الإثنين ٢٠ / يناير / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب: دعواتكم بالشفاء لسامح فهمى.. أحد أعظم وزراء مصر

أسامة داود يكتب: دعواتكم بالشفاء لسامح فهمى.. أحد أعظم وزراء مصر

 أسس بنية تحتية لقطاع البترول والغاز الطبيعى وجعل مصر دولة محورية لتداول الطاقة بالعالم

كان يفتش بين دروب ودهاليز وأزقة قطاع البترول ليلتقط العناصر المتميزة 

تلقى الضربات من وزراء حكومات رجال الأعمال عندما تصدى لمخططهم ببيع شركات بترول مصر

مع  فهمى فى صورة عمرها ربع قرن من الزمان 

سامح فهمي، وزير البترول الأسبق، يمثل بحق حلقة مهمة في سلسلة أعظم وزراء البترول في مصر. أكتب عنه كلمة للتاريخ؛ فقد أعطى حياته لخدمة وطنه في مجال البترول، الذي شهد في عهده تطورًا كبيرًا على جميع الأصعدة. هذه الأيام يواجه أزمة صحية مفاجئة، وكأن عناء السنوات الطويلة قد اجتمع ليهاجمه دفعة واحدة. سامح فهمي كان دائمًا خصمًا عنيدًا للتقاعس والتواكل والتكاسل، وعدوًا لدودًا لكل أشكال التواطؤ، فكان مثالًا يحتذى به في الجدية والاجتهاد. 

سامح فهمي، ما شاء الله، لا يضاهيه أحد في نشاطه إلا أصحاب العزيمة والإرادة القوية. يبدأ يومه قبل الخامسة صباحًا، ويتحرك بخفة ولياقة شاب في الثلاثين من عمره.

ابتسامته الودود وكلماته الرشيقة ومداعباته اللبقة المرنة تجعله فى مصاف الدعاة الموهوبين المتسللين إلى قلوب العامة عبر وجه بشوش وكلام لين.. حيث متابعاته ومطالعاته التى تهتم بالشأن العام بما يتخطى اهتمام رهط الوزراء القابعين فى مراكز اتخاذ القرار حاليًا.

عندما أجلس مع الرجل تنساب ردوده على تساؤلاتى القاسية بالمعلومات والأرقام كما تتدفق شلالات الأنهار بالمياه العذبة.

هو من جيل العظماء، الذين منهم وزراء وقيادات بارزة، ولا يزال من تبقى منهم متألقًا. هو الرجل الذي جعل قطاع البترول، بالتعاون مع رجاله، شريانًا حيويًا يضخ الغاز الطبيعي إلى صعيد مصر، ذلك الإقليم الذي عانى التهميش لقرون طويلة. وقد تم ذلك من خلال إنشاء خط الغاز، الذي أسهم في إقامة مشروعات ومناطق صناعية في صعيد مصر، مما ساهم في استغلال موارده الطبيعية من الغاز بشكل مثمر.

وهو من أحيا مشروعات كانت وزارة رجال أعمال مصر قبل 25 يناير يعدون العدة لتصفيتها منها مجمع صناعة الأسمدة بصعيد مصر "كيما".. سامح فهمى هو من ربتت يداه على ظهور شباب مصر ليفتح أمامهم أبواب الأمل عبر مشروعات تستوعب عشرات الآلاف عبر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتفتح البيوت ويشيع حالة من الرضا بين شرائح كانت معدمة ومحرومة من فرص العمل وليس لهم واسطة أو محسوبية.

يحمل أجمل ما فى التناقضات، فهو من عائلة أرستقراطية، يحمل فى قلبه حبًّا لجمال عبدالناصر وكأنه الأب، رغم أن عبدالناصر أمم أملاك والده مع قرارات التأميم.. وكان ربما الصديق الوحيد  لخالد ابن الزعيم عبدالناصر هو وتوأمه هادى فهمى نائب رئيس هيئة البترول سابقًا ، وهى صداقة منذ الصبا بلغت أوجها بعلاقة مصاهرة دخل فيها الزعيم منزلهم ليخطب شقيقة سامح فهمى لنجله الأكبر خالد ولم يعد عبدالناصر شركات والده سمير فهمى له رغم تلك المصاهرة.

