
أسامة داود يكتب: عفوية وزير سعودي تلهب مشاعر الآلاف.. وفي مقدمتهم الرئيس السيسي

مصر مش بس فيها حاجة حلوة.. دي كلها حلوة!
كلمات بسيطة وعفوية نطق بها مواطن عربي قومي يحمل لقب أمير سعودي، لكنها مست أوتار قلوب الآلاف خلال مؤتمر "إيجبس"، في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي.
"مصر مش بس فيها حاجة حلوة... دي كلها حلوة"؛ بهذه الكلمات عبّر الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، عن مشاعره تجاه مصر، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي انعقد تحت رعاية وبحضور رئيس الجمهورية، إلى جانب آلاف القيادات بقطاعات الطاقة من مصر والعديد من دول العالم.
كانت كلماته نابعة من القلب، تعكس انتماءه العروبي وتأكيده على أنه حتة من مصر مثلما كل مصرى حتة من السعودية، واصفًا الشعب المصري بأنه يحفظ العِشرة والعيش والملح، ولا يحمل في قلبه إلا الخير للأمة العربية والإسلامية، بل وللعالم أجمع.
عزف الوزير السعودي على أوتار قلوب الحضور، فضجت القاعة بالتصفيق الذي تخلل كلماته مرارًا. لم تكن كلماته مصطنعة، وإلا لما لامست القلوب بهذا الشكل؛ فقد عبرت مشاعره الصادقة، التي تجسدت حتى في حفظه لأغنيات مصرية تدعو للترشيد منذ سبعينيات القرن الماضي، حين كان يعيش في مصر ويعتبرها بلده الثاني، ويردد كلماتها بعفوية، مستذكرًا أصالة وطيبة شعبها.
في حديث جانبى مع المهندس سامح فهمي، الذي كان حاضرًا المؤتمر وجلس في المقعد الخلفي لرئيس الجمهورية لدوره البارز في وضع أسس أهم مشروعات قطاع البترول المصري، ومنها وحدات الإسالة التي تمثل ورقة رابحة في علاقات مصر مع قبرص وغيرها في اتفاقيات استقبال الغاز، سألته عن معرفته بالأمير عبد العزيز وعن مدى ارتباطه بمصر، فقال:
"عرفت الأمير عبد العزيز عندما كان مستشارًا لوزير الطاقة السعودي، حيث كان يمثل المملكة في اجتماعات منظمة أوبك وبعد انضمام مصر كمراقب ، كنت ألتقي به في اجتماعات المنظمة، وكان يجلس إليّ ليحدثني عن مصر، التي وجدتها تعيش فيه كما تعيش في قلب كل مصري مخلص. علمت أن مصر بطيبة شعبها وعشريته وحبه للخير.. وهى شهادة تكشف المعدن الأصيل للأمير السعودي.
إنها مصر
مصر هي اليد الحانية التي تربّت على صدور الضعفاء، وخيرها ينساب كصَيِّبٍ من البركة تجود به السماء، فتؤتي الأرضُ ثمارها، فتسدُّ جوع البشر والأنعام والطير.
فهي أرضٌ تُنبت، وشعبٌ يجود، وقلوبٌ تحمل الخير والحب، فهنيئًا لمصر بأرضها وشعبها وجيشها، التي كانت ولا تزال، بإذن الله، سلة غذاء العالم في أوقات الشدة والجدب والكساد. ولم تفعل كما تفعل دولٌ أخرى، مثل أمريكا، التي تلقي بالقمح في البحر للحفاظ على سيطرتها، بينما يموت الملايين جوعًا. ألا لعنة الله على الظالمين.
مصر قد تمرض ولكنها لن تموت ولن تتفكك، لأنها تعيش في قلوب العالم، ويدها لم تمتد يومًا بأذى لأحد، بل دائمًا بالخير.
مصر، تلك الدولة التي تحافظ على أمن وحدود جيرانها، لم تطمع يومًا في شبر من أراضي الغير، ولم تتخلَّ عن دورها في دعم الدول العربية. ويشهد التاريخ على ذلك، فكما قال أحمد بن بلة قائد ثورة الجزائر وأول رئيس لها بعد الاستقلال عام 1962، لم يقدم أحد يد العون للجزائر في حرب التحرير من الاستعمار الفرنسي سوى مصر وزعيمها جمال عبد الناصر.
ولم ينسَ الجزائريون ذلك الجميل، فحين جاءت حرب أكتوبر 1973، وقّع الرئيس هواري بومدين على عقود مفتوحة للاتحاد السوفيتي لتمويل صفقات السلاح لمصر، بينما تدفقت ناقلات النفط الجزائري والسعودي دعمًا لها. ولم يكن أحد في العالم يعلم بموعد الحرب سوى بومدين والملك فيصل بن عبد العزيز، ثقةً في رموز عربية تعشق مصر، أرضًا وشعبًا وتاريخًا.
تحية إلى مواطن عربي أمير سعودي، خطّ بقلبه، وبعفوية مخلصة، رسالة حب لمصر، شعبًا وأرضًا.
usamadwd@yahoo.com
واتس 01001406522