السبت ٢٥ / يناير / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب : هادي فهمي محترف إدارة الأزمات

أسامة داود يكتب : هادي فهمي محترف إدارة الأزمات

لو كان لدي صوت لمنحته له لرئاسة اتحاد اليد

نجح في إعادة هيكلة مصر للبترول وتغيير وجه محطات تموين السيارات 

منح قبلة الحياة لمشروع توشكى عبر شركة جنوب الوادي للتنمية الزراعية


بداية أؤكد أنني لست خبيراً أو مهتماً بأي نوع من أنواع الألعاب الرياضية، وكل علاقتي بها هي مشاهدة البطولات الدولية التي تكون مصر طرفًا فيها فقط، فأصبح منفعلاً متشنجًا متعصبًا من خلال متابعاتي، وهو ما كشف لي عن الأسباب الحقيقية للموت الفجائي بالسكتة القلبية أو الدماغية!

غير أن معرفتي بهادي فهمي كقيادة من قيادات كرة اليد تتميز بالقدرة على الإدارة بذكاء وكفاءة، والقدرة على التأليف بين الشتات من المختلفين فكريًا

هادي فهمي شخصية سمحة ودودة يستطيع أن تجمع بين الأشخاص بقدرته على احتواء الجميع. 

ليس هذا فقط، فهادي فهمي ليس مجرد مرشح يتنافس لرئاسة اتحاد كرة اليد ليتوج رئيسًا له، فيحسن الكلام والحوار والمبارزة باللسان.

 فكلها أمور ليست من مواهب هادي فهمي، ولكنه يملك عبقرية إدارية تستطيع أن توظف كل الإمكانات لصالح مسؤوليته. 

عرفت هادي فهمي منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، عندما كان نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، وقد تم اختياره في زمن وزارة الدكتور حمدي البنبي عليه رحمة الله، ولم يكن في زمن وزارة شقيقه المهندس سامح فهمي.

كان شعلة من النشاط الإداري من الطراز الأول، لأن موقعه كان من أهم وأخطر المواقع في هيئة البترول التي تمثل الحبل السري وقتها لخزانة الدولة المصرية. 

كان مكتبه أشبه بدوار العمدة في ريف مصر في زمن الرجال، حيث كان بارعًا في إدارة الأزمات، وكان أشبه بالدعاة المتميزين بوجه بشوش وكلام لين.

فيما بعد، أسند إليه وزير البترول، وهو شقيقه، رئاسة شركة مصر للبترول، وهي تمثل النزول بدرجته الوظيفية من نائب رئيس هيئة إلى رئيس شركة. سألت حينها المهندس سامح فهمي عن السبب، فأجاب: "المصلحة الوطنية تقتضي الصعود بمستوى شركات تسويق المنتجات البترولية التابعة للقطاع العام البترولي والخروج بها إلى مستوى يليق بها، وهي أشبه بخيوط الغزل المتشابكة وتحتاج إلى مهارات من نوع خاص، فلم أجد أكثر قدرة على ذلك من هادي فهمي". 

قلت: "لكنه نزول بدرجة وظيفية"، فأجاب: "عندما تتطلب المصلحة الوطنية تضحية، فلا اعتبار لمثل هذه الشكليات".

ثم استدرك قائلاً: "لماذا لم أشعر بالغبن أو الضيق أو الاكتئاب عندما طلب مني وزير البترول الدكتور حمدي البنبي، ورئيس الهيئة المهندس عبد الخالق عياد، تسلم أمر شركة وليدة سميت "ميدور"، التي كانت عبارة عن مخطط وسجل تجاري وجبل على مساحة 500 فدان؟ لأن الأمر تطلب قدرات وجدوها متوافرة لدي. 

وقتها عرفت أهمية الأمر، فكنت كالجندي الذي ينفذ مهامه دون مناقشة أو جدال، لأن المصلحة العليا تتطلب ذلك. 

تسلمت المهمة، وبعد سنوات قليلة، سلمت لهيئة البترول معمل تكرير من الجيل الثالث ينتج 100 ألف طن سنويًا بأعلى المواصفات، موجهًا كل إنتاجه للتصدير".

وهكذا، عرفت أن المهمة الوطنية هي ما يفرض نفسها على قرارات وزارة البترول، وليس الأهواء.

نجح هادي فهمي في إعادة هيكلة شركة مصر للبترول، فتم تغيير وجه محطات تموين السيارات إلى صورة حضارية، وامتدت يد التطوير إلى كل المحطات في الريف والحضر، في الصعيد والمناطق النائية في كل مكان. ونجح في تطوير منتجاتها من الزيوت والمنظفات وغيرها.

بعد أقل من عامين، وبعد أن تحقق لشركة مصر للبترول الكثير من النجاحات، تم تكليفه من قبل رئيس الوزراء عاطف عبيد برئاسة الشركة القابضة للتجارة، ليواصل نجاحاته التي مكّنته من منح قبلة الحياة لمشروع توشكى عبر شركة جنوب الوادي للتنمية الزراعية. 

حيث اختار لها أحد أبرز خبراء استصلاح الأراضي، وهو المهندس سعودي يونس، لتحقيق حلم تعمير رقعة أرض تصل إلى 40 ألف فدان، وهي الرقعة الوحيدة التي منحت توشكى شهادة عملية لتجعلها مصدرًا للغذاء في صعيد مصر.

لكن جاء خفافيش الظلام من حاشية كانت تدور حول بطرس غالي، ليظهر قرار مفاجئ بحل الشركة القابضة للتجارة، دون علم رئيسها أو مناقشته في القرار. 

حدث ذلك بعد زيارة رئيس الجمهورية حينها لتوشكى، حيث تم تدبير كرسي على الطائرة للدكتور محمود محيي الدين، وزير الاستثمار، ليحل محل حلاق رئيس الجمهورية الذي كان يرغب في السفر لرؤية توشكى. 

يبدو أن الكرسي لم يكن مريحًا، فعاد محيي الدين ليباغت الجميع بقرار حل الشركة، خوفًا من نجومية هادي فهمي التي بدت ظاهرة في مزاج الرئيس مبارك بعد رؤيته نجاح استصلاح 40 ألف فدان في توشكى.

هذا هو هادي فهمي، الإداري المتألق والمرشح لرئاسة اتحاد الكرة. 

"على صعيد كرة اليد والانتخابات المرتقبة، لا يُعد هادي فهمي غريبًا عن اللعبة؛ فهو رئيس سابق للاتحاد ولم يبتعد عنها يومًا. يتمتع بخبرة كبيرة تؤهله لإجراء التعديلات الضرورية على اللوائح بما يسهم في تطويرها لصالح جميع الأطراف المرتبطة باللعبة، من لاعبين ومدربين وإداريين وحكام وأندية. ومن الجميل أن فهمي، قبل أن يقرر الترشح للمنصب، قام بدراسة شاملة لكل مشكلات كرة اليد المصرية ووضع حلولًا تخدم اللعبة وتعيدها إلى مكانتها الريادية على جميع المستويات. ويرى أن رهانه على النجاح في ذلك يعتمد على عشقه العميق للعبة، التي يؤمن بأنها تستحق أن يكرّس الإنسان عمره من أجلها."