
مستشفى كفر الشيخ العام.. حين يتحدث العمل بصوتٍ أعلى من الضجيج

تقرير ـ عمر داود
في وقتٍ تتكاثر فيه الأصوات التي تبحث عن السلبيات، يظل الواقع داخل مستشفى كفر الشيخ العام شاهدًا على أن العمل الجاد لا يحتاج إلى ضوضاء ليُسمع، فالمكان الذي يخدم آلاف المرضى يوميًا، لا يعرف التوقف، ولا ينتظر كلمات المديح ليواصل العطاء.
فمن خلال رصد لكثير من الحالات الحرجة التي تتردد على المستشفى تجد تعامل مثالي معها من سرعة في التدخل وسهولة في الاجراءت فضلا عن المتابعة الدقيقة لكل حالة على حدة.
واذا تحدثنا بلغة الأرقام نجد كفرالشيخ العام في قمة المؤسسات الطبية والصحية في مصر التي كانت دائما حاضرة على منصات التتويج من رأس الهرم الطبي في مصر وهو وزير الصحة والسكان، فخلال الربع الثالث من العام الحالي، حققت المستشفى طفرة حقيقية في حجم الخدمة الطبية، حيث استقبلت 208681 حالة في الاستقبال والعيادات الخارجية فيما بلغ عدد المرضى بالقسم الداخلي والرعاية المركزة نحو 7116 مريضا، وهو رقم يعكس حجم الجهد المبذول على مدار الساعة.
وفي جانب الخدمات المعملية والتشخيصية، تم إجراء 172048 تحليل معملي و 69252 ألف فحص بالأشعة، إضافة إلى 8 آلاف جلسة غسيل كلوي، و6000 جلسة علاج طبيعي للمرضى، في تأكيد على تنوع الخدمات وتكاملها داخل المستشفى.
كما أجريت 3310 عملية جراحية بالدخلي 6134 عملية بالخارجي، ليصل إجمالي العمليات إلى أكثر من 9444 عملية خلال الربع الثالث من العام الحالي، وهو رقم يعكس حجم العمل داخل غرف العمليات يوميًا، في ظل ضغط متزايد وتحديات مستمرة.
ولم تتوقف المستشفى عند حدود الأرقام، بل توسعت في الخدمات النوعية المتخصصة التي تُميزها عن غيرها، حيث تم إنشاء وتفعيل وحدة نفسية وعلاج الإدمان لتقديم الدعم النفسي والرعاية المتكاملة للمرضى، إلى جانب عيادة تغذية علاجية تُعنى بتصميم برامج غذائية تناسب مختلف الحالات الصحية.
كما تمت إضافة عيادة رسم العصب لخدمة مرضى الأعصاب والعضلات، ووحدة الوجه والفكين التي تُقدم خدمات دقيقة في مجال الجراحات التجميلية والإصلاحية، بالإضافة إلى عيادة تخاطب لخدمة الأطفال والكبار الذين يعانون من صعوبات النطق والكلام، ووحدة تصلب الشرايين التي تُعنى بالكشف المبكر والعلاج الوقائي لأمراض القلب والدورة الدموية.
وفي إطار الدور الاجتماعي والإنساني، أنشأت المستشفى مبنى تأهيل خاص بالمرضى المساجين، يراعي خصوصية حالتهم الصحية والإنسانية، ويضمن لهم رعاية طبية كاملة في بيئة مؤمنة ومجهزة. كما تشارك المستشفى بفاعلية في مبادرة الألف يوم الذهبية الخاصة برعاية الأم والطفل منذ الحمل وحتى العامين الأولين، في خطوة مهمة نحو تحسين الصحة المجتمعية.
هذه الجهود المتكاملة لم تأتِ من فراغ، بل من إدارة واعية تُدرك قيمة الوقت والواجب، وفريق طبي وتمريضي لا يعرف الراحة. فقد حرصت إدارة المستشفى على تطوير الأقسام الحيوية وتحديث الأجهزة ورفع كفاءة بيئة العمل بما يليق بخدمة المواطن البسيط، دون انتظار دعم أو ضجيج إعلامي.
ورغم كل التحديات، ظلت المستشفى تعمل بروح الفريق الواحد، تُقدم الخدمة لكل مريض دون تفرقة، وتفتح أبوابها ليل نهار. فهنا لا تُقاس الإنجازات بالشعارات، بل بعدد الحالات التي خرجت من المستشفى وهي تنعم بالشفاء.
من السهل أن يُوجه النقد، لكن من الصعب أن يُقاس حجم الجهد المبذول خلف كل رقم من هذه الأرقام. إن مستشفى كفر الشيخ العام اليوم ليست مجرد مبنى طبي، بل رمزٌ للعطاء والمسؤولية في أبهى صورها.
والحق يُقال: حين تكون هناك إدارة تعرف قيمة كل دقيقة وكل فرد، ويعمل الجميع بروح واحدة، فإن النتائج تتحدث بنفسها — كفر الشيخ العام تعمل.. وتنجح.. وتستحق الاحترام.
وفي نهاية القول نحن نثمن هذا الجهد بل وننتظر المزيد والمزيد رفعة لوطننا الغالي وحرصا على حياة وصحة المواطنين وما هذا أو ذاك إلا بمثابة واجب قومي نؤمن بأن الجميع شركاء في الحفاظ عليه.