علاء شبل يكتب : الكذابين والكورونا

مازلنا نتحدث عن وجوب التوبة والرجوع إلى الله تعالي ونفض أيدينا من كل المعاصي وعندما بحثت طويلا لم أجد أعظم شؤما من معصية الكذب والادعاء والتي لم يرتضيها رسول الله للمؤمن فقال لا يكون المؤمن كذّابا وفي الآية ١١٩من سورة التوبة إرشاد واضح لهذا الأمر إذ يقول الله تعالى ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) إذ بالصدق نجا الثلاثة الذين خُلِفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت تلك الآية لترسخ هذا المعنى ولعلنا نلحظ أن الكذب والادعاء أصبح في الآونة الأخيرة ظاهرة لدى الكثير إلا من رحم ربي وظهر ذلك جليا في المناصب والألقاب الذائفة التي امتلأت الساحة بها ونؤكد ابتداءً أننا نحترم جميع المهن إذا احترمها أصحابها فكاتب المحكمة فوق رءوسنا ولا داعي أن يزعم أنه مستشار وقس على ذلك الآلاف الذين ينتسبون لهذا اللقب زورا وبهتانا والممرضة عظيمة بمهنتها ولا داعي لأن تكون دكتورة أو استاذة والحاصلون على الدبلومات الفنية عظماء في ذاتهم وليس من الضروري أن يحصلوا على شهادات ذائفة لينادوا بيا دكتور او يا دكتورة مثلا حتى فقد العلم أهميته ورخص جهاد الدارسين والعلماء فإذا كانت ربع ساعة على الكيبورد تمنحك لقب دكتور أو سفير أو مستشار فما الداعي للدراسة والكد والعمل والبحث والتنقيب ناهيك عن شهادات ورقية لا يتجاوز ثمنها الجنيهين تحول أصحابها الذين حصلوا عليها مجاملة إلى سفراء السلام احيانا وللنوايا الحسنة احيانا أخرى ولا أدرى أين موضع هذه الحسنة وعلى حد علمي أن السفراء لا مكان لهم ولا شرعية تؤيدهم سوى وزارة واحدة وهي الخارجية ولهم مواصفات المؤهلات خاصة يحصلون عليها بجهدهم لا بأشياء أخرى تمنعني حرمة الصيام عن ذكرها وللحق كنت احد الحاصلين بالقدر على العديد من تلك الشهادات ومن بينها ماجستير في التنمية البشرية دون أدنى جهد أو سعى للدراسة فعلمت كيف يحصل الكثيرون على مثلها وشهادة أخرى بالسفارة لأكون في غمضة عين سفيرا للسلام العالمي وكلا الشهادتين اصبحتا حبيستي الإدراج لدي خشية أن اُنعت بالكذب والادعاء مكتفيا بما تعبت فيه واجتهدت بصدق كوني صحفيا وباحثا إسلاميا بشهادات من أماكنها المعتمدة المعترف بها بدراسة حقيقية موثقة ناهيك عمن يدعون انتسابهم لمهنة الإعلام والصحافة لمجرد مطالعتهم لمقالٍ في جريدة أو كتابة خاطرة على صفحات التواصل الاجتماعي حتى اختلط الحابل بالنابل ورُمي الاعلاميون والصحفيون الذين حفروا في الصخر وضحوا بكل شئ بأوزار المدعين الكذابين على الرغم من أن هؤلاء لو قنعوا بوظائفهم لنالوا كل احترام وتقدير فوجب أن يقف الجميع وقفة مع نفسه ويعلم أن الحبيب المصطفى قال : كلٌ ميسر لما خُلق له) فلن تستطيع أن تكون دكتورا وسفيرا ومستشارا وصحفيا واعلاميا في آن واحد بحصولك على شهادات ورقية تزين ارفف المكاتب لتُمنح للطلاب النابهين في التعبير والإملاء والعلوم بعد حصولهم على الدرجات النهائية تشجيعا لهم وعادة ما يلجأ لهذه الشهادات معلمو الدروس الخصوصية لجذب الطلاب إليهم وبالتالي فلا فارق عندهم بين الناشط والخامل وأخيرا هل نحاول منع الكذب الذي أدمنه الكثيرون من راغبي الظهور والشهرة وإفساح مكان لهم في المجتمع لهشاشة أدوارهم وعدم قناعتهم بما حباهم به الله من مواهب محدودة او عظيمة بتدشين حملة بعنوان أبرز بطاقتك الشخصية و أرجو ألا نحتاج إلى هذا حتى لا تكثُر الفضائح ولعل ظهور الكورونا يدفع الجميع للاستفادة من الازمة التي نعيشها وملاحظة أخيرة رصدتها ألا و أن كل المدعين الكاذبين قد اختفوا تماما من الساحة مع أزمة الكورونا فهل هناك تشابه بين الفيرس والمدعين الكاذبين اللهم إني صائم