
أسامة داود يكتب: بتروجت درع قطاع البترول وسيفه

بتروجت درع يشارك فى تحصين وتأمين الاقتصاد المصرى.. وأنقل لكم لقطات من تاريخ الشركة دون استفاضة ولكن حتى نعلم كيف بدأت بتروجت.. وماذا كان حال قطاع البترول قبلها .. كان يوجه القطاع جزء كبير من الاستثمارات المخصصة للبحث والاستكشاف لشركات المقاولات الأجنبية والتى عادة ما تصطحبها شركات البحث والاستكشاف معها من الخارج .. لتفرض الاسعار المبالغ فيها مقابل تنفيذ الأعمال المدنية والفنية فى البر والبحر وبالعملة الصعبة..
ولدت بتروجيت التى لم تكن إلا فكرة من النبع الصافي فى قطاع البترول وهو الدكتور رمزى الليثى أحد الرواد الثلاثة الذين حملوا مع رجال قطاع البترول المسئولية
عقب نكسة 1967 بعدما أصبحت مصر بين ليلة وضحاها دولة وجيش واقتصاد وشعب بلا طاقة بلا بترول بلامعامل للتكرير.
حمل الثلاثة ورفقائهم ممن سيأتى ذكرهم عبء تدبير وتأمين احتياجات مصر من البترول ومن الطاقات التكريرية خارج وداخل مصر لتغطية الاحتياجات الضرورية فتم الاستعداد لمعركة االسادس من اكتوبر ..العاشر من رمضان المجيدة.
كان نجاح تلك الصحبة التى تحولت إلى قصة من اروع قصص التاريخ وهم من أعظم قيادات بترول مصر وعلى رأسهم احمد عز الدين هلال أعظم وزراء البترول ورمزى الليثى رئيس الهيئة العامة للبترول وعبد الهادى قنديل نائب رئيس الهيئة للعنليات.
نجح الفرسان الثلاثة فى قيادة القطاع فى وقت من أصعب الأوقات التى يمكن أن تمر بوطن من الاوطان على وجه المعنورة.
كانت بتروجت هى لبنة الأفكار الأولى التى أوحى بها بفضل الله ذهن رمزى الليثى ليلتقطها عز الدين هلال ويقرر بدء تأسيسها فى عام 1976 وفى سنوات قليلة بدأت الشركة الوليدة تسحب البساط من تحت أقدام الشركات الأجنبية ..
بدأت بأعمال المقاولات فى البر، ثم تمكنت من العمل فى البحر ثم دخلت مجال التصنيع لمهمات كان يتم استيرادها بعشرات الملايين من الدولارات بينما لم تكن تحتاج الا القليل من العملة المحلية.
ولم يكن مستغربا أن يتم شن حرب ضد بتروجت من جانب العديد من الشركات الاجنبية بل واتهام قيادات بقطاع البترول بمحاباة الشركة.. ومنحها اعمال بالأمر المباشر الأمر الذى دفع قيادات الشركة فى ذلك الوقت بالمطالبة بدخول المناقصات بدلا من الأمر المباشر وليكتشف الجميع أن الشركة تحصل بالمناقصات على أضعاف ما كانت تحصده نتيجة الأمر المباشر لانها مهما بالغت فى قيمة العروض لم تكن تتجاوز نصف ما يتقدم به المتنافسون الأجانب.. بينما فى حالة الامر المباشر كان قطاع البترول يلزم الشركة بالتنفيذ بأسعار التكلفة الفعلية مضافا إليها هامش ربح محدود..
المهم أن بتروجت منذ نشأتها تولى قيادتها العديد من العمالقة وهم.. المهندس الشناوى محمد على ثم كمال حافظ ثم كمال مصطفى مرورا بمصطفى شعراوى وحمدى الشايب وهانى ضاحى وخالد سامى وفخرى عيد ثم محمد عبد الحافظ وصلاح اسماعيل و محمد الشيمى وصولا الى وليد لطفى لتتحول بتروجيت على يد هؤلاء العمالقة إلى كيان يحمل سيفه ويتحصن بدرعه متوكلا على الله ليضع قدما فى أفريقيا واخري فى آسيا لتمتد بساحة المنافسة مع الشركات العالمية من مصر الى الدول العربية والافريقية. وها هى بتروجت والتى ألقت ببذورها ولأول مرة فى منطقة شرق افريقيا، لتصبح واقعا ولتفوز بتنفيذ اعمال تصنيع معدات للمياه العميقة بمشروع اسالة الغاز بدولة موزمبيق
وهى مرحلة جديدة فى السجل المشرف لشركة وطنية مصرية تفتح أسواق عمل جديده بالتعاون مع الشركات العالمية .
وتتحصن بتروجت برئاسة وليد لطفى خير خلف لخير سلف بسجل حافل بالإنجازات لتتلقى بتروجت امر اسناد من شركة Baker Hughes العالمية لتوريد وتصنيع معدات للمياه العميقة بوزن 700 طن تشمل عدد "7" "Well Jumpers" .
وسيتم تصنيع واختبار المعدات بيارد التصنيع البحري بالمعدية بينما سيتم نقلها بواسطة العميل للتركيب بالمياه العميقة بالمحيط الهندي 40كم امام ساحل مقاطعة "Cabo Delgado" بدولة موزمبيق.
وتعد هذه الاعمال هي الاولي لشركة بتروجت بمنطقة شرق افريقيا، وتكليل لجهود الشركة لتحقيق استراتيجيتها للعمل بتلك المناطق الواعدة خاصة موزمبيق وتنزانيا واوغندا وكينيا.
وكانت بتروجت قد اسست مكتب تمثيل بمابوتو عاصمة موزمبيق منذ عدة سنوات بغرض متابعة مشروعات اسالة الغاز التي بدأت مؤخرا في المنطقة .
ومن خلال هذه الخطوة تحقق بتروجت افضل استفادة من طاقاتها وتعظيم العائد من العملات الاجنبية.