.jpg)
أسامة داود لوزير البترول: انتصر للمظلومين وابحث عن رجالك تحت الشمس الحارقة ( 2 )

قطاع البترول الحقيقى فى الحقول ومناطق العمل ولا تسمع لقيادات الواسطة والمحسوبية
ابحث فى كل شركة عن المخلصين والتق بكل المستويات الوظيفية
كن حذرا ولا تسِر فى خطوط مرسومة من جانبهم وقم بجولاتك بعيدًا عنهم
تخطو قدما الوافد الجديد على قمة هرم البترول الوزير كريم بدوى دون أن يكون لهما سابقة بالغوص فى دروب ودهاليز وأزقة القطاع.. تخطو لتتعرف على ثنايا القطاع، ولكن أكاد أجزم بأن مبتغاك لن يكون بين هؤلاء القابعين على الكراسى الوثيرة فى ديوان كان وقت العمالقة غرفة عمليات وأصبح مع وصول الذى غادر القطاع منذ أيام ديوانًا للعصف بالكثير من العقول.
وزارة البترول كانت سابقًا تقوم مقام غرفة العمليات التى تتجمع فيها البيانات وتغوص فى كل التفاصيل لتُدرس وتُفحص لتثمر معلومات ثم توضع على أساسها العلمى الرؤى والخطط وتصدر التعليمات وتتحقق النتائج المبهرة التى أحالت مصر حتى فى أسوأ أحوالها إلى بلد بترولى قفز إلى رقم المليون برميل يوميًا وقت أن كان هناك أحمد عز الدين هلال ورمزى الليثى وعبدالهادى قنديل وسار متوهجًا بقيادات شابة وعناصر فعالة حتى ما قبل وصول المهندس طارق الملا الذى غادر قبل ايام.
وحتى تنجح فاعلم أن قطاع البترول الحقيقى فى الحقول ومناطق العمل التى تحتاج أن تصل إليها وتسمع من القائمين عليها ليس من قيادات تم تسكينها عبر الواسطة والمحسوبية وليس من أبناء المسئولين بالقطاع وخارجه، وإن حصرتهم سوف تصل إلى الأسباب التى أوهنت القطاع وأبركته كجمل أعيته أثقال التآمر والإقصاء وتجريف القيادات وجمع الغنائم واقتسامها حتى إن معظمهم لم يكن لديهم الوقت للرد على استغاثات القائمين على الإنتاج.
أرجو ألا تضع نفسك رهن من شغلوا كل شبر فى ديوان الوزارة وقوابضها، لن تجد اللؤلؤ على سطح البحر ولكن يجب أن تغوص لتخرجه من القاع داخل الأصداف، عليك أن تبحث بنفسك وليس عبر مكبرات صوت تدق الدفوف وتثير الغبار عبر أسطر وكلمات مرصوصة دون مهارة فلا تتجاوز الآذان.
كن حذرًا ولا تسِر فى خطوط مرسومة من جانب أحد فسوف يصنعون لك الفخاخ لتكون فى حاجة إليهم دائمًا، اخرج عن المألوف وابحث فى كل شركة عن المخلصين، التقِ بكل المستويات الوظيفية فى كل نشاط على حدة، التقِ بمديرى الإنتاج ومن يعمل معهم ومديرى العمليات ومن يتبعهم مع الإدارات الهندسية والإداريين وغيرهم، استمع منهم وأعطهم الأمان واكسر توابيت الخوف التى صنعتها مراكز القوى على مدار 9 سنوات حتى جعلت الرعب سلعة رائجة فى قطاع كان فى زمن العمالقة يمنح الجائزة لمن يتحدث ويخالف الرأى برأى أصوب منه.
استمع لهم سوف تجد بين ركام الخوف لؤلؤًا يمكن أن تنتشله، لا تخْشَ أن يزاحمك فى المنصب قيادات ورجال صنعتهم واعلم أنهم سوف يرفعونك إلى أعلى.. فلو أردت أن تكون نجمًا فلابد أن يكون كل من حولك نجومًا، واعلم أنك سوف تغادر القطاع يومًا ما فاجعل خروجك مشرّفًا مرفوعًا فوق الأعناق وسوف تعيش ذكراك أضعاف سنوات عمرك.. ويوم أن تغادر سوف تجد من يسرد سيرتك كسيرة الفاتحين دون غرض.. وسوف تكون كالنجوم وهم فى أوج عطائهم فخورون بأرصدة النجاح والحب.. مد يدك وسوف تمتد لك الأيادى وتفتح لك القلوب وتعمل العقول وتنجز السواعد لتصنع المستحيل، تعامل معهم كالقائد مع جنوده، الكل فى خندق واحد، انتصر للمظلومين المجمدين فى مكاتب بشركات دون عمل سوف يبدعون وسوف يحققون للقطاع الكثير.
قم بجولاتك بعيدًا عن الحاشية التى تحيطك حاليًا والتى تركت ولى نعمتها السابق وأتحدى أن يتواصلوا معه بعد خروجه، فعمره بالنسبة لهم مرهون بمنصبه، والآن يبحثون ويدرسون كيف يضعونك تحت السيطرة ليستمروا فى رحلتهم التى تتمثل فى جمع الغنائم كأثرياء الحرب الذين يتاجرون بالوطن ولا يرفعون السيف للدفاع عنه، فهناك سيوف ليست للدفاع أو القتال من أجل الوطن ولكن لاستئصال ما تصل إليه أيديهم من لحم الوطن.
ابحث عن رجالك تحت أشعة الشمس الحارقة، وبين موجات الصقيع المتجمدة، فى عمق الصحراء وعلى بعد مئات الكيلومترات بين أمواج البحار لتخرج السواعد المفتولة والعقول المستنيرة أصحاب العزيمة المفعمين بروح العطاء الزيت والغاز الطبيعى من طبقات غائرة على بعد مئات بل آلاف الأميال تحت طبقات الأرض.
فتلك الوجوه السمراء المصبوغة من حرارة الجو التى تصهر الحديد ليس لديها وقت تخطط فيه للتآمر وجمع الغنائم وإحالة القطاع إلى وليمة ينهشونها كما تنهشها الثعالب والضباع والذئاب المرابطة فى المكاتب المكيفة.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.