أسامة داود يكشف: المسكوت عنه في ملف بيع الشركات الرابحة (3)

أسامة داود يكشف: المسكوت عنه في ملف بيع الشركات الرابحة (3)

بعد بيع إيثيدكو وإيلاب والحفر المصرية وعبر تقييم مجحف من عليه الدور؟

سابك السعودية استغلت الأزمة الاقتصادية فى 2008 وحاولت شراء سيدبك


شركات البتروكيماويات لن نستطيع إنشاء مثلها لكون العمل فيها يحتاج لسنوات طويلة

معمل تكرير ميدور كانت تحوم حوله الضباع والثعالب وانتزع من مصر على مدار سنوات


هؤلاء وقفوا ضد بيع شركات البترول ويستحقون تخليدهم بسجلات الشرف


هذه وقائع تبديد القطاع العام فى التسعينيات لصالح حفنة من رجال أعمال وشركات عالمية

أتدرون ماذا حدث لشركة المراجل البخارية ولمن بيعت؟


وماذا كان هدف الخواجة المشترى؟ وما هى نتائج البيع؟

شركة عالمية تتبع الكيان الصهيونى اشترت المراجل وأحد مديريها كان ضمن أسرى العدو فى حرب 1973 


لافارج الفرنسية وغيرها اشتروا  شركات الأسمنت المصرية وأشعلوا الأسعار بعد شهور 


ارفعوا أيديكم عن مشروعات مصر المنتجة


عمليات البيع التى تتم عبر تقييمات مجحفة وظالمة على طريقة (ايثيدكو ايلاب ) تمثل تبديدا لثروات مصر التى بناها أسلافنا ببذل المال والعرق والجهد و تفاعلوا معها على مدار سنوات حتى أصبحت واقعا  وأثمرت عن إنتاج يغطى جزء من  احتياجات السوق المحلى ويصدر  للخارج لجلب  العملة الصعبة للبلاد دعما للميزان التجارى للدولة.

اتحدث عن مشروعات عانت الدولة المصرية على مدار سنوات طويلة فى إقامتها بداية من وجودها كفكرة تم دراستها وتخطيطها واختيار انسب المواقع جغرافيا ولوجستيا  لاقامتها ثم شهور طويلة بل سنوات لاستكمال اجراءات ترخيصها وبعدها السعى بين البنوك المحلية والعالمية وجهات التمويل بكل مذاهبها واتجاهاتها لتمويلها .

وكل مرحلة تمر من مراحل عمر المشروع ، ليست مجرد سرد ثرثرة ألسنتنا بل معاناه وصمود أمام خطوات متعثرة حتى تولد الفكرة وتتحول إلى واقع ويبدأ العمل الممزوج فيه النجاحات بالاخفاقات وخضوع بعض أعمالها للتجربة والخطأ.. وتمر سنوات حتى يأذن الله بميلاد المشروع.. وتدار عجلة إنتاجه التى من الصعب تقييمها حسب إيرادات سنوية وأرباح لكونه منظور ضيق يتجاهل البعد الاستراتيجى والقومى والاجتماعى لمشروع يؤمن احتياجات الدولة فى الأزمات قبل المسرات. 

المشروعات التى تبنيها  الدولة وكل من عمل بها وذاق حلاوة ميلادها هى اشبه بالابن الذى  يثمر عنه زواج وفراش وحمل ثقال.. وآلام الوضع حتى الميلاد هذه هى المشروعات لكل من عانى فى انشائها ، أما بالنسبة لمن لا يدرك معناها فهى مجرد طفل لقيط عادة ما يكون التضحية به عبر أسواق النخاسة أمرا سهلا يسيرا ولا يشترط لصالح من تكون التضحية فيكون لمن يملك الدولار والدينار والريال والدرهم.

