أسامة داود يكتب: طوفان كورونا فى انتظار سفينة نوح

هل أصبح فيروس كورونا تسونامى يجتاح العالم؟ هل يمثل فيروس كورونا طوفان يُغرق البشرية، بينما لا توجد فى الأفق سفينة نوح؟ الأرقام تقول إن ارتفاع أعداد المصابين بوباء فيروس كورونا يقترب من 3.5 مليون شخص، توفي منهم ما يقارب من 250 الف، في حين وصلت أعداد المتعافين من الفيروس إلى حوالى مليون و100 الف حالة. بين التهوين والتهويل يعيش المجتمع الدولى بكل تكنولوجياته واختراعاته وابتكاراته وكل إمكاناته حالة من العجز المطلق.. الجميع يقف حائرًا. أصبحت معامل ومراكز البحث العلمى كخلية نحل تتماوج فيها الأفكار كتلاطم أمواج المحيطات والبحار بحثَا عن ثقب ينفذون منه إلى حقيقة من حقائق لازالت فى علم الله، بينما كل المعلومات لا تتخطى مرحلة التكهنات. العالم كله يجتمع على قلب رجل واحد، توحدت الأديان والمعتقدات وتلاشت الخلافات والمعارك والحروب الطاحنة، وأعلنت الدول عن توجيه جيوشها وشحذ قدراتها وإمكاناتها لمواجهة عدو واحد.. ألا وهو فيروس كورونا. لم يعد لسان ترامب الزالف معبرا عن جنونه وكراهيته للإسلام، ولم يعد ملوحا فى كلماته بضرورة فرض عقوباته على خصومه، ولم يعد يتحدث عن أن أمريكا هى الدولة الوحيدة التى يجب أن تعيش ولو على رفات العالم غربه وشرقه.. بدأت خطاباته الحزينة يعبر خلالها عن الاستعداد لدخول مرحلة حصد الفيروس اللعين لملايين الأرواح. رؤساء وزعماء ملوك وأمراء يعلنون عن حالة العجز التى تواجهها دولهم فى مواجهة فيروس لازال يمثل شبحا تعجز كل الأسلحة عن مواجهته. آراء الطب والبحث العلمى وعلوم الطبيعة وغيرها من علوم تتضارب فى طبيعة الفيروس، البعض لا ينتقل بالهواء والبعض يقول.. ربما يكون معلقا بالهواء.. البعض يرى أنه يمكن أن يمتد عمره لساعات وأيام فى الخلاء على الأسطح المعدنية والملابس والمقاعد وغيرها.. والبعض يرى أنه لا يعيش خارج جسم الإنسان ما بين دقائق وساعات قليلة. توقفت عجلة الاقتصاد والإنتاج بالعديد من المصانع الشركات والبورصات العالمية.. عجلة الاقتصاد تكاد تتوقف، القرارات تتغير يوميا، المجالات الجوية سكنت من أزيز الطائرات، وبدأت الكرة الأرضية فى حالة سكون، بدأت تتنفس مع توقف ملايين الأطنان من الملوثات البيئية التى كان تلفظها فوهات المداخن فى الهواء . هل يٌعيد فيروس كورونا العالم إلى مرحلة البداوة بعدما جعله الله سبحانه وتعالى وهو من أضعف أضعف مخلوقاته يكسر كبرياء العالم ويشعره بالعجز؟.