
سعر الذهب عيار 21 يرتفع 80 جنيها الأربعاء 3 - 9 - 2025

سجلت أسعار الذهب في الأسواق المصرية والعالمية ارتفاعا تاريخيا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، حيث تجاوزت الأوقية أعلى مستوى لها على الإطلاق، متأثرةً بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة، وضعف الدولار، وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا الشهر.
ووفقا لأسعار شعبة الذهب فإن سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية ارتفع بنحو 80 جنيها ليسجل 4800 جنيه، في حين قفزت الأوقية عالميا بنحو 50 دولارا لتصل إلى 3529 دولارًا، بعد أن لامست أعلى مستوى لها عند 3509 دولارات.
ويُعزى هذا الارتفاع القياسي إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها استمرار الطلب القوي على المعدن النفيس في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وأوضح سعيد إمبابي رئيس منصة آي صاغة أن الذهب استفاد من إقبال المستثمرين عليه كوسيلة للتحوط من التضخم والمخاطر الاقتصادية الكلية.
كما ساهمت الضغوط المتزايدة على مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعد تدخلات الرئيس ترامب ومحاولته إقالة الحاكمة ليزا كوك، في تأجيج المخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية، ما زاد من شهية المستثمرين للذهب. وحذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد من أن محاولات تقويض استقلالية الفيدرالي تمثل "خطرًا جسيمًا للغاية" على الاقتصاد العالمي وفق آي صاغة.
ولم تقتصر عوامل الارتفاع على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتدت لتشمل الأبعاد الجيوسياسية. فقد أشار إمبابي إلى أن تراجع الآمال في التوصل إلى حل سريع للحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تصاعد حدة الصراعات في مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط، ساهم في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن.
وفي هذا السياق، توقع محللو "جولدمان ساكس" في مذكرة حديثة أن تصل الأوقية إلى 4000 دولار بحلول منتصف العام المقبل، مشيرين إلى أن التدفقات الداخلة إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، بالإضافة إلى مشتريات البنوك المركزية، هي المحرك الرئيسي للطلب.
ويُذكر أن الذهب تضاعفت أسعاره تقريبا منذ بداية عام 2023، وتفوق على اليورو ليصبح ثاني أكثر أصول الاحتياطيات شيوعًا بعد الدولار، ممثلًا نحو 20% من الاحتياطيات الرسمية عالميا.