
أسامة داود يرصد : موكب الوزير في "حياة كريمة": سيارات فارهة وطائرة خاصة في قطاع يعاني الاختناق المالي

في مشهد يعكس الفجوة بين الواقع الصعب الذي يعيشه قطاع البترول والشكل الفاخر الذي تُدار به تحركات المسؤولين، تشهد اليوم محافظة أسوان استعدادات مكثفة لاستقبال وزير البترول ورؤساء الجهات التابعة، ضمن فعاليات افتتاح أحد مشروعات "حياة كريمة" بقرى مركز كوم أمبو والتى تولت تجهيزها إحدى شركات قطاع البترول.
4 سيارات باچيرو فارهة انطلقت صباح الجمعة من القاهرة إلى أسوان، لتصل مساء اليوم نفسه، استعدادًا لنقل : الوزير ومرافقيه، رئيس القابضة لجنوب الوادى وباقى القيادات، ورئيس مجلس إدارة شركة الطفلة الزيتية، إلى موقع الحدث.
وفي الوقت نفسه، سافر أعضاء مجلس إدارة شركة الطفلة الزيتية قبل يوم كامل من موعد الزيارة للتجهيز والاستقبال، بينما سافر قيادات وزارة البترول صباح اليوم على متن طائرة مخصصة من شركة خدمات البترول الجوية.
اللافت أن سفر السيارات من القاهرة إلى أسوان جاء لأسباب بروتوكولية محضة، حيث لم يُستخدم أي منها في النقل بين المحافظات، بل جرى تجهيزها خصيصًا لنقل القيادات من المطار إلى موقع الفعالية في موكب فاخر، في وقت تشكو فيه شركات البترول من تقليص النفقات، وتراكم المديونيات، وتعطّل مشروعات التطوير بسبب نقص التمويل.وكان الادعى أن توجه تلك النفقات لزوم الوجاهة إلى تنمية قرية أخرى من قرى الصعيد.
فهل تتماشى هذه المظاهر الاحتفالية المكلفة مع الواقع المتردي للقطاع؟
أم أن رسائل "الهيبة" أهم عند القيادات فى قطاع البترول من مواجهة التحديات الفعلية؟