سامح فهمى الأرستقراطى الأصل ناصرى الهوى والمبدأ هو من أسندت له مشروعات لم يكن لها أن تتأسس بتلك العبقرية لو لم يكن يتولاها هو، مثل معمل ميدور الذى صار جزءًا من الأمن القومى للطاقة فى مصر، ويحاول خفافيش الظلام حاليًا تبديده فى هوجة التفريط عبر بوابة البيع كما حدث فى وزارات رجال البيزنس قبل 25 يناير 2011.

سامح فهمى هو من أسس بنية تحتية لقطاع البترول والغاز الطبيعى جعلته قادرًا على أن يجعل من مصر دولة مؤهلة محورياً لتداول الطاقة بين دول العالم وهو ما طنطن به المهندس طارق الملا وزير البترول السابق فى محاولة بالفخر بما لم يكن له شرف المشاركة في انشائه او حتى حسن استغلاله. 

كما أنه أسس مشروعات عملاقة ووحدات إسالة جعلت كل وزراء بترول مصر وحكوماتها خلال السنوات الماضية تتحدث عن أهداف ورؤى واستراتيجية تعتمد على نجاحات سامح فهمى خلال سنوات إدارته لملف البترول عبر موقع الوزير بينما هو الأب الشرعى لكل تلك المشروعات هو وزملاؤه ولم يتوقف عن الحديث فى فضل من سبقوه.

سامح فهمى كان يفتش بين دروب ودهاليز وأزقة قطاع البترول ليلتقط العناصر المتميزة كما يلتقط الصيادون اللؤلؤ من أعماق البحار.

نجح فى تحويل شباب مطمور مغمور إلى عباقرة ذاع صيتهم استطاعوا مضاعفة احتياطيات مصر من الغاز الطبيعى وإنتاجها لتتحول المصانع للعمل بالغاز.

كان يتلقى الضربات من وزراء حكومات رجال الأعمال عندما تصدى لمخططهم ببيع شركات بترول مصر.

قام رشيد محمد رشيد بإصدار 13 رخصة لمصانع أسمنت بهدف أن يتم امتصاص احتياطيات مصر من الغاز نكاية فى الرجل.. بعدما قامت حكومة عاطف عبيد ببيع مصانع الأسمنت الوطنية لشركات أجنبية بتراب الفلوس.

ولو كان سامح فهمى موجودًا حاليًا فى موقع المسئولية لما تصدع قطاع البترول ولما استطاعت الحكومة بيع شركات إيثيدكو وإيلاب والحفر المصرية بثمن بخس، ولما استطاعت الحكومة بيع قلاع الأسمدة فى مصر التى تحقق أرباحًا خرافية وهى موبكو التى أنشأها سامح فهمى وأبوقير التى أنشاها الرئيس السادات فى السبعينيات وتم تجديد شبابها على يد الرائع سعد أبوالمعاطى خلال السنوات الماضية وتركها وفى خزنتها 11 مليار جنيه سيولة دخلت جيوب المشترين، وكانت ابو قير داعمة للفلاح المصرى عبر إمداده بالأسمدة بأسعار زهيدة قبل أن تنتقل نسبة كبرى منها إلى دولة عربية.

هو من أوقف مؤامرة بطرس غالى وأزلامه بمجلس الوزراء قبل 2011 ببيع ميدور وآموك وسيدبك التى كانت تسعى لها إحدى أكبر الشركات الخليجية بمجال بتروكيماويات فى العالم، والتى قامت بإغراق مصر بالبولى إيثيلين بهدف إجهاد وإرهاق شركة سيدبك حتى يتم بيعها.. لأن الهدف أن يتم تصدع الاقتصاد المصرى.

هذا بعض من مداد لعطاء رجل عاش ويعيش محبًا لوطنه عاشقًا لشعبه ولم يتوقف يومًا عن العطاء. 

أتوجه إلى الله مخلصًا بالدعاء لسامح فهمى، بالشفاء العاجل وأن يمده الله العلى القدير  بالصحة والستر وأن يبارك فى عمره وأثق فى أن دعوات الشعب المصرى لهذا الرجل سوف تستقبلها أبواب السماء باستجابة من الله.

ما ذكرته هو مجرد لمحة من خصال ومواقف وإنجازات هذا الرجل، الذي لم يبخل على مصر بعطائه المخلص حين كان في موقع المسؤولية. ولا يزال حتى اليوم يقدم كل ما في وسعه، مستثمرًا خبراته لخدمة وطنه بكل إخلاص.