
أسامة داود يكتب: رجال الدولة الذين حركوا المياه الراكدة

فى زحام الشكاوى المتراكمة وتعقيدات البيروقراطية التي طالما أرهقت صغار مستصلحي الأراضي، برزت وجوه جديدة داخل الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، وجوه أثبتت أن القيادة ليست مجرد موقع وظيفي، بل هي رؤية وقدرة على الفعل.
حين التقيت بالعميد عمرو ياسين، رئيس الإدارة المركزية لشؤون رئاسة الهيئة، اكتشفت أنني أمام قيادة واعية، تملك مهارة إذابة جبل الجليد الذي تراكم بين المزارعين البسطاء والملفات المجمدة. الرجل استطاع أن يفتح نوافذ الأمل أمام آلاف من أصحاب الحيازات الصغيرة، ممن استوفوا أوراقهم، لكنهم ظلوا سنوات طويلة في انتظار "الفرج". بجهده تحركت المياه الراكدة، وصارت الأحلام أقرب إلى التحقق.
ولم يكن هذا الإنجاز ليتحقق دون دعم وتوجهات العميد د. أحمد محمد السيد، المدير التنفيذي للهيئة، الذي رسخ مبدأ أن التنمية الزراعية لا يمكن أن تستقيم إلا إذا شعر المواطن بأن الدولة تقف إلى جانبه. الرجل وضع لمسته على ملفات شائكة، وحوّلها إلى حلول عملية يشعر بها الناس على الأرض.
ويأتي اللواء فتحي السيد، رئيس قطاع الملكية والمشروعات الزراعية، كأحد الأعمدة التي ساهمت في ضبط إيقاع العمل وإعطاء كل صاحب حق حقه، بما يعكس صرامة القانون وإنسانية التطبيق في الوقت ذاته.
أما المهندس أحمد فاروق، من شباب الهيئة، فقد جسّد صورة الجيل الجديد من الكوادر الواعدة، التي لا تكتفي بمتابعة الروتين، بل تتعامل مع كل ملف باعتباره تحديًا شخصيًا، يترجم فيه شعار "خدمة المواطن أولًا".
إن ما يقدمه هؤلاء المسؤولون لا يقتصر على إنهاء إجراءات أو توقيع أوراق، بل يعيد صياغة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. لقد أثبتوا أن القيادة الواعية قادرة على تحويل الشكاوى إلى قصص نجاح، وأن التنمية الزراعية ليست مجرد مشروعات على الورق، بل واقع يلمسه الناس في حياتهم اليومية.