الخميس ١٩ / يونيو / ٢٠٢٥
من نحن اتصل بنا التحرير
×

أسامة داود يكتب: خالد محمد شوقي شهيد الواجب وبطل العاشر من رمضان

أسامة داود يكتب: خالد محمد شوقي شهيد الواجب وبطل العاشر من رمضان

في زمن قلّت فيه النماذج الملهمة، يخرج من بين صفوف البسطاء بطل حقيقي يُعلّم الجميع معنى الفداء والإيثار. السائق خالد محمد شوقي لم يتحدث كثيرًا عن الشجاعة.. بل جسّدها. لم يطلق شعارات عن التضحية.. بل قدّم روحه ثمنًا لإنقاذ مدينة بأكملها من كارثة محققة.

في واقعة لن تنساها مدينة العاشر من رمضان،  شبّ حريق مفاجئ داخل محطة وقود نتيجة انفجار خزان شاحنة محمّلة بالمواد البترولية، وهو ما كان ينذر بانفجار ضخم قد يُفني الأرواح ويُحيل المنطقة إلى كتلة لهب. ولكن وسط ألسنة النيران والذعر، اندفع خالد شوقي إلى مقعد القيادة، وأدار الشاحنة المشتعلة بنفسه ليُبعدها عن المحطة والمنازل المجاورة. لم يفكر في عمره، ولا في حريق يلتهم جسده، بل كان كل ما يشغله هو حماية أرواح الآخرين.

وبفضل شجاعته النادرة، تمكّن من إخراج الشاحنة إلى الشارع، مانعًا انفجارًا كان سيحصد العشرات من الأرواح. نُقل بعدها إلى مستشفى أهل مصر متأثرًا بحروق بالغة، ليُفارق الحياة شهيدًا للواجب، وبطلًا لن يُنسى.

هذا الموقف البطولي يجب ألا يمر مرور الكرام، ولا يكفي فيه النعي الرسمي. إن أقل ما يستحقه هذا الشهيد هو تكريم يليق ببطولته، وتكفل الدولة برعاية أسرته، ليكون ذلك رسالة واضحة لكل شباب مصر: أن هذه دولة لا تنسى من يضحون من أجلها.

نطالب وزارة البترول والثروة المعدنية، وهي الجهة التي تنتمى إليها محطة الوقود بإعتبار أن كل محطات الوقود تتبع من الناحية الفنية وزارة البترول وهيئتها.. بصرف النظر عن تبعية هذا البطل الى شركة توزيع اوأى جهة ، بأن تتولى رعاية أسرته رعاية كاملة، سواء عبر تعيين من يعول أبناءه ووالديه، بالإضافة الى  صرف معاش شهري يضمن لهم حياة كريمة تليق باسم "شهيد إنقاذ محطة العاشر من رمضان".

إن خالد محمد شوقي لم ينقذ فقط محطة وقود، بل أنقذ معها أرواحًا ومنازل وقلوبًا كانت ستُحطم من بعده. ترك درسًا في الشجاعة يتوجب علينا جميعًا أن نكرّمه لا بالكلمات، بل بالفعل.

المجد للبطولة، والخلود لذكراك أيها السائق النبيل.