ناصر أبوطاحون يكتب: كفاءة النظام الصحى المصرى على محك كورونا

النظام الصحى المصرى بتعقيداته و بكل ما فيه ، سواء يعجبك أو لا يرضيك ، هو نظام موجود من قبل السيسى و هالة زايد و أى حد تحبه او بتكرهه و موجود فى السلطة حاليا، هذا النظام أقامته مصر عبر عقود طويلة، و بجهود ابطال حقيقيين من اطباء و علماء و اطقم تمريض و ساسة، و مولته من قدراتها الاقتصادية و كل من تولى المسئولية اضاف و عدل و خصم من النظام الصحى حتى وصل لحالته الراهنة و التى نطالبه خلالها بأن يتصدى لجائحة تضرب العالم كله و فهمى للنظم الصحية أنها غير مخصصة ، أو قل قادرة على التعامل مع مثل هكذا وباء فالنظم الصحية تعمل لمنع ظهور الأوبئة و تضربها من المنبع و هو ما حدث بالفعل لدينا مع الكثير من الاوبئة و الامراض التاريخية و التى نجحنا فى القضاء عليها تماما و قد شاهدنا كيف ارتبكت معظم النظم الصحية فى دول كانت تباهى بقدراتها الصحية و الطبية و الاقتصادية امام هذا الوباء و لعلك تابعت كيف يتصرفون و يصرخون طلبا للنجدة و العون من العدو قبل الصديق، كما رأينا كيف انهارت هذه النظم أمام ضغط الوباء، بل و أعلن معظمها بانحطاط انه لن يكون بوسعه علاج كبار السن و سينتقى من يعالجهم و من يتركهم نهبا للموت و اللافت أن مصر أدارت الأزمة بشكل إحترافى ناجح حتى الأن متكئة على نظامنا الصحى الذى يسخر منه البعض و لا يصدقه و الحقيقة أن نظامنا الصحى لازال يعتمد فى بعض هياكله القديمة على متخصصين و اداريين يعملون على تقصى و رصد الأمراض المنتهية من بلادنا و هؤلاء يعملون باستمرار و لا يشعر بجهدهم أحد، و هم السبب فى عدم ظهور امراض مثل الالتهاب السحائى او التيفئويد او الملاريا او الفلاريا غيرها من الامراض التى لازالت تقتل فى محيطنا الافريقى تحديدا هؤلاء لا يعرفهم الناس و لا يتعاملون معهم، فقط ستعرفهم وتسأل عنهم لو تسلل مرض فتاك و انتشر و لعل من نافلة القول ان هؤلاء سبق و ان تعاملوا مع حالة كورونا منذ سنوات تسللت لبلادنا فى موسم الحج من السعودية و هى احد اجيال كورونا القاتلة الان هذا النظام للتقصى و الترصد هو ما تعمل عليه وزارة الصحة الأن لملاحقة فيروس كورونا فى ارجاء البلاد و هو نظام ناجح و علينا ان نثق به و ندعمه و نشكر القائمين عليه و نحى جهودهم، و أن نتوقف عن الحديث عما نعرف و لا نعرف قد يرضيك نظامنا الصحى و قد لا يرضيك ، لكنه هو ما نمتلك الأن ، و علينا أن ندعم جهوده و نحن نسعى لتطويره و تدعيمه فالأنظمة الصحية فى العالم كله ارتبكت و بعضها سقط و انهار امام الجائحة و هذا مفهوم، فلا يوجد ،و لن يوجد نظام صحى يستطيع التعامل مع هجمة فيروسية على هذا النحو، و ربما سيكون العالم مهتما مستقبلا بتطوير نظمه الصحية لمثل هكذا وباء ، لكنه سيكون مكلفا بما لا يتحمله احد