خالد الغزالي حرب يتكلم عن الغاز المصري

خالد الغزالي حرب يتكلم عن الغاز المصري

نشر المهندس خالد الغزإلى حرب وكيل أول وزارة البترول للشئون المالية الأسبق، رأيه عن الغاز المصري وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك " قائلاً:

رأي في موضوع الغاز وهو موضوع كبير ومعقد ، سأحاول ان اسرد روؤس موضوعات قدر استطاعتي ومن خلال واقع عشت جزءا منه :

 ⁃ من حيث المبدأ ليس شرطا ان تتوفر للدولة مصادرها الذاتية من البترول والغاز، لذا تلجأ العديد من الدول الي استيراد كل او بعض احتياجاتها من الخارج .

 ⁃ مصر لديها احتياطيات من البترول الخام عندما يتم تكريرها في معاملنا تكفي جزءا بغطي اكثر من ٥٠ ٪؜ من احتياجات البلد من المنتجات البترولية كالسولار و البوتاجاز و وقود السيارات والباقي يتم استكماله بالاستيراد من الخارج او شراء نصيب الشريك وبالتأكيد فان حصة الدولة التي هي ملك للشعب يكون لها تاثير حاسم في تخفيف اثر سعر الاستيراد.

 ⁃ اما بالنسبة للغاز والذي بدأت بوادره مع حقبة الثمانينات ثم الإعلان منح اتفاقيات حملت في طياتها تسهيلات للبحث والاكتشاف ثم تطورت الاكتشافات مع التسعينيات ومع نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة وإتمام انشاء مصانع تسييل الغاز LNG 1,2 وكذلك انشاء مصنع دمياط مع الشركاء الاجانب صاحب ذلك المبالغة الشديدة في تقدير احتياطي مصر من الغاز الطبيعي بعكس كل التقديرات العلمية المتحفظة ( وشهودها بعضهم توفاه الله ولكن شهادتهم كانت واضحة لأجل الله والوطن وعلي رأسهم المهندس شريف إسماعيل وربما يكون قد دفع ثمن ذلك ، وبعض الشهود ما زالوا احياءً قد أسكتهم ذهولهم عن كم لي الحقائق ) ، وطبعا كان من المتاجرة بذلك القول بان لدينا فائض للتصدير لاسرائيل حيث اختلط في ذلك الرغبة في تحقيق مكاسب هائلة ووضع معادلات سعرية تهدر موارد الدولة جنبا الي جنب مع التحالف مع بعض كبار رجال الأعمال والتقرب من السلطة السياسية .

 ⁃ احقاقا للحق فان قضية تصدير الغاز لاسرائيل كانت في النهاية قضية سياسية بحتة لا تمت للحقيقة بصلة واختلط فيها الحابل بالنابل ولكن المؤكد انه لم يتم تطبيق السعر المنخفض مع إسرائيل وحتي بعد تعديل السعر لم نستطع ان نوفي بالتزاماتنا لنقص الغاز الشديد عن كل التقديرات المعلنة .

 ⁃ لم يمنع ذلك مصر من الموائمة نحو إشباع حاجة السوق المحلي من الكهرباء اساسا وقليل من الصناعة والقيام بتصدير شحنات مشتركة مع الشركاء الاجانب حققت للدولة خلالها قدرا كبيرا من العملات الاجنبية كانت الدولة في امس الحاجة اليه لتمويل واردتها من المنتجات البترولية الاخري .

 ⁃ في غضون ذلك ومع التناقص المستمر في كميات الغاز وعدم وجود حقول تعويضية ، برز الي السطح اكتشاف ( ظهر ) بواسطة شركة إيني الإيطالية وهنا كانت الطامة الكبري والتسرع في إعلان ارقام خرافية واستبعاد كل الأصوات الخبيرة التي تنادي بالتريث وابعادها عن دائرة اتخاذ القرار ، لدرجة ان مدير او رئيس او مسؤول الشركة الإيطالية الذي كان ينتظر علي باب رئيس القابضة للغازات الطبيعية طالبا لقاءه، كان يتم اصطحابه من الطائرة الي رئاسة الجمهورية واخذ التوصيات بصرف النظر عن أراء الخبراء التي ذهبت ادراج الرياح.

