 (1).jpg)
أسامة داود يسأل: متى يتم ميلاد مشروع الخدمات اللوجستية الذى أسسته إيثيدكو وسيدبك؟! ( 5)
.jpg )
يخدم برنامج "تحويل مصر إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول البترول والغاز"
يمثل طفرة فى نشاط البتروكيماويات ويحل مشكلة ندرة الخامات الأساسية
سيصبح قاعدة لاستقبال البتروكيماويات كاملة التصنيع وتصديرها
يرفع صادرات قطاع البترول وعبر منتجات تمثل مصدرًا للعملة الصعبة
يغطى احتياجات الدولة ويحقن النزيف الدولارى المدفوع لتوفير المنتجات حاليًا
يسهِّل على القطاع تصدير وتسويق المنتجات النهائية
ينتظر قطاع البتروكيماويات فى مصر ميلاد مشروع الخدمات اللوجستية التى أسسته القابضة للبتروكيماويات من خلال شركتى ايثيدكو وسيدبك وبدأت فكرته منذ عام 2018.
المشروع الواعد يمثل طفرة فى نشاطه ويعالج ما تعانى منه الشركات من عدم توافر الخامات الأساسية لهذه الصناعة المهمة، كما يسهل على القطاع تصدير وتسويق المنتجات النهائية وعبر نفس الشركة التى تحمل كل مقومات النجاح عبر مستودعات استقبال الخام وإعادة تغييزه وخطوط تدفيعه إلى شركات التصنيع، وكذلك استقبال شحنات المنتجات النهائية وتصديرها، وهو ما دفع كل الجهات فى مصر للتعاون وإصدار الموافقات المطلوبة لها كونها تأتى فى إطار الرؤية الشاملة للدولة التى من أهمها تحويل مصر إلى مركز محورى عالمى لتداول الطاقة.
المشروع كان مقررًا تنفيذه منذ عدة أعوام، وتم تأسيس الشركة على أن يدخل حيز النشاط فى نهاية العام الجارى 2024.
عملية التأسيس بدأت على أرضية أن يكون لشركة الخدمات اللوجستية الدور الرائد فى إعطاء قبلة الحياة لمشروعات البتروكيماويات التى تمثل أكبر داعم اقتصادى لقطاع البترول عبر تحويل الغاز الطبيعى إلى أكبر قيمة مضافة ممكنة وعبر توالد مشروعات وامتصاص الأيدى العاملة وانتشالها من غول البطالة والتعطل بالإضافة إلى رفع صادرات قطاع البترول الحقيقية وعبر منتجات تمثل مصدرًا للعملة الصعبة، وكذلك تغطية احتياجات الدولة وهو ما يحقن أيضًا نزيف العملة الصعبة التى تدفع لتوفير تلك المنتجات حاليًا.
وقد نجحت القابضة للبتروكيماويات وعبر إدارة شركة الخدمات اللوجستية فى الحصول على كافة التراخيص والموافقات وبعدد 14 موافقة تشمل على سبيل المثال لا الحصر كل من المحليات والبيئة والقوات المسلحة والقوات البحرية ووزارة النقل، والتى أولت اهتمامًا بالغًا بذلك المشروع حيث تم اعتباره يتكامل مع مشروع تطوير ميناء الإسكندرية الكبير، وهو واضح بخطاب رئيس هيئة ميناء الإسكندرية إلى وزير النقل والذى ننفرد بنشر جزء منه، والذى لاقى قبول وموافقة وزير النقل، بل وتم عرضه على رئيس الجمهورية.
الشركة تم تأسيسها فى 2018 على أرض شركة مصرية كانت قد آلت إلى مستثمر فرنسى بيعت له وقت هوجة بيع شركات القطاع العام فى تسعينيات القرن الماضي.
تقع الشركة بمنطقة المكس بغرب الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط مباشرة وعلى بعد 500 متر من منصة تداول غاز الإيثان التابعة لشركة البتروكيماويات المصرية، بين ميناءى الإسكندرية والدخيلة، كما تبعد 1.5 كم من حوض البترول بميناء الإسكندرية، و2.3 كم من رصيف ميدتاب بميناء الدخيلة.
