
أسامة داود يكتب : زيارات الوجاهة والاستعراض الإعلامي لوزير البترول ( 2 )

تكبدت زيارة أسوان اليوم نفقات ضخمة شملت استئجار طائرة خاصة تُسدَّد تكلفتها بالدولار
توفير سيارات فارهة من نوع "باجيرو" بعضها مملوك لشركات تابعة للقطاع وبدلات سفر وإقامة للمرافقين
في مشهد يعكس إنفاقًا مبالغًا فيه، شهدت محافظة أسوان اليوم زيارة رسمية لوزير البترول، يرافقه وفد من قيادات القطاع، لافتتاح تجمع سكني يضم 30 منزلًا فقط بقرية "الطوناب" بمركز إدفو.
المفارقة أن محافظ أسوان لم يشارك في الزيارة ميدانيًا، مكتفيًا باستقبال الوزير في مكتبه، وأوفد السكرتير العام لمرافقة الوفد، وهو ما يعكس رؤية محلية ترى الحدث دون المستوى المطلوب لحضور رسمي رفيع.
بحسب مصادر مطلعة، تكبدت الزيارة نفقات ضخمة شملت استئجار طائرة خاصة من شركة خدمات البترول الجوية، تُسدَّد تكلفتها بالدولار، فضلًا عن مصروفات إعداد وتأمين، تضمنت توفير سيارات فارهة من نوع "باجيرو"، بعضها مملوك لشركات تابعة للقطاع، إلى جانب بدلات سفر وإقامة للمرافقين.
يثير هذا النمط من الزيارات تساؤلات حول مبررات هذا الإنفاق، خاصة أن المشروع لا يتجاوز كونه تجمعًا محدودًا يمكن افتتاحه عبر مسؤول محلي دون الحاجة لتحرك الوزير والقيادات المركزية، وهو ما كان سيُجنّب الدولة هذا الكم من المصروفات، ويُعيد توجيهها نحو دعم مشروعات أكثر اتساعًا وجدوى.
هذه الزيارات التي تُغلَّف بطابع الوجاهة والاستعراض الإعلامي تستهلك موارد حقيقية، وتفتح الباب لانتقادات مشروعة بشأن أولويات الإنفاق في قطاعات الدولة.
فبينما يُصوَّر افتتاح المشروع باعتباره إنجازًا، يغيب عن المشهد أن هذه الموارد كان من الممكن استثمارها في توسيع نطاق الإسكان الريفي أو تدشين تجمعات سكنية جديدة لأهالي الصعيد.
إن ما حدث ليس سوى نموذج لتغليب الشكل على الجوهر، والاستثمار في الصورة لا في الأثر، في وقت أحوج ما تكون فيه الدولة إلى ترشيد مواردها وتحقيق أقصى عائد اجتماعي واقتصادي من كل جنيه يُنفق.