حسن عبدالحميد يكتب: القانت الأواب

رؤيته تذكرك بالله .. وتبسمه فى وجهك يملأ قلبك أملا وثقة فى موعود الله .. وحديثه يجذبك إلى الهداية ويحبب إليك الإيمان .. ومجالسته تذكرك بالرعيل الأول من صحابة النبى صل الله عليه وسلم .. لا يفتر لسانه عن الذكر والدعاء والإستغفار والنصح لله ..يقدم لك الإسلام فى صورة سلسلة سهلة غير مبالغ فيها ..فهو لا يروى الا ماصح عن النبى صل الله عليه وسلم .. يختار الرقائق التى ترقق القلب وتدعو إلى الهدى ومكارم الأخلاق ..لا يعرف لسانه الفحش من القول ولا يسلك إلا طرق الخير والبر والإحسان .. سوى القلب ..عفيف اللسان ..جميل السريرة ..هادئ الطباع .. يدعو على بصيرة وعلم وهدى .. هو نسيج وحده ..

ربما يكون الداعية الوحيد الذى لا تختلف معه ولا تكن له إلا المودة ..تألفه العين للولهة الأولى وتطمئن له النفس كما تطمئن إلى الهدى وتركن إلى السلام .. ماعاب أحد قط ولا نفر من عاصى بل يعظ ويدعو وينصح ويرشد فى رفق ولين وحب ويقين .. لا يسمع لمغتاب ولا يعادى مسلم مهما بلغ عصيانه .. بل يجتهد ويدعو الله بالهدى والتثبيت .

اوفدته وزارة الصحة ضمن وفد  نقابة الأطباء لدولة باكستان  لمساعدة الجرحى الأفغان إبان حربهم مع الروس ..فأصيب إصابة بالغة ولولا ستر الله مانجى .. ثم اصيب مؤخرا بمرض الكلى وتقدم له العديد من محبيه لزرع كلى على نفقتهم لكنه أبى وشكر لهم صنيعهم وقال عشت معافا فى بدنى سنين طويلة فلا يجدر بى أن أجزع من قضاء ربى ..بل أصبر حتى ألقى رسول الله صل الله عليه وسلم على الحوض..فيومئذ يفرح المؤمنون برضا الله .. إنه بن مطوبس البار الطيب العفيف الدكتور محمد فلفل شفاه الله وعافاه وجمعنا معه تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله .