أسامة داود يكتب: وفاة الشاب عبد القوي.. وظاهرة عمال اليومية فى البترول

أسامة داود يكتب: وفاة الشاب عبد القوي.. وظاهرة  عمال اليومية فى البترول


هل استبعاده من التعيينات بعد 6 سنوات بالشركة تسببت بوفاته؟

أصيب بغيبوبة ليعيش على أجهزة التنفس يومين ثم يفارق الحياة

الأطباء والصيادلة والممرضون بالشركة يواجهون نفس المصير لاستبعادهم 

من يتحمل مسئولية وفاة الطبيب الشاب م.ع الذي يبلغ من العمر حوالي 38 عاما بإحدي شركات البترول؟.

تبدأ المأساة عندما كان يعمل  م عبد القوي بإحدى شركات البترول طبيبًا باليومية ومستمرًا فى عمله لمدة 6 سنوات متصلة على أمل ان يتم التعيين، وقبل شهور كان الحديث يدور حول حاجة الشركة لتعيين أطباء وهو ما تمثل فى فتح باب الأمل لتعيين من هم على رأس العمل منذ سنوات باليومية وهو ما كان متعارفًا عليه.. لكن لم تمر أسابيع حتى فوجئ الطبيب الشاب بنشر الشركة إعلانًا تطلب فيه أطباء للتعيين بها.

ليكتشف الطبيب أن الشروط التى وضعتها الشركة لا تنطبق عليه وبالتالى سوف يأتى حديثو التخرج معينين من اليوم الأول بينما يظل هو باليومية وكأنه ليس من أبناء الوطن.

الإعلان جاء مذيلا بتوقيع مدير عام الشئون الإدارية، وحسب رأى العاملين بالشركة - صدر "متفصل" على مقاس أشخاص معينين من أبناء الذوات، والبعض قال إن أحد القيادات بدرجة مساعد قال للأطباء العاملين بنظام اليومية: "شوفوا لكم شغله بره لإن الموضوع ده منتهي ومش هيتغير".

الأمر لا يقتصر على هذا الإعلان فقط، ولكن هناك إعلانات تخص الصيادلة والتمريض  مما صدم الأطباء والممرضين بالشركة، منهم من تعرض للإحباط ومن تعرض لنوبات بكاء شديد .

لكن المأساة الحقيقية أن يصاب الطبيب الشاب م عبد القوى ويتم نقله إلى المستشفى، ونتيجة لعدم جاهزية إسعاف الشركة تم استخدام إحدى سيارات العاملين للوصول به إلى أقرب مستشفى بجوار الشركة لإسعافه، ولكن بعد فوات الأوان ليعيش على أجهزة التنفس ليومين ثم يفارق الحياة.

لكن التساؤل هنا: لماذا تعلن الشركة - التى نحتفظ باسمها لمن يهمه الأمر من المسئولين بقطاع البترول  -  عن أطباء وبشروط لا تتوافق مع الأطباء الذين أمنوا حياتهم فى الشركة ليجدوا أنفسهم أشبه بمن يقوم بدور سد العجز لحين وصول أبناء الذوات الذين تم تفصيل الإعلانات على مقاسهم؟

ألم يكن قطاع البترول فى كل الأزمنة يقوم بالتعيين من العمالة المؤقتة، وما دور  المسئول مسئولية مباشرة عن القطاع الطبي والوافد من إدارية الوزارة منذ سنوات؟

أين إسعاف الشركة التى يُنفق عليها أموال طائلة لتكون مجهزة لحالات الطوارئ.. وأين كانت وقت إصابة الطبيب الشاب بحالة غيبوبة جراء صدمته من الإعلان الذى يقضى على أمله بعد 6 سنوات من العمل مقابل أجر بخس انتظارًا للتعيين بالشركة؟

هناك طبيب آخر هو أ. ع في المبنى الرئيسي للشركة معرض لنفس الحالة لأنهم أغفلوه في هذا الإعلان أيضًا و .ح. ع الصيدلي يتعرض لحالة من الإحباط النفسي، وغيرهم من الدكاترة الذين أمضوا عمرهم في الشركة في انتظار التعيين، ولكنهم للأسف اصطدموا باستبعادهم من التعيينات التى ستكون من نصيب آخرين من حديثى التخرج.

وبانتظار التحقيق في ملابسات تلك المأساة قبل أن نجد عشرات الضحايا من الشباب الذين فقدوا الأمل مثل م.ع.

وأحتفظ باسم الشركة لمن يهمه الأمر من المسئولين