مساحة الشركة الأصلية حوالى 240 ألف متر مربع وتم زيادتها خلال عام 2019 إلى 270 ألف متر مربع، وتقع بين طريقين رئيسيين، طريق الإسكندرية - مطروح الرئيسي، وطريق أم زغيو.
أثناء دراسة تأثير الأثر البيئى تم مراعاة المناطق المحيطة لمنطقة التخزين، لتكون فى مواجهة ساحل البحر مباشرة والذى تم التخطيط له، وبعد دراسات مستفيضة لينشأ بها ميناء لاستقبال أكبر سفن لاستيراد خام الإيثان، حيث يسمح العمق فى تلك المنطقة باستقبالها لتضخ الإيثان إلى مستودعات عملاقة يتم إنشاؤها بالمنطقة اللوجستية ومنها تصل إلى تغذية شركتى سيدبك وإيثيدكو المتعطشتين لخام الإيثان بعد التوسعات الكبيرة التى شهدتها سيدبك.
ودخلت إيثيدكو سوق الإنتاج منذ عام 2015 والتى تحتاج إلى كميات من الإيثان تغطى الطاقة التصميمية للشركتين والتى تصل إلى 1.2 مليون طن سنويًا بدلًا من وضعهم الحالى وهو ما يقل كثيرًا عن تلك الكميات.
ولا يتم استخدام الطاقة القصوى بسبب عدم توافر خام الإيثان بسبب تراجع إنتاج مجمع غازات الصحراء الغربية منه وباعتباره من مشتقات الغاز الطبيعى الوافد من الصحراء الغربية والغنى بالعناصر الوسيطة، وتتم التغذية عبر خط نقل يتم امتداده داخل الأراضى والطرق المملوكة لشركات البترول.
التفكير فى إنشاء شركة للخدمات اللوجستية جاء بعد دراسات مطولة تأسست على رؤية عبر القابضة للبتروكيماويات والتى اختارت تلك المنطقة باعتبارها الموقع المثالى لشركة تغذية لاحتياجات شركات البتروكيماويات من الإيثان وأيضًا توفير احتياجات الشركات الأخرى من مدخلات من الخامات الأساسية مثل البروبان وغيره، كما تتحول الشركة مع الوقت من خلال موقعها الفريد إلى قاعدة لاستقبال البتروكيماويات كاملة التصنيع وتصديرها عبر نفس الميناء والذى يتسع لعدة أرصفة والذى تشير الدراسات إلى أنه سوف يكون من أكبر الموانئ المصرية المتخصصة.
كانت وظيفة الشركة الجديدة ومن خلال مساحات الأرض التى آلت إليها عبر الشركة القابضة للبتروكيماويات استيراد غاز الإيثان لتلبية توسعات (سيدبك وإيثيدكو)، وأن تصبح مركزًا إقليميًا رئيسيًا لتداول وتخزين وتجارة مدخلات ومخرجات صناعة البتروكيماويات وصناعة الصودا اش.
وتأسست الشركة بناءً على ما تم من الدراسات والرؤية الاستراتيجية لتأمين تغذية الشركات المتخصصة فى إنتاج الإيثيلين والبولى إيثيلين وتماشيًا مع سياسة الدولة ورؤيتها 2030.
الخطوة الأولى للتأسيس
وتم الاستحواذ على مساحة شاسعة من الأراضى تقع على البحر المتوسط مباشرة بمنطقة وادى القمر وتتوسط ميناءى الإسكندرية البترولى وميدتاب.
