أسامة داود يكتب: الكفاءة لا المحاباة : شهادة حق فى مسيرة الأخوين فهمي و الاخوين لطفي

أسامة داود يكتب: الكفاءة لا المحاباة : شهادة حق فى مسيرة الأخوين فهمي و الاخوين لطفي

في كل مرة يتبوأ فيها شقيقان مواقع متقدمة في هيكل إداري واحد فى مؤسسة ما، تتعالى الهمسات وتنتشر الشائعات. أصوات اعتادت أن تفسر كل نجاح بمحاباة، وتختزل مسيرة طويلة من الكفاءة والعمل في رابطة دم. لكن الحقائق غالبًا ما تكون أبسط وأوضح من هذه الاتهامات المبطنة.


عندما تولى المهندس وائل لطفي رئاسة شركة إنبي، في الوقت الذي كان شقيقه وليد لطفي يقود بتروجت، كان الأمر بالنسبة لي مثار استغراب. فالشركتان تمثلان جناحي وزارة البترول: إنبي في التصميمات، وبتروجت في تنفيذ المشروعات. وبينما يكمل كل منهما الآخر في كثير من الأعمال، كما أن المنافسة بينهما في بعض مشروعات ABC  التى كانت تظفر بها شركة بتروجت – أي من التصميم حتى التنفيذ الكامل – كانت حافزًا لرفع الأداء.


يومها سألت المهندس العظيم كمال مصطفى، الذي خبر التعامل مع إنبي و من قبلها بتروجت لأكثر من 17 عامًا عن الأخوين لطفى، لما أعرفه عن وضوحه وحياده. وكان جوابه حاسمًا: «أشهد بكفاءتهما ونزاهتهما». ومن خلال متابعتي لعمل القيادتين، وجدت أن النتائج التي تحققت أكبر من أن يُساء إليها بحديث عن تمتعهما بمحاباة مراكز القوى التى كانت تسيطر على القطاع خلال السنوات السابقة أو مجاملة من أحد وإن كنت أرى أن إنتقاد أى قيادة فى موقع عام  هو حق للجميع .. ولكن يجب أن يكون النقد موجه للأداء واتخاذ القرارات وتضارب المصالح والمحاباة إن وجدت وليس لعلاقاتهما كأشقاء.

المشهد ذاته سبق وأن تكرر مع الأخوين سامح وهادي فهمي. فقد عرفت هادي فهمي نائب رئيس الهيئة للشؤون الإدارية قبل أن يصبح شقيقه سامح فهمي وزيرًا للبترول. وكان سامح قد انتقل من نيابة الهيئة للتخطيط والمشروعات إلى مشروع ميدور، وحوَّل تضاريس جبلية إلى أحد أحدث معامل التكرير في المنطقة، بمساعدة خبير التكرير الكبير المهندس سعد عبد المجيد وأخرون.

ومع وصول سامح إلى الوزارة، فى عام  1999 بدأت الأقاويل تتردد حول محاباته لشقيقه وكأنه وراء تسكينه فى موقع النائب!. لكن الحقيقة أن صعود هادي إلى نيابة الهيئة كان فى عهد الدكتور حمدى البنبى وقبل زمن من تولي سامح الوزارة، أما نقله لاحقًا لرئاسة مصر للبترول فكان تكليفًا أصعب على نفس هادى فهمى الذى وجد نفسه فى موقع أقل من منصبه السابق؛ إذ كان رأى سامح فهمى أن الشركة بحاجة إلى صرامة هادي وانضباطه، فتحمل الأخير المسؤولية بصمت.

الخلاصة أن صعود الأخوين فهمي والأخوين لطفي إلى مواقعهم القيادية لم يكن هدية، بل استحقاقًا مهنيًا أكدته إنجازاتهم. أما التشكيك في جدارتهم فلا يصمد أمام واقع يشهد لهم بالكفاءة قبل أي شيء آخر.