اقول لحكومات متتابعة لم تنل شرف انشاء مشروع واحد يوحد الله.. لا تلقوا بمشروعات حققت وتحقق لمصر رافد تأمين إقتصاد  الدولة بموارد دولارية سواء عبر تحقيق اكتفاء ذاتى كما يحدث فى الأسمدة  من شركات موبكو وأبو قير للأسمدة وغيرها وساهمت بشكل فعال فى دعم المزارع المصرى المنتج لقوت الشعب وحقن نزيف دولار ، ولولا وجودها ماتم تدبيره لاستيرادها.. كما تدفع بالفائض من إنتاجها للخارج للتصدير حتى تحقق لمصر عائدات دولارية تتغذى عليها خزانة الدولة.


إرفعوا أيديكم عن شركات البتروكيماويات التى لن نستطيع انشاء مثلها لكون العمل فيها يحتاج لسنوات طويلة.. ارفعوا ايديكم عن معمل تكرير ميدور الذى تحوم حوله الضباع والثعالب والذى انتزع من مصر على مدار سنوات من الجهد والعرق والمال حتى يصبح أحد اهم معامل التكرير فى الشرق الأوسط وهو من الجيل الثالث .. ثم تم اضافة توسعات لم تبدأ العمل بعد بلغت 60% من طاقته التصميمية. تكلفت تلك التوسعات ضعف تكاليف انشائه الاولى.

أتعلمون ان معمل ميدور  مع باقى المعامل يمثل أمن قومى لمصر؟

اقرأوا مذكرات عبد الهادى قنديل عندما عانت مصر فى زمن النكسة حيث حرص العدو على شل حركة الدولة وجيشها واقتصادها بضرب معملى السويس والنصر لكونهما كانا الأقرب لأرض المعركة... اقرأوا أن رجال البترول وقتها كانوا يعملون تحت القصف لتوفير أقل القليل من الوقود اللازم للدولة وجيشها منهم رمزى الليثى وحسب النبى عسل وغيرهم من الابطال 


ولذلك وقف عبد الهادى قنديل وحمدى البنبى وسامح فهمى فى وجه محاولات حكومات بداية من عاطف صدقى وكمال الجنزوري وعاطف عبيد وأحمد نظيف ضد بيع شركات مثل  غاز مصر وميدور واموك وسيدبك.. وهو ما يستحقون عليه التكريم وتخليدهم فى سجلات الشرف.

الأمن القومى 

ماذا لو حدثت حرب كانت مصر طرفا فيها؟ ، من يؤمن احتياجات الدولة من المنتجات البترولية دون خطر الاستيراد والذى يتم عبر السفن التى تتعرض اوقات الحروب  عادة للقصف إذا تم التضحية بميدور .. ليس مجرد مشروع ولكن اتحدث عن جزء أصيل من الأمن القومى لمصر.


من يحقق لمصر تأمين احتياجات اقتصادها من مواد بترولية ذقنا مرارة شل حركة عجلة الاقتصاد وحركة النقل بسبب ندرتها  خلال سنوات الثورة.. ونحن فى أوقات السلم فما بالنا بأوقات الحرب.


ارفعوا ايديكم عن كل شركات مصر التى تمثل صمام أمان وركيزة اقتصادية تشبه أعمده أصلها ثابت وفرعها فى السماء يصعب علينا إنشاء بديل عنها كما يصعب على خزانة الدولة تعويضها..


أتساءل عن وقائع تبديد القطاع العام فى التسعينيات لصالح حفنة من رجال أعمال وشركات عالمية...  لماذا لم  يشيدوا هؤلاء المستثمرون مشروعات جديدة؟.. بل اكتفوا بابتلاع اللحم الحى لمشروعات مصر الاقتصادية العملاقة ..  لأن ذلك أسهل وأيسر وأقل تكلفة!

أتدرون ماذا حدث لشركة المراحل البخارية التى شيدت على فى ستينيات القرن الماضى على مساحة 35 فدان بمنطقة منيل شيحة بمحافظة الجيزة  لتنتج الغلايات التى تستخدم عالميا فى مشروعات محطات انتاج الكهرباء بل ومشروعات استراتيجية مثل المفاعلات النووية ..

