السبت ١٤ / يونيو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب : جنوب الوادى للبترول من شركة واعدة إلى كيان مُجمّد

أسامة داود يكتب : جنوب الوادى للبترول من شركة واعدة إلى كيان مُجمّد

قبل ما يقرب من ربع قرن، تأسست شركة جنوب الوادي القابضة للبترول على يد المهندس سامح فهمي، برؤية طموحة لتكون الذراع الاستكشافي والتنموي للدولة في مناطق الصعيد والبحر الأحمر، في خطوة جريئة لكسر احتكار النشاط البترولي في منطقتي الصحراء الغربية وخليج السويس.

لكن مشهد اليوم يطرح علامات استفهام مقلقة حول مستقبل الشركة:
هل يتم تفريغ الشركة من مضمونها؟ أم أن هناك نية مبيتة لتجميد دورها أو تصفيتها بهدوء بأسلوب "الخطوة خطوة"؟

المقاعد خالية؟
نيابات الإنتاج والعمليات، والمشروعات، والمالية، والرقابة على الشركات، ومساعد رئيس الشركة للاتصالات والمعلومات، كلها خالية منذ شهور، وبعضها تجاوز العام. وقبل أسابيع فقط، تم شغل منصب نيابة الاستكشاف، الذي ظل شاغرًا لفترة طويلة أيضًا.

كان آخر من شغل نيابة الإنتاج والعمليات في "جنوب الوادي" المهندس نبيل صلاح والذى يشغل حاليا موقع رئيس شركة أمل البترول و لم يتم تعيين خلف له، لتظل أهم نيابة تشغيلية شاغرة فعليًا. وتبعه خلو موقع نائب المشروعات، بعد خروج المهندس معتز خليل آخر مسؤول عنه إلى التقاعد، ليُغلق الملف إلى أجل غير مسمى.

أما نيابة المالية، فحدّث ولا حرج. فقد مرّ نحو ثمانية أ أشهرعلى خلو هذا المنصب والذى يُعد شريانًا أساسيًا في كيان قابض يشرف على شركات إنتاج واستكشاف.
الأخطر أن وزارة البترول لم يهتز لها جفن أمام إبقاء

كل تلك المواقع شاغرة، وكأن الهدف هو إضعاف الهيكل لا إنعاشه. كما خلا أيضًا موقع نائب الرقابة على الشركات منذ أكثر من عام ونصف.

هل تجاهلت الوزارة "جنوب الوادي" عمدًا؟
الحركة الأخيرة التي أجرتها الوزارة لاختيار مديري العمليات في عدد من شركات الإنتاج، تجاهلت بشكل لافت ترشيحات من "جنوب الوادي"، ما يعزز الانطباع بأن الشركة باتت خارج خريطة التأثير داخل قطاع البترول، رغم أنها العباءة التي تعيش داخلها شركات إنتاج مهمة، أبرزها "بتروجلف" التي يتجاوز إنتاجها 30 ألف برميل يوميًا من الزيت الخام.

حتى قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي يُفترض أن يكون منصة للتطوير الرقمي، لم يظهر له دور فاعل في ظل غياب قيادة له.

تجميد أم تصفية؟
غياب التعيينات، وتهميش الأدوار، وعدم إدراج الشركة في خطط تطوير أو إعادة هيكلة علنية، كلها مؤشرات لا يمكن فصلها عن سؤال جوهري:
هل هناك توجه غير معلن نحو تجميد دور الشركة تمهيدًا لتصفيتها؟

الإجابة لا تزال في طي الكتمان، لكن المؤكد أن ما لا يُعلَن رسميًا يتم تنفيذه عمليًا، بخطوات صامتة تُفقد الشركة تدريجيًا مكانتها وقيمتها.

إلى وزارة البترول: هل ما زال هناك إيمان بدور "جنوب الوادي القابضة"؟ أم أن مصيرها تقرّره اعتبارات لا تُطرح للنقاش العام؟

وإلى الرأي العام والبرلمان، أسأل:
ما مصير تلك الشركة حين تفقد دورها وتُترك للنسيان؟