
مذكرات قنديل : منعت عاطف عبيد من بيع أكبر 5 شركات بترول فى مصر ( الحلقة 18 )

هددت صدقى وعبيد
فى اجتماع الحكومة : سوف أتصل بالرئيس مبارك لأنكم تهدمون البلد
قلت لمبارك إنهم
يبيعون شركات البترول التى تحقق أعلى أرباح دون علمى .. فاندهش
مبارك نظر إلى
«عاطف صدقى» وقال له: إبعد عن شركات البترول
«عاطف عبيد» أجرم فى حق مصر ببيع الشركات
الوطنية
شركات إنبى
وبتروجت وغاز مصر والحفر المصرية كانت على لائحة الخصخصة
قررتُ في 1980
التوسع فى البحث عن الغاز واستكشافه لتعويض التراجع فى البترول
اكتشفنا مناجم
للكبريت فى سيناء ولم يتم استغلالها لعدم وجود غاز طبيعى
بعد خروجى من
الوزارة كمال الجنزورى قال لي : نريدك أن ترشح لنا وزيرًا للبترول
«على
والى» و«عبد الحميد أبو بكر» طلبا شراء شركة إيجيبت غاز لاحتكار توصيل الغاز فى
مصر
قلت للجنزورى :
سوف تجرم فى حق مصر إذا وافقت على بيع إيجيبت غاز
حمدى البنبى قال
لي : أنا عارف إنك بتفكر تشيلنى من رئاسة «جابكو» فقمتُ بترقيته لرئاسة هيئة
البترول
«البنبى»
لم يُطلق اسمى على حقل خوفًا من أن يكون تركى للوزارة بسبب خلافات مع مبارك
مصطفى شعراوى لم
يكن إداريًّا مسموع الكلمة وترك الحبل على الغارب للشركات الأجنبية.
تواصل “طاقة
نيوز” نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى
ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال
ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود عام 2017 مع
الرجل الذى تولى منصب وزير البترول – فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى
عام 1992 – وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل .
ينتقل «عبد
الهادى قنديل» إلى فصل جديد من فصول
الذكريات، ويتعلق بتوقيت لجوء مصر إلى الغاز الطبيعى، قائلاً: «اتجهنا للغاز
الطبيعى، ونظمنا أول مؤتمر له فى سنة 1981 فى فندق السلام بمصر الجديدة - وكان قد
أنشئ حديثاً - بعد أن توليتُ رئاسة الهيئة عام 1980، وقررتُ أن نتوسع فى البحث
والاستكشاف لتعويض التراجع فى البترول، خاصة أننا لم نكن نتوصل إلى حقول بها
احتياطيات ضخمة، وكان لدينا احتياطيات فى المياه العميقة والدلتا، وكانت أول
اتفاقية تم توقيعها فى المياه العميقة على أعماق مياه 500 متر أمام سواحل العريش،
ومنحنا مزايا للشركة، منها استرداد النفقات على 5 سنوات بدلاً من 8 سنوات، وكنا
نستخدم حفارًا من بحر الشمال، وتم الحفر، ووجدوا غازًا وبترولاً، ولكن تركته
الوزارة؛ لأن إنتاجه لم يكن اقتصاديًّا. كما اكتشفنا مناجم للكبريت وبكميات ضخمة
فى سيناء، ولم يتم استغلالها فى ذلك الوقت؛ لعدم وجود غاز طبيعى يُستخدَم كوقود فى
عمليات استخراج الكبريت».
مسئولون وبيزنس!
من الأسرار التى
يحتفظ بها «عبد الهادى قنديل»، كما يقول، هى «أننى بعد خروجى من الوزارة، وكنت
أصلى الجمعة فى «سيدى كرير»، وجدت زوج ابنة
الدكتور «كمال الجنزورى» ينتظرنى، وقال لى: يا أونكل.. الدكتور «كمال»
يريدك ضرورى.
وبطبعى لم أكن
أذهب إلى أى مسئول فى السلطة منذ خرجت من الوزارة حتى الدكتور «كمال الجنزورى»، رغم أنه كان زميلى فى
الوزارة، وأدارها بكفاءة نادرة، كما كان صديقًا شخصيًّا لى، ولكن لم ألتقِه بعدما
تركت الوزارة، فذهبت إليه، وقلت له: ماذا تريد يا دكتور كمال؟ قال: نريد منك أن
ترشح لنا وزيرًا للبترول، فعرضتُ عليه عدة أسماء وقال لى إن «على والى» و«عبد
الحميد أبو بكر» تقدما بطلب لشراء شركة إيجيبت غاز، وقدما له شيكًا بـ 200 مليون
دولار لشرائها، فأصابتنى الدهشة، وقلت له: يا
دكتور «كمال».. سوف تكون أجرمت فى حق مصر إذا وافقت على بيع تلك الشركة.
