توقيع عقد تطوير ترام الرمل بالإسكندرية ومضاعفة سرعته

توقيع عقد  تطوير ترام الرمل بالإسكندرية ومضاعفة سرعته



أعلنت شركة هيتاشي للسكك الحديدية (Hitachi Rail) عن فوزها بعقد من التحالف المشترك بين شركتي “حسن علام للإنشاءات” و“المقاولون العرب” لتنفيذ أنظمة السكك الحديدية لمشروع أول ترام حديث في مصر.


ويستهدف المشروع تحديث وتطوير ترام الرمل بالإسكندرية، بما يضاعف سرعة التشغيل ويقفز بسعته الاستيعابية بمقدار الثلث.


ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية الدولة المصرية لتحديث منظومة النقل الحضري وتطوير وسائل النقل المستدامة في المدن الكبرى، تماشياً مع رؤية مصر 2030، التي تضع تحسين جودة الحياة وتعزيز الكفاءة البيئية ضمن أولوياتها الوطنية.


ويعد ترام الرمل أحد المعالم التاريخية لمدينة الإسكندرية، بل وأقدم خطوط الترام في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعود تاريخه إلى عام 1863، ورغم أهميته، فإن البنية التحتية للنظام ظلت لعقود طويلة بحاجة إلى تجديد شامل.


ويأتي المشروع الجديد ليعيد لهذا الخط العريق رونقه، من خلال حلول رقمية متقدمة وأنظمة تشغيل ذكية ترفع كفاءة الخدمة وتقلص زمن الرحلات وتحسن تجربة الركاب.


ووفقًا لبيان “هيتاشي للسكك الحديدية” اليابانية، فإن نطاق العمل يشمل تجديد وتأهيل 24 محطة و13.2 كيلومتر من مسار الترام، إضافة إلى تركيب أنظمة إشارات واتصالات متطورة، ومركز تحكم تشغيلي حديث، ونظام إشراف ومراقبة (SCADA)، إلى جانب أنظمة مراقبة بالكاميرات، وأنظمة معلومات الركاب، والتحكم في الدخول والخروج، والمعدات المتقدمة داخل العربات.


وتهدف هذه الأنظمة إلى رفع كفاءة التشغيل إلى مستويات غير مسبوقة، عبر تقليل زمن الرحلة من 60 دقيقة إلى 35 دقيقة، ومضاعفة سرعة الترام من 11 كيلومترًا/الساعة إلى 21 كيلومترًا/الساعة، فضلاً عن تقليل زمن التقاطر من 9 دقائق إلى 3 دقائق فقط. 


وبمجرد اكتمال المشروع، من المتوقع أن تتضاعف الطاقة الاستيعابية 3 مرات لتصل إلى 13,800 راكب في الساعة في كل اتجاه، مما يسهم في تخفيف الازدحام المروري في شوارع المدينة الساحلية الحيوية.


قال جواكيم سانتوس، مسؤول حلول الإشارات والسكك الحديدية في شركة هيتاشي: "نفخر بمواصلة دعمنا لمشروعات النقل المستدام في مصر، التي تمثل نموذجاً عالمياً في تحديث أنظمة النقل العام.. التزامنا لا يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل يمتد إلى بناء القدرات المحلية ودعم المهارات المصرية في مجالات الهندسة والتشغيل".


وأوضح أن حلول “هيتاشي” ستضمن تطوير نظام نقل آمن وموثوق وصديق للبيئة، من خلال تقنيات تتيح إدارة حركة الترام بكفاءة عالية وتقلل من استهلاك الطاقة والانبعاثات.


من جانبه، قال كارلو بياتشينزا، المدير الإقليمي لحلول الإشارات والسكك الحديدية بالشركة: "هذا المشروع يمثل علامة فارقة في مسيرة هيتاشي بمصر.. إعادة تأهيل أقدم ترام كهربائي في أفريقيا هو تحدٍ كبير وفرصة مهمة لإثبات قدراتنا في تحويل الأنظمة التقليدية إلى حلول رقمية متقدمة تلبي تطلعات المستقبل".


لا يتوقف طموح "هيتاشي" عند حدود المشروعات، بل يمتد إلى الاستثمار في رأس المال البشري المصري، فالشركة تعمل على تشكيل فرق محلية من المهندسين والفنيين والخبراء في مجالات التصميم، والتمويل، والقانون، لتأمين التنفيذ السلس للمشروعات وضمان استدامتها، بحسب البيان.


وتسعى الشركة إلى تعزيز نشاطاتها في مصر عبر نقل المعرفة وتوطين التكنولوجيا، حيث تم توطين عمليات الدمج والتحقق والتصديق والتأهيل (IVVQ) الخاصة بأنظمة التحكم القائمة على الاتصالات (CBTC). كما تسهم مشاريع التحصيل الآلي للأجور (AFC) في خلق فرص عمل تقنية متطورة للشباب المصري.


وتتماشى هذه الجهود مع الاستراتيجية الوطنية لمصر الهادفة إلى بناء اقتصاد رقمي قائم على الابتكار، مع توسع “هيتاشي” في تقديم حلولها الرقمية المتكاملة داخل البلاد وخارجها.


أحد الجوانب التي يوليها المشروع اهتمامًا خاصًا هو تحسين تجربة الركاب، إذ سيتم إدخال أنظمة معلومات فورية داخل المحطات والعربات، ومنصات دفع إلكترونية متعددة، وستطبق تقنية TRANSCITY™ للتحصيل الآلي للأجور، التي تتيح خيارات دفع متنوعة مثل رموز الاستجابة السريعة (QR)، والبطاقات البنكية اللا تلامسية (EMV)، والدفع عبر الهواتف المحمولة باستخدام تقنية (NFC).


ويهدف ذلك إلى جعل التنقل داخل شبكة الترام تجربة مريحة وسلسة وآمنة، إلى جانب تقليل الاعتماد على النقد وتحسين الكفاءة التشغيلية، ويسهم المشروع في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل ملحوظ، من خلال تقليل عدد المركبات الخاصة في الشوارع، ودعم الانتقال نحو أنظمة نقل صديقة للبيئة، ما يعزز مكانة الإسكندرية كمدينة خضراء مستدامة.