وضمان الامن الغذائى المنزلى ، وضمان الاستخدام المستدام والحفاظ على الاراضي والغابات والمياه والحياه البرية والاسماك وموارد المياه .
  • تحقيق رفاهية السكان ؛ حيث تعمل التنمية المستدامة على التوازن بين السكان والموارد من خلال ضبط معدلات النمو السكاني وزيادة معدل النمو الاقتصادي بوتيرة تتفوق على معدلات الزيادة السكانية.
  • الحفاظ على قاعدة الموارد الطبيعية وتقليل التلوث؛ حيث تركز التنمية المستدامة على العلاقة بين نشاطات السكان والبيئة من خلال التعامل مع النظم البيئية على انها اساس حياة الانسان ، وتعد النفايات والانبعاثات باختلاف مصادرها من اهم المشاكل التي تنتج عن عملية التنمية وتعوق مسارها في الوقت نفسه .
  • توظيف التعامل مع الموارد الطبيعية والاستغلال الأمثل لها دون استنزافها او تدميرها ؛ حيث تتعامل التنمية مع الموارد الطبيعية على انها موارد محدودة.
  • العمل على توظيف التكنولوجيا الحديثة بما يخدم اهداف المجتمع عن طريق توعية المجتمع بأهمية التكنولوجيا فى التنمية والعمل على تشجيع استخدام كل ما هو جديد ومتاح في تحسين نوعية حياة المجتمع دون ان ينجم عن ذلك مخاطر او اثار بيئية سلبيه .
  • دمج الشئون البيئية والاقتصادية فى عملية صنع القرارات .

اهمية الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة

تعتبر الطاقة المتجددة تعريفاً تكاملياُ للتنمية واستدامتها ، وعنصراً جوهرياً لتلبية معظم الاحتياجات الإنسانية. كما أنها تضطلع بالريادة لبلوغ الأبعاد الاجتماعية والاقتصاديواستدامتها ة واستدامتها والبيئية المتعلقة بالتنمية المستدامة ، وتعتبر الطاقة محورية بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجهه العالم وبالنسبة لكل فرصة متاحة أمام العالم الآن. ‏فإمكانية حصول الجميع على الطاقة يعد امراً جوهرياً، سواء من أجل فرص العمل أو الأمن أو تغير المناخ أو ‏إنتاج الأغذية أو زيادة الدخل .

اهداف الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة:

تنويع مصادر الطاقة :ـ

مصادر الطاقة التقليدية محدودة فى العالم ومعرضة الى الاستنزاف والتلوث نتيجة الاستخدام الغير عقلانى لها لذا يتطلب ضرورة توازنها فى الطبيعة من حيث الاستخدام وحق الاجيال القادمة ، وأن تنوع مصادر الطاقة المتجددة يقلل الاعتماد على المشتقات النفطية والغازية التى تدخل في انتاج الكهرباء .

المحافظة على البيئة :ـ

يحقق استخدام الطاقة المتجددة خفض الاحتباس الحرارى ،ومواجهة التغير المناخى ؛ حيث تواجه افريقيا ارتفاعاً سريعاً لمستويات التلوث ترافق تكاليف عالية وتدهور لنوعية الحياة ، ويواجه سكان الارض اكثر التحديات صعوبة على مر التاريخ وهى ارتفاع درجات الحرارة نتيجة التلوث الذي احدثه الانسان بفعالياته المختلفة التى تبعث بغازات مختلفة مثل ثانى اوكسيد الكربون / وغاز الميثان ، وهذه الغازات تمتص الاشعة فوق الحمراء من الارض ثم تبعثها ثانياً الى سطحها مسببة تغيرات بطيئة .

تنويع الاقتصاد:ـ

يمكن لصناعة الطاقة المتجددة ان تساهم بالتنوع الاقتصادى من خلال تأسيس قطاع قطاع المتجددة والاهتمام بتطوير التقنيات النظيفة مما يسهم فى التنوع الاقتصادى ، وتقليل الاعتماد على التقنيات المستوردة عن طريق تطوير هذه التقنيات محلياً ، وخلق فرص تصدير واسعة من شأنها المساهمة فى تطوير اقتصاد مستدام وتنمية راس المال.

اشاعة ثقافة الطاقة المتجددة:ـ

تنمية الموارد البشرية بأساليب تنمية جديدة وذلك من خلال رفع مستوى الوعى الوطني لدى المواطن الافريقي عن طريق التوعية والأعلام البيئي والتربية البيئية ، وتنفيذ مشروعات بيئية مختلفة ،وتشريع القوانين البيئية والمعلوماتية والنهوض بدور الجامعات في خدمة قضايا البيئة .

تلبية الطلب المتزايد على الطاقة :ـ

يزداد الطلب على الطاقة فى العالم حيث يتوقع ان يزداد الطلب خلال العشر سنوات التالية ومن هنا تلعب مصادر الطاقة المتجددة دوراً اساسياً في تلبية الحاجة المتزايدة فى العالم.

توفير فرص العمل :ـ

يمثل قطاعي النفط والغاز 1% من مجمل الوظائف ؛ حيث توفر انظمة الطاقة المتجددة فرص عمل جديدة  ونظيفة ومتطورة تكنولوجياً فالقطاع يشكل مزوداً سريع النمو للوظائف العالية الجودة ، وهو يتفوق فى هذا السياق على قطاع الطاقة التقليدية الذي يستلزم رأسمال كبير حيث يخلق قطاع الطاقة المتجددة 2.7 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030 .