حسن عبدالحميد يكتب: الغرام بين العواطف والعواصف.. غرام الشيخ على يوسف ( 1 )

كان الشيخ على يوسف أشهر صحفى عرف فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ..قدم من صعيد مصر ليتلقى تعليمه فى الأزهر ..لكنه فشل فى الحصول على شهادة العالمية .. فأنشأ جريدة " المؤيد " واستدعى لها كبار كتاب العصر منهم ..سعد زغلول ومصطفى كامل و والمنفلوطى والعقاد والهلباوى واسماعيل اباظة وقاسم امين وغيرهم ..

وكان الشيخ على سريع الخاطر قوى الحجة واسع البرهان يمتلك زمام الكلمة واللغة كما كان جريئا مقداما ..بدا فى أول ظهوره بمظهر المدافع عن الاسلام ..ثم انقلب مواليا للخديوى عباس حلمى الثاني.

وطالب بالجلاء واصبحت جريدتة هى الأولى فى الشرق وقرائها من طنجة حتى الهند ومن تركيا حتى زنجبار ...إلا ان الشيخ كان فى حقيقتة ليبراليا يطالب بالجلاء ، وعندما تمت سياسة الوفاق بين عباس والإنجليز تحولت المؤيد الى مهادنة الإنجليز.

ثم قصد الشيخ انجلترا فى زيارة فاكرم الإنجليز وفادتة وأقاموا له الولائم والاجتماعات ..حتى قال صراحة " يجب على المصريين أن يتركوا طلب الجلاء وأن يكتفوا بادخال الاصلاحيات فى البلاد " وكان مصطفى كامل قد أنشأ جريدة " اللواء " ودارت رحى الحرب بينهما ..وأنعم الخديو على الشيخ بلقب الباشويه واغدق عليه المناصب والأموال ..وأنشأ الشيخ حزب " الإصلاح " الذى كان هدفه الولاء للخديوى . وقوع الشيخ فى الغرام ! ثم حدث ان وقع الشيخ فى غرام " صفية " ابنة الشيخ السادات نقيب السادة الأشراف..كانت فتاة جميلة رقيقة راقية جمعت بين الحسب والنسب والمال والجمال فهى ابنة الأربعة عشرة ربيعا ..وهو فى السابعة والثلاثون نشأ يتيما فقيرا معدما لم يحصل على شهادة العالمية ..لكن كما قال نزار : تلومنى الدنيا إذا أحببت ... كأنى خلقت الحب واخترعتة. اما قصة الحب التى اشتعلت بين الحبيبن وشغلت الرأى العام سنوات وتداولتها الصحف والمحاكم وكانت حديث الناس فبدايتها كانت فى أول ليلة من شهر رمضان المبارك والناس تترقب استطلاع الهلال ..