جولد بيليون تكشف سبب زيادة أسعار الذهب بمصر

انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من خمسة أسابيع يوم الاثنين مع ارتفاع الدولار وعوائد السندات قبل محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يصدر هذا الأسبوع والذي قد يوجه التوقعات بشأن أسعار الفائدة المستقبلية. وتسجل تداولات الذهب الفورية تحركات ضعيفة بعض الشيء مع بداية جلسة الأسبوع مسجلة أدنى مستوى في 5 أسابيع عند 1910 دولار للاونصة للتداول عند 1912 دولار للاونصة، وذلك بعد انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.5% ليمثل الانخفاض الأسبوعي الثالث على التوالي، وفق جولد بيليون.

معلومات التضخم الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي أظهرت عودة ارتفاع في معدلات التضخم خلال شهر يوليو، وذلك بعد التباطؤ الذي أظهرته المؤشرات من قبل ليساعد هذا في زيادة التوقعات أن البنك الفيدرالي الأمريكي قد يستمر في سياسة التشديد النقدي لفترة أطول من الوقت.

ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين السنوي في يوليو بنسبة 0.8% من القراءة السابقة بنسبة 0.2%، وعلىالمستوى الجوهري السنوي أظهر ارتفاع بنسبة 2.4% دون تغير عن القراءة السابقة.

أظهرت أسعار المنتجين في الولايات المتحدة إيجابية لأول مرة منذ 5 أشهر حيث انتعشت تكلفة الخدمات بأسرع وتيرة في نحو عام لتؤكد حقيقة أن التضخم لا يزال متماسك بشكل ما، وهو ما أكدت عليه عضوة البنك الفيدرالي ماري دالي التي علقت على بيانات التضخم وأشارت أنه لم يتم بعد تحديد القرار القادم للبنك الفيدرالي سواء برفع الفائدة أو تثبيتها، وهو ما ساعد الدولار على التعافي من جديد.

أدركت الأسواق أن التضخم لا يزال متماسك في الولايات المتحدة على الرغم من سلسلة رفع الفائدة التي بدأت منذ مارس 2022 وتخللها تثبيت وحيد للفائدة، وقد ساعد هذا على تزايد إقبال الأسواق نحو الدولار الأمريكي والسندات الأمريكية على حساب الذهب. مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ارتفع خلال تداولات اليوم وسجل أعلى مستوى منذ أكثر من شهر، بعد أن ارتفع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.8% ليسجل 4 أسابيع متتالية من المكاسب. في المقابل ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكي لأجل 10 سنوات ليتداول بالقرب من أعلى مستوياته هذا العام ويسجل 4.190%، بعد أن ارتفع العائد لأربعة أسابيع متتالية. تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة وعوائد سندات الخزانة إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لايقدم عائد لحائزيه بالإضافة إلى كونه مسعر بالدولار، الأمر الذي يجعل الذهب يتحرك عكسياً مقارنة بحركةعائد السندات.

استوعبت الأسواق حقيقة أن معدل الفائدة في الولايات المتحدة سيستمر عند أعلى مستوياته منذ 22 عام لفترة أطول من الوقت حتى لو أنهى البنك الفيدرالي دورة رفع الفائدة، وذلك من شأنه أن يؤثر سلباً على أسعار الذهب بسبب توجه الاستثمارات إلى أسواق السندات التي تقدم عائد مرتفع.

سيصدر هذا الأسبوع بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي عن الصين يوم الثلاثاء، إلى جانب بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، قبل صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي يوم الأربعاء القادم.

محضر اجتماع الفيدرالي الأخير في يوليو الماضي الذي شهد رفع للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من المتوقع أن يكون متشدد، وقد يجبر الذهب على المزيد من الضغط السلبي خاصة أن المعدن النفيس يتداول فوق مستويات دعم رئيسية، وكسرها قد يدفع بالذهب إلى التداول تحت المستوى 1900 دولار للاونصة.

أظهرت التقارير الأخيرة من مجلس الذهب العالمي استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر يوليو وللشهر الرابع على التوالي في ظل وجود بدائل استثمار أفضل وعلى رأسها السندات الحكومية. شهد شهر يوليو الماضي خروج استثمارات بقيمة 2.3 مليار دولار لتتراجع حيازة صناديق الاستثمار من الذهب بمقدار 34 طن، ليمثل هذا الشهر الرابع على التوالي من خروج التدفقات النقدية خارج صناديق الاستثمار وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي. منذ بداية العام وحتى نهاية شهر يوليو خرجت استثمارات من الصناديق بمقدار 4.9 مليار دولار ما يقدر بـ 84 طن ذهب، ولكن مرونة أسعار الذهب خلال هذا العام ساعدت على ارتفاع الأصول المدارة في الصناديق بنسبة 2% لتصل إلى 215 مليار دولار. حقيقة أن أسعار الفائدة قد تستمر عند أعلى مستوياتها لفترة طويلة من الوقت حتى بعد توقف الفيدراليعن رفع الفائدة، تزيد من عزوف المستثمرين عن الاستثمار في الذهب ومحاولة الاستفادة من العائد المتزايد. صندوق SPDR الاستثماري المدعوم بالذهب والذي يعد أكبر صندوق تداول للذهب في العالم أظهر انخفاض في اجمالي أصوله إلى أدنى مستوى منذ يناير عام 2020 الماضي وتراجعت مكاسبه منذ بداية العام وحتى الآن لتصبح بنسبة 4.69% متراجعة من قرابة 9% منذ شهرين مضوا. بينما خفض المضاربين في بورصة الذهب العالمي من صفقات الشراء للذهب مقدار 10139 عقد وفقاً لتقريرالتزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة (COT) في الأسبوع المنتهي في 8 اغسطس، بينما ارتفعت عقود بيع الذهب بواقع 11800 عقد. مؤشر التذبذب VIX والذي يسمى بمؤشر المخاطرة في الأسواق المالية أظهر خلال الأسبوع الماضي انخفاضبنسبة 12.2% وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر بسبب اعلان وكالة فيتش عن خفض التصنيفالائتماني للولايات المتحدة الأمريكية. مؤشر المخاطر يتناسب بشكل طردي مع أسعار الذهب، فتزايد المخاطر في الأسواق المالية يصاحبه ارتفاع في الطلب على الذهب كملاذ آمن، والوضع الحالي في المؤشر يقلل من الطلب على الذهب. أما عن مؤشر S&P500 للأسهم الأمريكية فقد انخفض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.3% ليشهدانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، ويكون بذلك قد انخفض منذ بداية شهر أغسطس بنسبة 2.7%. في الظروف العادية كان من المفترض أن يحقق الذهب