وقلت: إنهم يقومون بتشغيلها الآن ويعرفون قيمتها؛ لأنها مصدر دخل ضخم للقطاع.
وبالتالى رفض العرض. وكانوا يريدون شراءها؛ لاحتكار توصيل الغاز فى مصر، وكانوا قد
بدءوا فى إبرام عقد إنشاء شركة لتوصيل الغاز للمنازل ومحطات الكهرباء. وهى مجرد
لافتة، وتم التعاقد مع شركة غاز مصر لتنفيذ الخطوط والتوصيلات من الباطن».
جريمة عاطف عبيد
وبطرس غالى فى بيع شركات البترول
«أرى
أن «عاطف عبيد» أجرم فى حق مصر ببيع الشركات الوطنية»، هكذا يحكم «عبد الهادى
قنديل» على فترة حكومة «عاطف عبيد»، مضيفاً: «كان هناك موقف من جانبى لإنقاذ شركات
البترول من مذبحة الخصخصة، فقد وقعت خناقة بينى وبين كل من: «عاطف صدقى» و«عاطف
عبيد»، قبل دخولى اجتماع مجلس الوزراء، والسبب أنني وجدت الدكتور «يوسف بطرس غالى» يحمل ملفًّا، وبالصدفة
البحتة سألته مازحًا: إيه الملف ده؟ ولم يكن وزيرًا وقتها، فقال هذا ملف به
الشركات المقرر طرحها للبيع، فطلبت منه الملف، ووجدت به 5 شركات بترول، وهى: إنبى
وبتروجت وشركة الطيران وغاز مصر والحفر المصرية، وكنت أعتبرها الدجاجة التى تبيض
ذهبًا لقطاع البترول وخزانة الدولة».
يستطرد «قنديل»
قائلاً: «دخلتُ الاجتماع غاضبًا، وطلبتُ إجابة فورًا عما يحدث من رغبة فى بيع
شركات البترول، فقالوا: إنهم يريدون تنشيط البورصة. وجاء ردى: البورصة لا تهمنى فى
شىء. وقلت سوف أتصل بالرئيس مبارك؛ لأنكم لا تعرفون أنكم تهدمون البلد.
والتقينا مع
الرئيس «مبارك» أثناء مناقشة موازنة الدولة، وكنتُ فى حالة صمت، فقال: ما سبب
صمتك؟ قلت: لأنهم يبيعون شركات البترول التى تحقق أعلى أرباح دون علمى. فقال: كيف
ذلك؟ قلت: أعطنى 10 دقائق أشرح ما تريد الحكومة ارتكابه من جريمة. وشرحتُ دور كل
هذه الشركات، وكيف أنها تتحمل نفقات كثيرة عن الدولة، وأنها تمثل وسيلة لتكسير
الأسعار التى تنافس الشركات المصرية.. فنظر الرئيس إلى الدكتور «عاطف صدقى»، وقال له: ابعد عن شركات
البترول.
وبعد خروجى من
الوزارة استبعدوا شركات البترول من برنامج الخصخصة، والذى تم التوسع فيه. والحقيقة
أن الرئيس «مبارك» رجل وطنى، وكان يستجيب لما يُعرَض عليه طالما كان فى الصالح
العام».
يقول «قنديل» :
الدكتور «حمدى البنبى» كان مهذبًا جدًّا، وفى إحدى الزيارات التى تتم للحقول قال:
يا افندم أنا عارف إنك بتفكر تشيلنى من رئاسة «جابكو». قلت له: يا حمدى، عبد
الناصر كان له كلمة شهيرة جدًّا، هى إنك بتاخد معلوماتك من بتوع البطاطا.. بطَّل
تقعد معاهم. يوم ما أفكر أشيلك، سوف أستدعيك فى مكتبى، وأواجهك بمبررات شيلك، وقلت
له: أنت وطنى، ولا يمكن أفكر فى ذلك.
وبعدها قمتُ
بترقيته لرئاسة هيئة البترول. ولو أنى خُيرتُ فى فترة ثانية، كنت أقارن بينه وبين
«جابر خليل»، وكان نائبًا، ويتولى رئاسة الهيئة فى غيابى، وكان من الممكن أن
أختاره رئيساً للهيئة، رغم أنه تجارى، ولكنه كان إداريًّا من الدرجة الأولى».
لا ينسى «قنديل»
أن من جاءوا بعده لم يبادلوه عرفانًا بعرفان، قائلاً: مَن جاء بعدى بداية من
الدكتور «البنبى» لم يُطلِقوا اسمى على حقل مثلما كنت أفعل وقت وجودى بالوزارة؛
خوفًا من أن يكون تركى للوزارة بسبب خلافات مع القيادة السياسية».
