الجمعة ٠٩ / مايو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

مذكرات قنديل : قصة استيلاء أحمد عز على حديد الدخيلة وانتزاعها لحساب شخص آخر ( الحلقة 13 )

>> وضعت أساس صناعة البتروكيماويات فى مصر

>> عزيز صدقى رفض تدخل شركة أمريكية لتنفيذ مشروع البتروكيماويات فى مصر

>> قررت عدم استخراج أكثر من 8% سنويًّا من احتياطات حقول البترول لهذا السبب

تواصل “طاقة نيوز” نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود عام 2017 مع الرجل الذى تولى منصب وزير البترول – فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى عام 1992 – وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل. والى تفاصيل الحلقة الثالثة عشر والتى يروى فيها «عبد الهادى قنديل» حكاية استيلاء أحمد عز على حديد الدخيلة وانتزاعها لحساب شخص آخر ، وكيف وضع أساس صناعة البتروكيماويات فى مصر ، ويكشف سبب قراره بعدم استخراج أكثر من 8% سنويًّا من احتياطات حقول البترول لهذا السبب ، قائلاً: يواصل «قنديل» شهادته قائلاً: «كنتُ قد توليتُ إعداد خطة ودراسة لتصنيع مشروع متكامل للبتروكيماويات، وكنت أعمل مع «أحمد عز الدين هلال» فى أوائل الستينيات، وتم الاتفاق مع شركة «فيليبس» الأمريكية على تنفيذ أول مجمع متكامل للبتروكيماويات، ولكن اعترض «عزيز صدقى»، وكان وزيرًا للصناعة والبترول، وقال: إن مصر تتجه حاليًّا للتعاون مع السوفييت، فكيف تدخل شركة أمريكية لتنفيذ مشروع فى مصر؟ وكان هذا سببًا فى تأخر خطة تصنيع البتروكيماويات فى مصر. ولأن العمود الفقرى لصناعة البتروكيماويات هو السماد، وهو ما يحقق قيمة مضافة باستخدام الغاز لتصنيع الأمونيا دون معاناة، وتم انتزاع صناعة الأسمدة من خطة البتروكيماويات التى كانت تسعى وزارة البترول لوضعها، وإسنادها إلى هيئة الصناعات الكيماوية؛ وبالتالى تأخرت تلك الصناعة، حتى توليت رئاسة هيئة البترول، فأسستُ شركة للبتروكيماويات، وهى شركة البتروكيماويات المصرية، وهى الأساس الذى تسير عليه صناعة البتروكيماويات فى مصر حتى الآن - والتى تم استكمالها من جانب الدكتور حمدى البنبى بإنشاء شركة سيدى كرير لصناعة الإيثيلين والبولى إيثيلين، ثم تم التوسع فيها بالاستراتيجية التى وضعت مؤخرًا» خلال وزارة المهندس سامح فهمى مضيفاً: «كان تفكيرنا أن نشترى الإيثيلين، ونؤسس 3 وحدات لتصنيع «البولى إيثيلين»، ونحقق الاكتفاء الذاتى منه، ونصدر أيضًاً. وكنت أسعى لإنشاء صناعة أسمدة ضمن مشروعات البتروكيماويات، خاصة وأنه لا يوجد مشروع بتروكيماويات فى العالم ليس به أسمدة، وعندما التقيت الرئيس الأسبق «مبارك» أثناء الافتتاح، طلبت منه 400 مليون جنيه، وكان ذلك فى حضور الدكتور كمال الجنزورى نائب رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، فنظر الأخير إلىَّ متسائلاً: لماذا هذا المبلغ؟ وكنا نقترح أن يكون مشروع البتروكيماويات بمشاركة القطاع الخاص، وأن نحتفظ فيه بنسبة 20% من الأسهم مثلما فعلنا مع أبو قير للأسمدة، ومع حديد الدخيلة، الذى أصبح له قصة كبيرة فيما بعد». يكمل «قنديل» قائلاً: «أنشأنا 3 وحدات، ولكن كانت المادة فى إحدى المراحل تتحول إلى مادة مسرطنة، وهى المرحلة قبل النهائية، فقررت أن يتم تصنيعها فى دائرة مغلقة للتبريد، ورفضتُ أن يتم صرف أى نقطة مياه مُحملة بأى نسبة من المادة المسرطنة إلا بعد معالجتها تمامًا. وكان المشروع قد أقيم على مساحة من الأرض التى استطعت الحصول عليها، وتبلغ أكثر من ألف فدان، وجهزنا جميع المرافق التى تحتاج إليها، وهى التى بدأنا فيها البتروكيماويات المصرية، ثم توسعت الوزارة فيها بعد ذلك بإنشاء شركة سيدى كرير «سيدبك» ثم «إيثيدكو». وهناك بعض المشروعات التى يجرى دراسات لإنشائها حاليًّا. ويرجع الفضل فى التخطيط لإنشاء هذه الشركات إلى الدكتور سيد الخراشى رئيس شركة الاسكندرية لتكرير البترول. قصة «الدخيلة» وسطو «أحمد عز» عليها فى هذا الفصل يحكى «عبد الهادى قنديل» قصة إنشاء شركة «الدخيلة» قائلاً: « حضر لى المهندس «إبراهيم سالم محمدين»، وكان من أكبر رجال الصناعة فى مصر فى القرن العشرين. وكان وزيرًا سابقًا للصناعة، وطلب منى 200 مليون جنيه كمساهمة فى مشروع حديد بالدخيلة، تريد الدولة إنشاءه. وكنتُ أنا رئيس هيئة البترول وقتها، فطلبتُ مهلة حتى نستطيع القيام بدراسة الموضوع قبل اللجوء للوزير، خاصة أننا مطالبون بالدخول بنسبة 20%». مضيفًا: «كانت اليابان قد رفضت الدخول فى المشروع، وبالتالى فإن مساهمة قطاع البترول فى المشروع سوف تمنحه ثقة كبيرة، وكان لقاء «سالم محمدين» معى لهذا السبب، ووافقنا بعد أن أثبتت الدراسات جدوى المشروع، وساهم العاملون بنسبة 10% والبنوك أيضًا، وتم إنشاء المشروع واسترد استثماراته بسرعة، وكانت الأسعار لا تتجاوز ألف جنيه للطن. وكان «محمدين» رئيسًا لمجلس الإدارة، منذ بداية تأسيس الشركة فى عام 1982 وهو يتبع البترول، بالإضافة إلى «أحمد كامل البدرى» وكان عضوًا بمجلس الإدارة، ويتبع البترول أيضًا، وكانت خصخصة الشركة قد بدأ الإعداد لها، عندما تم استبعاد «البدرى» وتغييره من جانب الدكتور حمدى البنبى فيما بعد، وكانت هذه هي بداية دخول «أحمد عز» واستحواذه على الشركة. ولو كنت موجودًا لما سمحت بدخوله أو المساهمة فيها، وبعد أن اشترى نسبة الـ10% الخاصة بالعاملين، أصبح عضوًا بمجلس الإدارة، واستطاع أن يكمل مسيرته فى الاستيلاء على الشركة. وقد قال لى الدكتور «عزيز صدقى»: إن أحمد عز ــ ولم تكن قد ذاعت شهرته ــ واجهة لشخص آخر، وكان ذلك فى 2001، بعدما تم الضغط على «سالم محمدين»، فقدم استقالته، بعد أن تحولت الشركة التى أسسها عام 1982 إلى قلعة، وبدات الانتاج فى عام 1986؛ ليتولى أمرها بعده «أحمد عز»، وتتحول من «حديد الدخيلة» إلى «حديد عز»..وبعد سنوات ومن خلال من أداروا دواليب السياسة مع «أحمد عز» كان واضحًا من هو الشخص الذى يمثل «أحمد عز» واجهة له». مليون برميل يوميًّا ما حقيقة العُقدة التى كان «عبد الهادى قنديل» يعانى منها؟ يجيب «قنديل» عن هذا السؤال قائلاً: «تكونت عندى عُقدة منذ كنتُ رئيسًا لهيئة البترول بالإضافة إلى ما مر علينا من أحداث، بداية من النكسة وانتهاء بمقاطعة العرب لنا، وبالتالى كانت لدىّ رغبة فى ألا أستخرج برميلاً دون أن يكون هناك عوضٌ عنه فى اكتشافات جديدة، فقررت ألا يتم استخراج أكثر من 8% سنويًّا من الاحتياطات فى الحقول». مُردفاً: «كان هناك أيضًا موقف عندما كنتُ رئيسًا لهيئة البترول، حيث اكتشفت 250 مليون دولار زيادة فى ميزانية الهيئة، وسألت الوزير «أحمد عز الدين هلال» عن سبب وجود هذا المبلغ وكيف يتم تدبيره، قال: تم توفير تلك المبالغ من خلال الزيادة فى إنتاج البترول، فدعوتُ رؤساء شركات الإنتاج لاجتماع، وسألتهم: كيف نوفر 250 مليون دولار زيادة عن الإنتاج المقرر؟ وسألت المهندس «حمدى البنبى»، وكان رئيسًا لـ«جابكو»، فقال: إنه ينتج 20% من الاحتياطى، قلت له: إنت اتجننت؟! كيف يحدث ذلك؟! معنى هذا أن الشركة سيتم تصفيتها بعد 5 سنوات! هو أنت علشان الأجانب يستردوا النفقات بسرعة، يجعلوك ترفع سقف الإنتاج دون النظر إلى استنزاف الاحتياطيات بسرعة؟ وطلبت منه أن ينزل لمستوى «بلاعيم»، وكان 8% فقط.. وباعتبار أن الشريك الأجنبى يريد استرداد أمواله بسرعة، وهو ما يجعله يسعى لسحب كل الاحتياطيات فى أقل فترة زمنية، قال إنهم لن يوافقوا.. قلت: رغم أنفهم، وتم التنفيذ فورًا، هذه أولاً. وثانيًا: لاحظتُ أن الجميع كانوا يتكالبون على حقول خليج السويس؛ بسبب أن نسبة الاكتشافات التى تحقق إنتاجًا تصل إلى بئر من بين كل 3 آبار يتم حفرها، وهى نسبة مرتفعة، الأمر الذى جعل الشركات الأجنبية لا تقترب من الصحراء الغربية، لذا أصدرتُ قرارًا بمنع دخول أى شركة على مساحات للبحث فى خليج السويس إلا إذا كان قد سبق لها الحصول على مناطق للبحث فى الصحراء الغربية، وكانت شركة «شل» أول من بدأ العمل فى الصحراء الغربية بعد هذا القرار، وطلبت حافزًا فى الاستثمار، وهو اشتراط أن يكون التحكيم دوليًّا، لكنى رفضتُ، وأكدتُ أن هناك مركز تحكيم دوليًّا يُنشأ فى القاهرة وتم إنشاؤه على يد الدكتور «عصمت عبد المجيد»، وكان هناك خلاف مع شركة معينة وصل للقضاء، لكننا قبلنا التحدى، ولم نخضع لابتزاز الشركات الأجنبية». نكسة وانتصار ومقاطعة يجترُّ «عبد الهادى قنديل» بعضًا من الذكريات المتناقضة قائلاً: «عِشتُ نكسة وحربًا ومقاطعة عربية، ثلاثة مواقف تعلمتُ منها الكثير، كانت المقاطعة من الأيام السوداء التى مرت علينا فى قطاع البترول. كانت الدول قد قررت عزل مصر، ونحن نمر بضائقة، ولكن أقسم أن مصر لها من الله ما ليس لدولة أخرى، وحظيت بالتكريم أكثر من غيرها، ومع كل ضائقة نجد أن الله هو السند لها، وعلينا أن ننظر إلى كل من أساء لمصر، سوف نجده وقد نال جزاءه من الله، هناك صدام حسين وكان الأكثر شراسة فى موقفه ضدها أثناء المقاطعة، والقذافى أيضًا».   إقرأ فى الحلقة 14 : >> وزير المالية طمع فى فلوس البترول .. ومبارك قال لى كَتٍمْ عليها >> أحرجت رئيس الوزراء لأنه سألنى عن الاكتشافات البترولية الجديدة >> حررت البحث عن البترول واستكشافه من قبضة الشركات الأمريكية والبريطانية >> قصة العميل المصرى الذى نجحت المخابرات المصرية فى زرعه فى إسرائيل منذ 1954 >> حكاية حصول زوجة الهجان على تعويض 1.5 مليون دولار من وزارة البترول >> أعطيت رئيس "بريتش بتروليم" درسًا ردًّا على استعلائه >> الإنجليز لا يحترمونك إلا إذا تعاملت معهم بتكبر لأنهم يعيشون وكأنهم دولة احتلال لمصر