أسامة داود يكتب: آدم مطاوع.. الملاك الصغير الذي خطفه "جيت سكي" متهور.. والعدالة تنتظر 9 سبتمبر

أسامة داود يكتب: آدم مطاوع.. الملاك الصغير الذي خطفه

في 18 يوليو الماضي، كان الطفل آدم إبراهيم مطاوع يلهو على شاطئ قرية "مرسيليا بيتش 4" بالساحل الشمالي، بين أسرته وأصدقائه، يرسم بضحكاته مشهدًا من البراءة النقية. لم يكن يعرف أن لحظة عابرة ستسرق منه الحياة، وتترك وراءه جرحًا مفتوحًا في قلب أسرته، وصرخة مدوية في ضمير المجتمع.


تفاصيل المأساة

في ذلك اليوم المشؤوم، قادت المتهمة م. أ دراجة مائية "جيت سكي" بسرعة جنونية داخل نطاق مخصص للمصطافين، لتصدم الطفل آدم، وتُنهي حياته على الفور، بينما أُصيب ثلاثة أطفال آخرون بإصابات متفرقة.

تحولت لحظة اللعب والمرح إلى مأساة دامية، خيمت على المكان وأرعبت كل من شهد الحادث، وأيقظت أسئلة مؤلمة حول غياب قواعد الأمان والفوضى التي قد تحول الشواطئ إلى مصائد موت.


أمام منصة العدالة

القضية، المقيدة برقم 2336 لسنة 2025 جنح قسم شرطة العلمين، وصلت إلى ساحة القضاء، حيث تنظرها محكمة جنح العلمين. وخلال جلسة أمس الثلاثاء، قررت المحكمة حجز الدعوى إلى 9 سبتمبر المقبل للنطق بالحكم، في انتظار كلمة العدالة التي يترقبها الجميع.

وخلال الجلسة السابقة، فجر إبراهيم دراز، دفاع أسرة المجني عليه، مفاجأة بطلبه إعادة الدعوى إلى النيابة العامة لإدخال شقيقة المتهمة ر. أ. س كمتهمة أصلية في القضية، مستندًا إلى عقد استئجار "الجيت سكي" المقدم للمحكمة، والذي وقعته الشقيقة متحملة فيه المسؤولية الجنائية والمدنية الكاملة.

كما لفت الدفاع إلى تعرضه وزملائه لاعتداء لفظي من المتهمة وشقيقتها عقب الجلسة، مطالبًا باستدعاء مأمور قسم شرطة العلمين لسماع شهادته حول تنفيذ قرار النيابة الجزئية بين 19 و21 أغسطس، والتصريح باستخراج صورة رسمية من دفتر أحوال القسم لتأكيد ما إذا كان القرار قد نُفذ أم لا، استنادًا إلى المادة (52) من قانون الإثبات وضمانات حق الدفاع بالمادة (96) من الدستور.


صرخة براءة

رحيل آدم لم يكن مجرد حادث مؤلم، بل جريمة هزّت الوجدان، لتصبح قضيته اختبارًا للجميع، ورسالة إلى المجتمع بأسره: أرواح الأطفال ليست مجالًا للتهاون، وحمايتهم مسؤولية دولة ومجتمع وأسرة.

إن مأساة "الملاك الصغير" لا يمكن أن تُختزل في أروقة المحاكم، فهي أيضًا جرس إنذار يفرض إعادة النظر في معايير السلامة على الشواطئ، ووضع حدود صارمة لوسائل الترفيه التي قد تتحول في لحظة إلى أدوات قتل.


9 سبتمبر.. يوم الحقيقة

في التاسع من سبتمبر، ستقف العدالة أمام ضميرها الذى نطمئن ليقظته لتقول كلمتها