خبير طاقة: المخزون الأمريكي من البترول وصل حد التخمة بسبب فيروس كورونا

قال مدحت يوسف، الخبير البترولي، إن ما حدث اليوم بشأن تأثيرات تداول البورصة الأمريكية علي النفط لا يعبر عن التعاملات التجارية ذات الحجم الكبير، مؤكدًا أن الأمر بعيد تماما عن تسعير  النفط الأمريكي بشأن تكريره للحصول على مشتقاته وتداولها.

 

وأضاف "يوسف"، في مداخلة هاتفية ببرنامج "كل يوم " المذاع علي فضائية " أون إي"، أن المخزون الأمريكي من البترول وصل حد التخمة بسبب فيروس "كورونا"، مشيرًا إلى أن تخفيض إنتاج الأبار البترولية الأمريكية تتطلب حرص شديد في التعامل مع المخزون الاستراتيجي، وله أسلوب سحب معين لا يتم في يوم وليلة.

 

وأوضح "يوسف"، أن حركة السوق العالمي تعتمد على مرجعية مختلفة عن السعر الأمريكي ، لافتًا إلى أن شركات النفط الأمريكية لديها حلين إما أن تقلل الإنتاج أو سيستمر سعر برميل النفط في الإنخفاض أكتر من ذلك.

 

شهد سعر برميل النفط الأمريكى انخفاضا حادا خلال تعاملات اليوم الاثنين، بأكثر من 94%، مسجلا أدنى مستوى فى تاريخه حيث سجلت عقود الخام الأمريكى الآجلة انخفاضا بنسبة 94% وبلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل ويعود هذا المستوى الذى سجله الخام الأمريكى "غرب تكساس الوسيط" الأدنى فى التاريخ.

 

ورجح الخبراء أن هذا الهبوط فى أسعار النفط والتى لم تشهدها من قبل بأن يصل سعر برميل النفط لدولار بسبب انخفاص الطلب على النفط الخام لجائحة انتشار فيروس كورونا المستجد، واقترب كافة المستودعات التخزينية للنفط الأمريكية للامتلاء، حيث شهدت أسواق النفط حالة من الركود الاقتصادى بسبب توقف عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية حول العالم مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتنفيذ الدول لإجراءات مكافحة هذا الفيروس .

 

ويحذر صندوق النقد الدولى من أن دخول اقتصادات العالم فى دوامة من الهبوط سيكون الأعمق منذ الكساد العظيم فى الثلاثينيات من القرن الماضي.

 

ويعزى الخبراء أسباب انهيار أسعار الخام الأمريكى على هذا النحو إلى مخاوف المستثمرين من أن مراكز تخزين الخام بولاية أوكلاهوما الأمريكية قد تستنفد قريبا سعتها التخزينية الى حد يضطر المنتجون الأمريكيون معه إلى دفع أموال للعملاء نظير شراء الخام للتخفيف من تخمة المعروض وتوفير مواقع التخزين.

 

ونقلت وكالة بلومبرج عن فاندانا هارى، مؤسس مجموعة فاندا انسايتيس بسنغافورة قوله: مستوى الأسعار الحالية يبلور عجز اتفاق تحالف "أوبك بلس" بشأن خفض الإنتاج عن تعويض الانهيار المسجل فى معدلات الطلب لتظل أسواق الطاقة تحت رحمة فيروس كورونا المستجد".

 

وأضاف المحلل الاقتصادى: حتى نقترب من الإعلان رسميا من إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى، قد نشهد مزيدا من الانخفاض فى أسعار لنفط أو قد يظل قرب المستويات الحالية.

 

وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضى ارتفاع حجم المخزونات الأمريكية بنحو 48% إلى 55 مليون برميل منذ نهاية شهر فبراير الماضى، مشيرة إلى أن سعة التخزينية بمراكز تخزين الخام تستوعب 76 مليون برميل كحد أقصى حتى 30 من سبتمبر المقبل .

 

وذكر مصدران أن وزارة الطاقة الروسية تأمر منتجى النفط المحليين بخفض الإنتاج 20% عن مستويات فبراير فى مايو ويونيو فى إطار اتفاق عالمى وفقا لرويترز.