محمود فراج يكتب: مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا

قبل الحديث عن مصادر الطاقة المتجددة في أفريقيا لابد من إلقاء نظرة عامة على قطاع الطاقة المتجددة فى أفريقيا

الطاقة المتجددة فى افريقيا تعتبر ثورة جديدة فى مجال انتاج الطاقة ، فتشير الدراسات ان شخصاً واحد من بين كل ثلاثة افارقة ، اى 600 مليون شخص لا يصله التيار الكهربائى،

وكذلك الحال مع حوالي 10 ملايين شركة صغيرة ومتوسطة، اما الاسر والشركات التى حالفها الحظ وحصلت على التيار الكهربائى فتدفع ثلاثة اضعاف ما يدفعه نظراؤها فى الولايات المتحدة وأوروبا ، ومع ذلك فإنها تعاني من انقطاع التيار الكهربائى بشكل متكرر وهو ما يكلف خسائر لبلدان الافريقية تتراوح ما بين 1%،4% من اجمالي الناتج المحلى كل عام . برغم أن افريقيا قد حبتها الطبيعة بأكبر امكانيات فى العالم للطاقة المائية والحرارية (10-15 جيجاوات من الطاقة الحرارية فى الوادى المتصدع وحده ) ، وموارد وفيرة من طاقة الشمس والرياح .

مصادر الطاقة المتجددة فى افريقيا :

الطاقة الشمسية

القارة الافريقية قارة غنية بالطاقة الشمسية والتى يمكن تسخيرها فى توليد الكهرباء بجانب التطبيقات الحرارية الاخرى ، حيث ان المناطق الصحراوية الواقعة فى شمال افريقيا وبعض الاجزاء الجنوبية والشرقية تمتاز بأيام مشمسة طويلة وذات كثافة اشعاعية شمسية عالية.

كما تمتاز المناطق الساحلية والاستوائية بشعاع شمسى قوي ؛ فالطاقة الشمسية يمكن استخدامها فى الاعمال المنزلية ، وأيضا يمكن استخدامها فى الصناعات الوطنية وقطاع العمليات ، واستخدامها فى المناطق الريفية التى يصعب عليها الاتصال بالشبكة الرئيسية للطاقة الكهربائية.

قدرة انتاج الطاقة الشمسية بدات فى التزايد منذ عام 2000 بقدرة انتاجية 25 ك وات ‘ حتى وصلت الى قدرة انتاجية 754 ك وات فى عام 2016 ، كما زادت قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية منذ عام 2000 من 33 ميجا وات الى 1973 ميجاوات عام 2014؛ نتيجة للإهتمام بالبحث عن بديل للطاقة التقليدية ، وبالأخص فى بلدان شمال افريقيا التى قامت بإنشاء العديد من محطات الطاقة الشمسية فى كلا من مصر ، والمغرب ، والجزائر.

طاقة الرياح

طاقة الرياح واحدة من ارخص مصادر الطاقة المتجددة ، ويمكن للتكنولوجيا أن تلعب دوراً كبيراً فى تطويرها وتلبية احتياجات الصناعة من الكهرباء فى افريقيا ، وحتى الأن اقتصرت مشاريع طاقة الرياح على الدول الصناعية فى شمال وجنوب افريقيا ، وهذه المشاريع تعانى من بعض القيود مثل نقص الرافعات العملاقة، وزيادة مستويات الفقر، وضعف البنية التحتية للطرق ، كما انها تأثرت بشدة بسبب الخلافات حول حقوق الارض ، والتعويض بالنسبة لملاك الاراضى ؛ وبالرغم من ذلك فأن هذه المشاريع لديها القدرة على دفع عجلة التنمية الصناعية وإنتاج الطاقة الاساسية وهذا ما اكدته شركة سيمنز ؛ حيث قامت بإنشاء مصنع لتصنيع التوربينات فى المغرب ، وقامت بمشروعات فى جمهورية جنوب افريقيا حيث الاستثمار هناك يتمتع بتشجيع كبير من قبل الحكومة.

ان قدرة انتاج طاقة الرياح بدأت فى التزايد منذ عام 2000 بقدرة انتاجية 133 ك وات حتى وصلت الى قدرة انتاجية 3726 ك وات فى عام 2016 ، كما زادت قدرة توليد الكهرباء من طاقة الرياح منذ عام 2000 من 15 ميجا وات الى 5054 ميجاوات عام 2014؛ نتيجة لانشاء العديد من حقول توربينات الرياح فى شمال افريقيا فى كلا من مصر ، والمغرب ، وتونس وفى الجنوب الافريقى فى كلا من اثيوبيا ، وجنوب افريقيا.

