 (1).jpg)
كوكب محسن تكتب: نادي المليارديرات .. ورهاب الجائحة

من منا لم يتأثر بكوفيد-19 بشكل أو بأخر سلبا..؟ خسائر كورونا تعدت المليارات في أشهر قليلة الملايين حول العالم خسروا وظائفهم ومداخيلهم الثابتة والمتغيرة ، سواء بسبب الإغلاقات المنتشرة أو تسريح العمالة في أكثر البلدان الرواتب أيضا تعرضت للتقليص بسبب رهاب انتقاص رأس المال الذي من الممكن جدا أن يتعرض لحالة من الانكماش المتواصل اذا ما استمرت الأزمة اكثر من ذلك وهي مخاطرة يحاول أن يتجنبها أصحاب الأعمال ورؤوس الأموال في حالة الأزمات. هل نحن سواء في الأزمة؟ هل خسر الجميع بالفعل وأولهم اصحاب المال والأعمال ؟ الإجابة مفاجأة .. الفقراء يزدادون فقرا وهذا منطقي للغاية في ظل الظروف الراهنة،
جائحة كوفيد-19
لكن غير المنطقي هو الزيادة الهائلة في ثروات العديد من اصحاب الشركات والمليارديرات في العالم. أحدث تقرير دولي عن الجائحة تناول ما أسماه الطفرة التي حققها المليارديرات بسبب جائحة كورونا ، يقول التقرير " 34 من أصحاب المليارات الأكثر ثراءً في العالم، قد شهدوا زيادة تُقدر بالمليارات في صافي ثرواتهم خلال الربع الأول من العام الجاري، في ظل جائحة كوفيد-19. من هم المستفيدون الأكثر ثراء اذن .. ولماذا ربما أشهرهم جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون»، وإيلون ماسك مؤسس شركة «سبيس إكس»، وإريك يوان مؤسس شركة «زووم»، وغيرهم من أعضاء نادي المليارديرات، الذين يبلغ الآن صافي ثروتهم مجتمعة 3.229 تريليون دولار. ماذا حدث اذن ليزداد هؤلاء ثراء في الأشهر الأربعة الأخيرة فقط بشكل مبالغ فيه .. انه رهاب الجائحة ، لا أحد يريد الخروج من المنزل «أمازون» وسعت نشاطها ليصبح عملائها بالملايين من ارجاء العالم وسط الأجواء الاحترازية التي تحظر الخروج من المنزل ، ناهيك عن إجراءات التباعد الاجتماعي التي جعلت عمليات الشراء في كثير من البلدان عبء خطر في ظل هذه الاجواء. ومن ثم ارتفع التسوق عبر الإنترنت وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 15%، عما كانت عليه العام الماضي. أما إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركة «تسلا»، ومؤسس شركة «سبيس إكس»، وأحد أعضاء نادي مليارديرات العالم الأمريكيين، والذي بلغت مكاسب ثروته خلال العام الجاري 5 مليارات دولار. فقد اتجه إلى الاستثمار في معالجة النقص في المعدات الطبية الحرجة. وذلك بعد أن دخلت شركة «سبيس إكس» في شراكة مع شركة «ميدترونيك» للأجهزة الطبية؛ من أجل المساعدة في زيادة قدرة الشركة على إنتاج أجهزة التنفس الصناعي ، وابتكار نماذج أولية لأجهزة التنفس من قطع غيار السيارات المستعملة. ولم يستفد المليارديرات الامريكان وحدهم ، بل استفاد تسعة مليارديرات صينيين مصنفين ضمن أكثر 100 ملياردير ثراءً في العالم من الأزمة. وعلى رأسهم إيريك يوان تشنج، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة «زووم» للتواصل عبر الفيديو، إذ ارتفعت ثروته بنسبة 77%، أو ما يعادل 2.5 مليار دولار، ليبلغ صافي قيمتها 8.7 مليار دولار. لماذا .. بسبب الاعتماد الكبير على تطبيق «زووم» لإجراء المؤتمرات والاجتماعات والدورات التعليمية عبر الإنترنت خلال الأزمة. وكذلك تضخمت ثروة رؤساء شركة "أوف سي إن" الصينية، ورئيس شركة «ميندراي» المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية، التي ما تزال تشهد طلبًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم. السؤال هنا .. هل من قوانين منظمة لحيازة هذه الثروات أو الاستفادة من جزء منها لصالح المجتمع كنوع من الضرائب الواجبة السداد لمواجهة أزمات مثل تلك التي تضرب العالم الان وتساهم في رفع المعاناة عن الطبقات غير القادرة ..جائحة كوفيد 19
الحقيقة .. أن الضرائب التي من المقرر أن يدفعها هؤلاء المليارديرات شهدت انخفاضا كبيرا على مدار العقود الأربعة الأخيرة بين عامي 1980 و2018 لسبب أو لآخر لذلك احتفظ هؤلاء بثبات مالي في وقت يترنح فيه العالم اقتصاديا ، بل على العكس استفادوا أكثر من فوضى الجائحة. حتى أن شركة أمازون خلال الـ 4 شهور الماضية فقط حققت ارباح 23.6 مليار دولار. شركة نتفليكس ثاني أكبر الرابحين من هذه الجائحة بسبب إجراءات الإغلاق، ارتفع سهمها بأكثر من 30% في البورصة الأميركية. كما ارتفعت قيمة الشركة إلى 187 مليار دولار في أشهر قليلة، فقد استقطبت الشركة خلال الـ3 أشهر الماضية 16 مليون مشترك ليصل إجمالي عدد المشتركين نحو 180 مليون مشترك. لم يكن العالم عادلا في اي من مراحله منذ بدء الخليقة ، لكن الأمور تزداد سوءا في الكوارث لتعمق الهوة بين الفقراء والأغنياء، في ظل غياب قوانين منظمة لحركة الأموال وسبل تقنينها بما يضمن تحقيق توازن مجتمعي يحمي الطبقات الهشة من الانهيار وهو ما نشهده في هذه المرحلة . فهل ستظل الأنظمة السياسية والتشريعية مكتوفة الايدي أمام هذه الهوة التي تزداد يوما بعد يوم دون اي تدخل يضمن حد الكفاية للمواطنين على الأقل في أوقات الأزمات . [caption id="attachment_24955" align="alignnone" width="310"]