 ⁃ ترتب علي ذلك الاسراع في برنامج الانتاج بصرف النظر عن آثاره المدمرة علي العمر الافتراضي للحقول وترتب علي ذلك ايضا ارتفاع تكلفة الحفر وعمليات التنمية الي ارقام فلكية ، ولأن الشريك الاجنبي هو الذي يقوم بالتمويل ويقوم باسترداد ما صرفه بالاضافة الي ارباحه وذلك في صورة عينية تمثل نسبة من الغاز قد تصل الي النصف يتحصل عليها ثم يقوم باعادة بيعها لك .

 ⁃ في نفس الوقت لم يتم التعامل مع باقي الشركاء بنفس المستوي وتأخرت مستحقات الشركاء الاجانب وانخفض الصرف علي عمليات التنمية ودار الجميع في دائرة مغلقة وصل فيها انتاج الغاز الي حوالي ٤ مليار قدم مكعب بعد ان تعدي ٧ مليار في وقت من الأوقات وفي نفس الوقت زاد استهلاك البلد من الغاز الطبيعي.

 ⁃ تزامن ذلك مع اكتشافات هائلة من الغاز الطبيعي في إسرائيل كان لابد من تصريفها باقل تكلفة ومع وجود خط غاز الشرق الذي تم انشاؤه لتصدير الغاز الي الأردن ووجود مصانع تسييل الغاز في مصر فكان ذاك حلا مثاليا لجميع الأطراف لاستخراج الغاز من حقول إسرائيل وضخها عبر الأنابيب الي مصر جزءا يسيرا في البداية للسوق الحلي في مصر والباقي يتم تسييله عبر محطات التسييل المصرية والفائدة تعم علي الجميع .

 ⁃ مع الانهيار الكبير في انتاج الغاز كان من الطبيعي ان تتجه هده الواردات للسوق المصري ، انني من حيث المبدأ لا اجد غضاضة في استيراد الغاز من العدو الاسرائيلي إذا كان ذلك يحقق فائدة كبيرة وهو كذلك فعلا لانه يتم نقله من الحقول مباشرة عبر الأنابيب الأمر الذي يصل بتكلفته الي اقل من ٥٠٪؜ من سعر الغاز المسال المستورد .

 ⁃ ان وجود علاقات اقتصادية مع العدو يمكن استغلاله بصورة ايجابية وايضا سلبية فاحتياج العدو لتصديره لا يقل عن احتياجك لاستيراده للميزة التنافسية للسعر ، المهم ان تضع سقف لهذا الاستيراد بما بمثل نسبة معينة من احتياجاتك بحيث لا يمس أمنك القومي إذا ما توقف العدو عن ضخ الغاز مع توافر مصادر اخري وهي الغاز المسال .

الخلاصة :- ان إسرائيل ترتبط معنا بعلاقات دبلوماسية كدولة وذلك لا ينفي انها عدونا الاول ولكن هناك فائدة مؤكدة محققة لنا وفقد هذه الفرصة لن يحل خلافاتنا الاستراتيجية كما انه سيدفعه لزبائن آخرين يرفعون شعارات الموت لاسرائيل 

        -كذلك ان ربط المواضيع العلمية والتقنية وعمليات البحث والاكتشافات البترولي ، بالتقرب من المسئولين عن ادارة الدولة والخروج بها الي حيز الدعاية والإعلان وخداع الشعب بنشر بيانات واخبار ابعد ما تكون عن الحقيقة له اثار مدمرة علي جميع الأطراف ومحاولة اخذ مكان اكبر بكثير من مكاننا الحقيقي علي خريطة الطاقة العالمية وجعلنا مركز توزيع وتجاري عالمي هو علي سبيل اللعب والاستهزاء بمشاعر الناس.

الموضوع كبير ومتشعب ويحتاج الي الصدق والشفافية من خبرائنا وهم كُثر ولكن صمتهم أبلغ من كلامهم .