 أتدرون كيف تم البيع؟ ولمن بيعت؟ وماذا كان هدف الخواجة المشترى؟ وما هى النتائج التى ترتبت على البيع؟


لقد بيعت بنسبة 100% بمبلغ 6.5 مليون دولار ، بينما كان عقد بيع ابتدائى بنسبة مشاركة قبل البيع النهائى بشهرين فقط بمبلغ 16 مليون دولار ، وكان المشتري هى الشركة العالمية المتخصصة فى صناعة المراجل البخارية وأوعية الضغط وهى شركة (بابكوك اند وويلكوكس) فى ديسمبر 1994 وهى شركة عالمية ولكنها تتبع الكيان الصهيونى حتى أن أحد مديريها كان أحد أسرى العدو فى حرب 1973.

وطبقا لما نشر فى أعقاب عملية البيع وتوابعها  ... توقفت بعدها عن النشاط وهو الهدف الأساسى من عملية الشراء  حتى يتم اجهاض كل المشروعات الاستراتيجية التى تحافظ للدولة على هيبتها.  وحتى  تلجأ مصر كغيرها للاعتماد على الاستيراد منها.


نفس الشيئ حدث مع شركة سابك السعودية أكبر شركة بتروكيماويات فى العالم حيث استغلت الازمة الاقتصادية التى اثرت سلبيا على أسعار البتروكيماويات فى عام 2008 وتحديدا البولى ايثيلين وقد قررت شراء سيدبك رغم أنها أغلقت عدد من مصانعها فى العالم فى ذلك الوقت وتضامن معها يوسف بطرس غالى وزير المالية ومعه محمود محى الدين تلميذه النجيب ورشيد محمد رشيد وهى المجموعة التى أطلق عليها الحرس الجديد .. وكان البيع سوف يمتد  لشركتى ميدور وأموك .

نعم هذا ما حدث .. لكن سامح فهمى تصدى للأمر مستنجدا  وقتها  بالقيادة السياسة وفى نفس الوقت تلقت تحذيرات من بعض أجهزة الدولة لخطورة تبديد تلك الشركات الإستراتيجية التى سوف تعرض الاقتصاد المصرى لأزمات كبرى .. وان هدف سابك  إحتكار صناعة البولى ايثيلين على طريقة ضم نعجة مصر الوحيدة إلى نعاجها التسع وتسعون .

  صناعة الأسمنت والخواجات 

أتدرون أنه تم بيع مصانع الاسمنت فى بداية الألفية مثل حلوان وطرة وغيرها والذى تم لصالح شركات أجنبية منها شركة لافارج الفرنسية التى تعمل لصالح أجهزة مخابرات بلادها - وعلينا أن نراجع دورها التجسسى فى سوريا - .. وقد تم سداد ثمن الشركات من انتاج نفس الشركات خلال عام أو عامين فقط... بينما قامت بمضاعفة اسعار الأسمنت فى السوق خلال شهور من الشراء.

ووقت ثورة 2011 أعلنت تعليق إنتاجها وجاء على لسان المتحدث الرسمى لها بالنص.. لا يوجد فى الواقع أى نشاط اقتصادى فى مصر فى الوقت الحالى بل أعادت موظفيها المغتربين وأسرهم إلى بلادهم خوفا من الاضطرابات.. ليوقف صناعة استراتيجية فى أوقات الأزمات.

علينا أن نعلم أن الشركات الأجنبية لن تعمل وقت الازمات بل سوف توقف نشاطها .. وبالتالى فعليها أن تنشئ ما تريد من استثمار حتى تشعر بأهميته ولا تبيعون لها مشروعاتنا القومية القائمة.


إرفعوا ايديكم عن مشروعات مصر الاستثمارية التى بناها الشعب بعرقه .. وافتحوا الباب على مصراعيه  للاستثمار الأجنبى والعربى لمن يريد وعبر تسهيلات.. وإعفاءات ضريبية وحوافز ومزايا .. ولكن لا تبددوا مشروعات تمثل للدولة جزءا من الأمن القومى.


فى الحلقة القادمة  :


هذه حقيقة د محمود محى الدين .. المنقذ المنتظر

اقرا ايضا

أسامة داود يكشف : إيثيدكو وإيلاب والحفر.. مهرجان بيع 3 شركات رابحة بثمن بخس

أسامة داود يكشف: خطة تجريف قطاع البترول من القيادات ( 2 )