.jpg)
أسامة داود يكتب: بهروز البترول ومليجى الكهرباء.. ولعنة قطع النور

شاكر والملا نجحا فى بث الرعب فى قلوب الشعب ببيانات تشبه نذير الشؤم
الوزارتان تديرهما نماذج لم تغادر فى تاريخها الوظيفى مربع الفشل
وزارة الكهرباء وشركاتها تنتزع بلا خجل كل ما فى جيوبنا شهريًا لتنفق ببذخ على بدلات القيادات
وقف عجلة الحياة وحشر الناس فى مساكنهم التى تتحول إلى علب سردين تغلى بمن داخلها
ما يحدث من فضيحة قطع للكهرباء في مصر مع بيانات وزيرى البترول والكهرباء التى يحمل كل منها تصريحات تتعارض مع ما قبلها يذكرنى بشخصيتى بهروز ومليجي فى رائعة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة "ليالى الحلمية" عندما وصفهما ولى نعمتهم العمدة سليمان غانم بأنهما خيال مآتة وليس لهما أى لزمة إلا التباهى بهما بينما كل دورهما تخويف العصافير.
وإطلالة بهروز البترول ومليجي الكهرباء في الإعلام دائمًا ما تكون نذير شؤم، فلا بيان إلا ويأتى بالظلام ووقف عجلة الحياة بتوقف جميع المصالح الحكومية والشعبية وغيرها وحشر الناس فى مساكنهم التى تتحول إلى علب سردين تغلى بمن داخلها.
وجاء البيان قبل الأخير أمس الأول الإثنين أشبه بنواح الغربان ليعلن عن مد ساعات الانقطاع ساعة إضافية لتصبح ثلاث ساعات إلى نهاية الأسبوع، وكأن قطع الكهرباء لساعتين فى اليوم شيء طبيعى وأصبح دستورًا وقانونًا لابد أن نخضع له رغمًا عنا.
ويغلف مدونو البيان أسطرهم - التى تشبه أيضا تعديد النائحات فى المآتم فى عصور ولت - باعتذار للشعب المصرى لتؤكد أن نواح النائحات لن يغادرنا مع بقاء الملا وشاكر فى وزارتى البترول والكهرباء التى تدار عبر نماذج لم تغادر فى تاريخها الوظيفى مربع الفشل.
يقول البيان الذى أثمر عن مسئولى إعلام الوزارتين: تتقدم وزارتا الكهرباء والبترول بالاعتذار لجموع الشعب المصري عن الإجراءات التي تم الإعلان عنها أمس بشأن زيادة فترات تخفيف الأحمال الكهربائية.
وتوضح الوزارتان ما يلي: أنه وعلى الرغم من الخطط الموضوعة مسبقًا بالتنسيق بين الوزارتين لتحديد الكميات الإضافية المطلوبة من الوقود اللازم لمجابهة زيادة الاستهلاك فى أشهر الصيف، والتى قامت وزارة البترول بالفعل بالتعاقد على هذه الكميات منذ فترة واستلامها طبقًا للتوقيتات المخططة، إلا أنه فى ظل استمرار الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة عن المعدلات الطبيعية لهذه الفترة والذى تعانى منه العديد من دول المنطقة، - وهنا يحاول البيان أن يؤكد أن حرارة الجو لم تكن متوقعة علمًا بأن ارتفاع درجات الحرارة لم يزد على المعدلات التى عاصرناها فى السنوات الماضية وليس مفاجأة.. ولكن الحقيقة أن فشل وزارتى البترول والكهرباء هو الحقيقة - ويكمل البيان كلماته وتبريراته التى تستخف بعقولنا ليقول.. فإن هذا يتطلب استمرار خطة تخفيف الأحمال التي بدأ تطبيقها منذ أمس بمقدار ساعة إضافية وذلك حتي نهاية الأسبوع الحالي للحفاظ على التشغيل الآمن والمستقر لشبكة الغاز ومحطات إنتاج الكهرباء، حيث تم اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لاستيراد وضخ شحنات وكميات إضافية من الغاز والمازوت لمجابهة الاستهلاك المتزايد في ظل استمرار الموجة الحارة المبكرة.
وستواصل الوزارتان الإعلان عن أية مستجدات في هذا الشأن.
