صبحي الجعفرى يكتب : غزة ضمير العالم المفقود

صبحي الجعفرى يكتب : غزة ضمير العالم المفقود


تخيل هذا الشعور الذي يسري في جسدك ويملاء روحك ويسيطر علي عقلك ولاتعرف متي سيأتيك الموت الذي يخيمن في كل مكان حولك  ان تنظر الي اولادك او زوجتك او اسرتك او انت نفسك ان هناك قنبلة ستقع او صاروخ سيسقط عليك وياخذ احد من اسرتك او انت او كل عائلتك او جيرانك أواحبابك الكل ينطر الي الاخر نظرة المودع انها ماساة انسانية بكل المقاييس يعيشها اهل غزة .

 لو كان سكان أهل غزة مجموعة من الحيوانات تعرضت للانقراض  لهرع العالم كله تحت زعم الانسانية المزعومة لاانقاذهم اما انهم عرب والمحتل معلوم يصبح الضمير العالمي مفقود وغائب ومهما كانت قوة الصراخ ومهما كانت كمية الدماء المسالة علي الارض لا احد لدية القدرة ان يوقف تلك الهجمة الشرشة التي تدار الان علي اهل غزة  !!!

مهما كان عمق احساسك وقوة عقلك لن تتمكن  في استحضار اللحظة التي يعيشها اهل غزة شعوريا  وفكريا ووجدانيا كيف يسري احساس الرعب  من ان تفقد اسرتك واحبائك انها  لحظات في منتهي الصعوبة ان تكون في انتظار من يرحل من اسرتك أو اولادك الذين حرموا من نعمة الحياة الطبيعية في انتظار لحظة سقوط قنبلة او صاروخ او مدفع من يرميه ليس لديه اي شيء من الانسانية بل معدوم منها استبدلها بغريزة حيوانية بل هي اشد من غريزة الحيوان فالحيوان حينما يشبع يتحول الي حيوان اليف بل هؤلاء المحتلين اشد من الحيوانات حيوانية غريزة القتل موجودة لديهم  سواء في مرحلة الشبع او مرحلة الجوع موجودة في قلوبهم علي الدوام  فنحن وغيرنا من البشر في تلمودهم المحرف حلال قتلنا وسرقة اموالنا واوطاننا. 

لن تدرك لحظات الشعور بالموت التي يحياها اهل غزة مخلوطة بلحظات الرعب صواريخ ومدافع من كل جانب بيوت هدمت  شوارع خربت انوار طفأت مدارس طمست اطفال قتلوا نساء رحلوا جيران استشهدوا اقارب رحلوا ما احلك تلك الحياه وما اظلمها علي تاريخ البشرية

فمها كانت قوة الخيال عندك اوقوة الاحساس لن تستطيع ان تدرك حجم المصيبة التي يحياها اهل غزة او حين يتم استبدال عاطفة الحب والرغبة في مستقبل باهر لااولادك  بشعور الخوف والرعب والفقد ومرارة فراق الاحبة 

وتخيل نفسك بدل من ان تغطي اولادك ببطانية تحميهم من برد الشتاء تقوم بتغطيتهم بكفن من اجل ان تستكمل مراسم الدفن لهم  هذه جزء من الحياه اليومية التي يقوم يها الاباء في اهل غزة !!!

انظر حين يصاب احد ابناءك بمرض بسيط كيف يكون حالك فما بالك حين تشعر باحساس الفقد بانك علي مقربة من فقده ياله من شعور اليم ومخيف  كان الله في عون اهل غزة  

نساء تنادي معتصماه واطفال تستغيث فلا احد يستجيب فالعدو غاشم والعالم نائم وكل العرب مشغولون بقضاياهم الداخلية 

لابد ان نتوجه الي الله بقلوب مطمئنة بان يكون عوضا لهم عن اي شيء فالله موجود والله غالب علي امره وان هناك حكمة تحدث علي ارض غزة وان النصر قريب منهم وان شاء الله فرح قريب بنصر اهل غزة وهزيمة منكرة لهؤلاء المحتلين عديمي الانسانية وان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب !!!