
أسامة داود يكتب: عالم جراحة المخ والاعصاب أشرف الأبيض واحة رحمة فى صحراء الألم

عرفته عن قرب ... فأحببته وأكبرته
عرفت
الدكتور أشرف الأبيض في عام 2013، خلال رحلة حج بيت الله الحرام. ومنذ اللحظة
الأولى، لم يكن فقط رفيق سفر، بل كان أخًا عزيزًا، عرفت معدنه عن قرب خلال عشرة
دامت ما يقرب من أربعة أسابيع - فى رحاب الله وفى اطهر بقاع الارض - من السفر وحتى العودة.
وبمحض الصدفة، وبعد شهور اكتشفت بجانب إنسانيته أنه أحد
أمهر أساتذة جراحة المخ والأعصاب، ومن كبار العلماء في مجاله.
عرفته
عالمًا متفانيًا، محبًا للخير، لا يكلّ ولا يملّ من العطاء. كان دومًا مقبلًا على
عمله، حريصًا على إتقانه، فلم يكن مجرد طبيب ناجح، بل إنسان نذر نفسه لخدمة مرضاه،
فكتب الله على يديه الشفاء لآلاف الحالات.
وعندما تولى رئاسة قسم جراحة المخ
والأعصاب بمستشفيات الدمرداش، سعى جاهدًا لتطوير القسم، وتحسين مستوى الخدمة،
وتوفير الراحة للمرضى، حتى الاهتمام بسكن الأطباء المقيمين ونظام النوبتجيات، حرصًا
على رعاية المرضى ومتابعتهم لحظة بلحظة.
كان ممتد
اليد بالخير، لا يرد صاحب ألم، ولا يتأخر عن مناشد مستغيث. وقد شهد له بذلك كل من
مرّ بين يديه في غرفة العمليات أو العيادة.
وعلى ألسنة مرضاه، كانت تُتداول
سيرته وطيب أثره ومهارته النادرة.
وفوجئت
مؤخرًا - وبالصدفة - بمنشور على صفحته الشخصية، يبدأ بالحمد والشكر، يقول فيه:
"الحمد لله الذي أكرمني بالتماثل
للشفاء من مرض عسير وطويل. لا تحرموني من دعواتكم بالشفاء التام بلطفه وفضله"
كنت
أظنها وعكة صحية عابرة، لكن كلماته حملت ما هو أعمق، فأحسست بوجع التجربة وثقل
الابتلاء.
لذا، ومن
قلب مخلص عرف هذا الرجل عن قرب، لا يسعني إلا أن أذكر بعضًا من مناقبه، وأرفع يدي
بالدعاء له:
اللهم إن عبدك الدكتور أشرف الأبيض
كان سببًا في شفاء الآلاف، وبلّغ بعمله ونيّته القلوب قبل الأجساد، فاجزه خيرًا
عمّا قدم، وألبسه ثوب الصحة والعافية، وتمم عليه نعمة الشفاء، واجعل دعوات مرضاه
الذين أنقذهم من الألم، شفاءً له من كل داء.
اللهم
آمين.