انتهى البيان.. والعبارة الأخيرة فيه تكشف أن فشل الوزارتين سوف يستمر وتوابعه هى انقطاع الكهرباء بما يتجاوز الثلاث ساعات وتصل فى بعض المناطق إلى ست ساعات ناهيك عن توقف المصانع الاستراتيجية عن العمل مثلما حدث فى قطاع الأسمدة.
طريقة الإعلان عن ساعات الانقطاع وعددها ثم زيادتها لساعة إضافية لمدة يومين ثم الوصول بها إلى أسبوع ثم التأكيد على أن الأزمة سوف تستمر لأسابيع مقبلة بعد اجتماع مدبولى مع الملا وشاكر.. يكشف أن وزيري الكهرباء والبترول مغيبان عن كل شىء.
عبقرية الوزيرين مثل عبقرية بهروز ومليجى فى مسلسل ليالى الحلمية وهو الحفاظ على دورهما طوال أجزاء المسلسل وفرض مشاهدهما على الجميع عبر كل الحلقات.
والفارق أن تأثير الوزيربن على الشعب كان على النقيض من تأثير بهروز ومليجى باعتبار أنهما يفرضان نفسهما علينا بعقوبة غير إنسانية تفرض على 120 مليون مواطن مصرى عبر قطع الكهرباء والعيش فى جحيم حر الصيف ووسط ظلمة قاتلة وتوقف المصاعد وتحويل البيوت إلى معتقلات وزنازين ليبقى الجميع مسجونين فى مساكنهم ويصعب النزول بالحالات المرضية الطارئة والمفاجئة من الأدوار العليا لاستحالة نقل الحالات الطارئة للمستشفيات.
كما يصعب صعود العائدين إلى منازلهم ليصبح عليهم افتراش الأرصفة انتظارًا لعودة الكهرباء لاستحالة صعود أدوار الأبراج السكنية، وكذلك توقف المصالح من بنوك وغيرها وإصابة الدولة بما يشبه الجلطة التى تؤدى إلى حالة شلل لها تبعات مزرية.
لكن الأكثر تضررًا هم أبناؤنا طلبة الثانوية العامة الذين تتوقف حياتهم والساعات التى قد تحسم مستقبلهم والتى تضيع بين عذاب الحياة فى حر قاتل دون أن يكون هناك إمكانية لمراجعة الدروس أو حتى الفوز بقسط من الراحة لأنه من الصعب أن ينام الإنسان فى جحيم الصيف دون وسيلة تهوية بينما وزارة الكهرباء وشركاتها تنتزع بلا خجل كل ما فى جيوبنا شهريًا فى صورة فواتير لتنفق ببذخ على بدلات قيادات الكهرباء وكأن كل مهمتها تنحصر فى تحصيل فلوس دون الالتزام بتقديم الخدمة.
رسائل كثيرة تصلني وتعبر عن نتائج قطع الكهرباء وتأثيره السيئ على حياة الناس والطلبة.
لكن أضع نص رسالة وصلتني من طبيبة كبيرة تقول فيها: أنا تعبت جدًا من موضوع قطع النور.. كل يوم يقطع ثلاث وست ساعات وأطلع تسع أدوار على رجلي ... وفى البيت الحر موت وأطلع ألاقي المياه مقطوعة عشان الخزان فارغ مفيهوش مياه.. توصية من شخصكم الكريم لشركة الكهرباء.. ظنًا منها أننى معفى من عقوبة قطع الكهرباء.
من ينقذنا من وزراء الضلمة.. بهروز ومليجى، علما بأن وجود الأخيرين في المسلسل كان يرسم البسمة على وجوهنا ويبث البهجة فى قلوبنا.. بينما بهروز ومليجى فى وزارتى البترول والكهرباء يجلبان الحزن والهم ويمعنان فى وضع العبوس على الوجوه بما يشبه الوشم.
وأخيرًا فإن وزير البترول الذى كان يتباهى بزيادة تصدير الغاز ويعد بزيادة الإنتاج كمان وكمان قد يذكرنا حاليًا بشخصية "الكحيت" الذى يتحدث عن الكافيار ويمسك السيجار بينما جسده ينصرم من خروقات ملابسه البالية.