طاقة المياه

تمتلك افريقيا موارد مائية وفيرة تستخدم لتوليد الطاقة وتقدر بحوالى 92% تقسم على النحو التالى " افريقيا الوسطى 40% من الموارد المائية ، وشرق افريقيا بنسبة 28% تليهما وسط افريقيا بنسبة 23 % " ، ويمكن للطاقة المائية ان تكون معرضة للتهديد بسبب التغيرات المناخية فهناك عواقب وخيمة لنقص المياه ففى بعض المناطق تكون السدود غير قادرة على توليد الكهرباء ، ومع هذا فإن الموارد المائية تعد مفتاحاً لتوفير طاقة نظيفة ومستدامة.

ان قدرة انتاج الطاقة المائية بدأت فى التزايد بوتيرة طفيفة منذ عام 2000 بقدرة انتاجية 21857 ك وات حتى وصلت الى قدرة انتاجية 32625 ك وات فى عام 2016 ، كما زادت قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المائية منذ عام 77549 من 15 ميجا وات الى 5054 ميجاوات عام 121914 ؛ نتيجة لإنشاء العديد من السدود فى شمال افريقيا مثل السد العالى فى مصر وفى الجنوب الافريقى فى كلا من الكونغو ، وزامبيا ، وموزمبيق ، وجنوب افريقيا

الطاقة الحرارية الارضية

تعد الطاقة الحرارية الارضية مورد ذو اهمية كبيرة بالنسبة لشرق جنوب افريقيا ، وتشير التقديرات إلى توليد حوالى 15 جيجا وات من الطاقة الحرارية الارضية الموجودة بطول الوادى المتصدع والذى يمتد من موزمبيق الى جيبوتى ، ، وتشير بعض الدراسات ان الطاقة الحرارية فى كينيا سوف تتضاعف منذ عام 2014 ، ويعد هذا مؤشرا على استخدام كينيا للوسائل التكنولوجية الحديثة ، كما أن لديها مشاريع اضافية ساهمت في انتاج ما يقرب من 3 جيجاوات أخرى ، وهناك بعض المشروعات الاخرى فى كل من أثيوبيا وتنزانيا تخضع للتطوير وتهدف الى زيادة التوليد فى هذه البلدان لتصل الى 640 ميجاوات بحلول عام 2018 ان قدرة انتاج الطاقة الحرارية الارضية ظلت ثابتة منذ عام 2000 الى 2002 بقدرة انتاجية 67 ك وات ، ثم ارتفعت فى عام 2003 بقدرة انتاجية 137 ك وات ، ثم ارتفعت بقدرة انتاجية ثابتة من عام 2004 الى عام 2008 بلغت 139 ك وات ، وبدات فى التزايد منذ عام 2009 بقدرة انتاجية 174 ك وات حتى وصلت الى قدرة انتاجية 3195 ك وات فى عام 2016.

الطاقة الحيوية

تولد الطاقة الحيوية من المخلفات الزراعية المختلفة مثل قش القمح ، وحطب الذرة ، وساق الكسافا ، ومخلفات الغابات مثل بقايا اخشاب الاشجار وبقايا مخلفات المزارع الحيوانية مثل السماد وخليط السماد ومخلفات التصنيع الزراعى مثل قش الارز وتفل قصب السكر والنفايات القابلة للتحلل مثل البقايا العضوية .

ويعد جمع ونقل هذه المخلفات مشكلة رئيسية ؛ حيث انها تشكل جزء كبير من التكاليف الاجمالية وبالتالى للتغلب على هذه المشكلة يتم تحويل هذه البقايا الى وقود فى مناطق قريبة من مناطق الاستهلاك مع تجنب النفايات والمخلفات ذات الاثار السلبية على البيئة المحيطة ، وطبقا لوكالة ايرينا فقد أشارت الى حلاً فعالاً لمشكلة التكلفة بتحويل بقايا حصاد المحاصيل الى قوالب ، وتستخدم كمواد وسيطة ، وقد تم تسويق هذه القوالب بنجاح واعتبارها بديل للوقود الخشبى والفحم النباتى فى بلدان مثل مصر ، والسودان، ورواندا وناميبيا وكينيا ، وذلك لانخفاض تكاليف النقل كما انها تستغرق وقتاً اطول للحرق وقليلة الانبعاثات .