وتم تأسيس شركة تحت اسم الخدمات اللوجستية للبتروكيماويات PLS وبدأت الشركة برنامج عملها بإجراء حصر للاحتياج الفعلى لغاز الإيثان المطلوب كمدخلات لتشغيل شركتى سيدبك وإيثيدكو، وفى ظل محدودية المتاح من مجمع غازات الصحراء الغربية وحتى عام 2030 وهو المصدر الوحيد المتاح فى مصر، ظهرت حاجة شركات البتروكيماويات (سيدبك وإيثيدكو) إلى استيراد كميات من الإيثان لتغطية العجز، وتفعيل خطط التوسعات فى الإنتاج للشركتين، وهو الغرض الرئيسى للاستحواذ على الشركة.
وبناء عليه تم وضع أهداف مشروع شركة PLS لجعلها قيمة مضافة للقطاع بوجود تسهيلات للتخزين والتداول بأحدث المعايير العالمية فى شحن وتفريغ المواد البترولية والغازات المسالة ومدعم بشبكة ربط محدثة ومجهزة بأحدث أجهزة القياس لنقل بيانات التداول إلى أنظمة القياس والمراقبة لتوفير المعلومات بشكل فورى وصولاً إلى دعم اتخاذ القرار، وبتطبيق أحدث معايير السلامة والحفاظ على البيئة وسلامة العمليات، وكان مخططًا لها تاريخ بدء التشغيل نهاية عام 2024.
يأتى ذلك فى إطار خطة عمل تعتمد على رؤية كاملة وموحدة لإدراك الاحتياجات المستقبلية لأهم شركات قطاع البتروكيماويات وهما سيدبك وإيثيدكو وتمثلان موردًا مهمًا للعملة الصعبة وتغطية احتياجات السوق المحلى بالإيثيلين والبولى إيثيلين وبالتالى أصبحت تحتل مقدمة النشاط الاقتصادى لقطاع البترول المصري، والتى تعمل فى نهج التكامل مع كافة مؤسسات الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030.
وظهر وجود شركة PLS فى آخر عام 2018 لإنشاء منطقة لوجستية تعمل على تحسين أداء شركات البتروكيماويات فى الإسكندرية وهو بالتحديد أهداف البرنامج الرابع من برامج تحديث قطاع البترول المصرى.
والهدف الأساسى من إنشاء الشركة هو أن تعمل بشكل أساسى تحت مظلة البرنامج السادس "تحويل مصر إلى مركز إقليمى لتجارة وتداول البترول والغاز" وبالتالى تعمل على تقديم بنية تحتية لمنطقة لوجستية تعمل على تداول المنتجات البترولية والغازات المسالة والمضغوطة بأحدث معايير سلامة العمليات وتحقيق أعلى كفاءة فى إدارة منظومة السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة.
والعجيب والغريب أن كل ما سبق نشرته وزارة البترول نفسها عبر المجلة الرسمية للقطاع البترولي، وبالرغم من ذلك أين ذلك المشروع؟!
وبعد سرد كل التفاصيل عن شركة الخدمات اللوجستية للبتروكيماويات الـP L S.. بداية من فكرة المشروع والرؤية الخاصة به والاستراتيجية التى يستهدف الوصول إليها ومراحل التأسيس وتحقيق كل ما يتعلق بالموافقات وإزالة كل المعوقات من أمامه.. يبقى التساؤل: ماذا حدث لكى يتم تجميد المشروع بفعل فاعل؟
وإلى أى مدى وصل المشروع القومى؟ ولماذا توقف الحديث عنه؟ وهل هناك علاقة بينه وبين مشروعات أخرى بهدف تجميده؟ وتساؤلات أخرى سوف نجيب عنها إن شاء الله فى الحلقة القادمة.
اقرأ الحلقات السابقة
أسامة داود يكشف : خطة إضعاف القابضة للبتروكيماويات عبر تهميش أجنحتها (4)
أسامة داود يكشف: المسكوت عنه في ملف بيع الشركات الرابحة (3)
أسامة داود يتساءل: هل باعت الحكومة "المصرية للإيثيلين" "إيثيدكو" بتراب الفلوس؟ (2)
أسامة داود يكشف : إيثيدكو وإيلاب والحفر.. مهرجان بيع 3 شركات رابحة بثمن بخس (1)