متابعاً: «سامح
فهمى» كان مديرًا عامًّا فى هيئة البترول، وكانوا تجاوزوا حقه فى الترقية لمنصب
نائب رئيس هيئة البترول. وجاءني والده - والذى كانت تربطه بى وبكل قيادات البترول
زمالة وصداقة حيث إنه كان يعمل فى قطاع البترول لفترة زمنية طويلة - فى نادى
هليوبوليس، وشكا لى وكنت خارج الوزارة، فاتصلت بـ«فاضل عثمان»، وكان نائب رئيس
هيئة البترول للشئون الإدارية، وسألته عن سبب تجاهل ترقية سامح فهمى، فقال: البنبى
رافض الترقية، فطلبت منه أن يكتب اسمه ويتركه لـ«البنبى»، إن أراد أن يشطبه
فليشطبه هو. وقلت: لو هو رفع قضية سوف يكسبها؛ لأنه الأقدم، فاعمل ما عليك، واترك
الباقى لله». وبالفعل تم ترقيته نائبًا لرئيس الهيئة العامة للبترول التخطيط.
على ذكر
«البنبى» قال «قنديل»: «نصحته مرة واحدة بعد خروجى من الوزارة ولم يستجب لكلامى
فلم أكررها»، موضحاً: كانت تلك المرة عندما قرر تعيين الدكتور «مصطفى شعراوى»
رئيسًا لهيئة البترول، وقلت له: «بلاش». قال: لا سوف أعينه. قلت: سوف تدفع مصر
الثمن. وكان للأمانة مصطفى شعراوى مهندسًا ماهرًا فى تقييم الخزانات فى الحقول،
ولكنه لم يكن إداريًّا مسموع الكلمة من الأجانب، وقد كان، حيث ترك الحبل على
الغارب للشركات الأجنبية، فتغولت، بعدما أمر قيادات الشركات المصريين بترك الجانب
الأجنبى يعمل ما يريد».
ضعف القيادات
أدى إلى زيادة نفوذ الأجانب
ينتقل «قنديل» للحديث عن قضية أخرى، وهى
«الشركات الأجنبية»، قائلاً: «تزايُد نفوذ الشركات الأجنبية يأتى لسبب واحد هو ضعف
القيادات التى تتولى رئاسة الشركات، وأذكر المهندس «توفيق شوقى»، وكان رئيسًا
لشركة «جابكو» قبل أن يتولاها الدكتور
«حمدى البنبى»، و«سمير تادرس»، وكان رئيسًا لشركة «سوكو»، ثم «بدر الدين». وكان
الأجانب يخشونهم ويعملون لهم «ألف حساب»، وهذا هو الفارق بين قيادة وأخرى. كما أرى
أن تزايد نفوذ الأجانب أدى إلى قيامهم بزيادة الإنتاج من الحقول، بما يمثل
استنزافًا لها، ويستهدفون من ذلك سرعة استرداد النفقات مع تحقيق مكاسب سريعة، دون
النظر إلى مصلحة مصر. والإنتاج الزائد خطأ كبير؛ لأنه يهدد عمر الحقول. ولكن أرى
أنه تحت أى ظرف لا يتم الإنتاج أكثر من اللازم، وإن كنت أعلم أن هناك ضغوطًا كانت
تُمارس على القطاع خلال السنوات الماضية؛ للقيام بدور ليس دوره، وهو تحمل فاتورة
الدعم، ولم يكن يستطيع سداد مستحقات الأجانب، التى تراكمت، وأدت إلى تزايد نفوذ
الأجانب».
إقرأ في الحلقة
19
عارضت تصدير
الغاز لإسرائيل .. فأقالنى مبارك من
الوزارة
قررت حجب كل
المعلومات عن الاحتياطيات حتى لا تبتزنا إسرائيل أو غيرها
تصدير الغاز
الطبيعى لإسرائيل مستحيل أن يكون قرار وزير أو رئيس وزراء بل قرار سياسى
لهذا السبب
قبلتَ بتصدير البترول وقت وجودي فى الوزارة وبعد عام 2000 انتقدت تصدير الغاز
الطبيعى
مبارك قال لى في
1991 : نريد أن نصدّر غازًا طبيعيًّا لإسرائيل. فقلت له: نحن فى احتياج إليه
تصدير الغاز
جريمة وسبق أن رفضتها
لم نأتِ إلى
المناصب بالبراشوت كما حدث بعد ذلك
لاأعرف سبب
تعيين البنبي رئيسًا لشركة «جابكو» مرة واحدة
قررت ترك من جاء
بهم البنبي داخل إدارة خاصة بهم، فأطلق العاملون عليها «الإسبتليا»