 (1).jpg)
الشيخ سعد الفقي يكتب : شهداء لقمه العيش

ثمانية من الشباب اليافع كلهم من أبناء ميت الديبه مركز قلين بمحافظه كفر الشيخ كانوا في طريقهم ليقتاتوا مما عملته أيديهم وحتي لايسألون الناس إلحافا لقوا حتفهم غرقى ومن مات غريقا فهو شهيد .
لقد كانوا في جهاد أكبر كما وصفه النبي صلي الله عليه وسلم عندما عاد من أحد الغزوات وكانت قولته "رجعنا من الجهاد الأصغر الي الجهاد الأكبر" .
صحيح أن الموت حق على رقاب العباد ولكنه الفراق وألم اليتم فهؤلاء تركوا خلفهم عائلات وأسر، كانوا يكافحون من أجلهم ويبذلون الغالي والنفيس توفيرا للقمة العيش الكريمة لهم.
موقف فريد ليس غريبا علي نهج الجمعية الشرعيه بمحافظة الجيزة وبناء علي توجيهات مباشرة من الرجل النبيل الحاج / مصطفى إسماعيل الأمين العام للجمعية الشرعية الذي بادر من تلقاء نفسه .
وطبقا للنهج الطيب المتبع دوما عند حدوث الكوارث والمصائب، فالشهداء فاضت أرواحهم في نطاق محافظة الجيزة وهم يستقلون مركبا الي الجانب الأخر .
القائمون علي أمر الجمعية الشرعية بالجيزة كانوا في قلب الحدث عونا وسندا للمنكوبين وأهالي الضحايا الذين توافدوا الي هناك بالعشرات .
عمدة ميت الديبه الذي عايش الحدث ومازال قال لقد وجدت رجالا من الزمن الوارف وإن شئت قل من زمن الصحابة فقد أعدوا الخيام منذ اللحظات الأولي وقاموا بتوفير الوجبات لما يقرب من خمسمائة هم أقارب الضحايا وأصهارهم وأسرهم الإفطار والغداء والعشاء .
وسيلة التدفئة لم يغفلها رجال الجمعية الشرعية بالجيزة وتجهيز الشهداء تغسيلا وتكفينا وتوصيلا الي مثواهم الأخير .
الله أكبر مصر في وجود هؤلاء الناس الطيبين لن تضام ولن تقهر ومن أجل الصالحين يسعد الجميع هذا وعد الله .
رجال الجمعية الشرعية بكفر الشيخ كانوا أيضا علي مقربة من أهات الناس تخفيفا، ومشاركة.
وهاهم يعدون العدة للمساعدة من خلال توجيهات الأمين العام .
فجزى الله هؤلاء الرجال خير الجزاء علي ماقدموه.
وهذا ليس جديدا عليهم من خلال المشوار الطويل والممتد للجمعية الشرعية منذ نشأتها وحتي اليوم وكنت شاهدا علي ذلك في كثير من المواقف الكل يعمل حسبه لوجه الله تعالي دون انتظار لمغنم أو كلمه شكر أو تقدير .
دور الجمعيات الأهلية ملموس وظاهر ويبقى الأمل في توجيهات معالي رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والسيد اللواء جمال نور الدين محافظ كفر الشيخ من خلال قرار عاجل يعوض أسر الضحايا، فقدان أبنائهم ومساعدتهم لتحمل أعباء الحياة بعدما فقدوا العائل الوحيد لاسيما ونحن مقبلون علي شهر رمضان المبارك .
رحم الله الشهداء وبارك في رجال الجمعية الشرعية.
دمتم علي العهد أوفياء لرسالتكم.
الشيخ / سعد الفقي
كاتب وباحث