أحمد جمال يكتب: تطور الاستكشافات البترولية ودورها فى نمو الاقتصاد

تعود معرفة الإنسان بالبترول إلى بدايات تدوين التاريخ ، ومع ذلك لا تزال طرق البحث عن البترول معقدة، وتتطلب إنفاقا طائلا، وقد بلغت هذه الطرق من التطور التكنولوجي مدى بعيداً، في إجراء المسح، السيزمي أو المغناطيسي أو الكهربي - براً وجواً وبحراً - وتقدمت باستخدام الحاسبات الآلية التخصصية.

وتؤدي تحركات الطبقات الأرضية، وما تحدثه من صدوع وأخاديد وطيات وتفاعلات إلى اختلافات كثيرة في خصائص الصخور حتى في المناطق المتجاورة، ولا يعني وجود التراكيب الجيولوجية بالضرورة وجود البترول فيها.

كما أن جميع طرق الكشف المتاحة حتى الآن لا تستطيع أن تجزم بوجود تجمعات بترولية في مسام الصخور الرسوبية الأولية أو الثانوية في منطقة معينة. وتوجد هذه التجمعات مع مواد أخرى أهمها المياه الجوفية وأنواع شتى من الشوائب، وعلى هذا لا يشغل البترول مائة في المائة من حجم المسامية المتاحة في المصائد البترولية سواء كانت تركيبية أم ترسيبية.

ومن جهة أخرى فإن كمية البترول الموجودة في طبقة صخرية ما قد لا تمثل غالبا إلا جزءا صغيرا من الحجم الكلي للطبقة الحاملة للبترول.

كما أن طبيعة التشبع البترولي في مسام الطبقات الرسوبية يسمح بقابلية عالية لاستخراج كمية معينة من البترول، بينما توجد كمية أخرى ملتصقة بأسطح الحبيبات المكونة للصخور التصاقا قد يكون كيميائيا ولا يمكن استخراجها إلا بإجراء عمليات عالية التكلفة لتغيير خصائص هذا الالتصاق.

ومن هنا لابد من حفر آبار الاستكشاف لتقويم حقل البترول من حيث إمكان استخراج الزيت، وحجم الخزان البترولي، وإمكان تنمية الكشف، وتجميع البيانات الإضافية للمكمن الجوفي.

فمن خلال عمليات التنقيب و الاستكشاف تتيح الفرص الأكبر استثمارا فى البلاد والتى تؤدى الى رفع انتاج الطاقة فى الدول من خلال فتح آبار بترولية وحقول جديدة تعمل على تنمية وتطوير إنتاج الزيت والغاز الذى يمثل مصدرا كبيرا فى عملية رفع اقتصاد اى منظمة حول العالم وهذا يعرف بى أهمية البترول في الاقتصاد العالمي من حيث إنتاج الوقود يُعتبر البترول مصدر الوقود الأكثر شهرةً، ويعود هذا لثقله وكثافته، حيث يُمكن إنتاج 10 آلاف سعر حراري عند احتراق كيلوجرام منه فقط، ممّا يسهم في توفير كميّات النفط وعدم الحاجة الى استخدام كميّات هائلة منه لإنتاج الوقود، وتفعيل الماكينات التي تعتمد عليه بشكل رئيسي في عملها.

ومن حيث الصناعة تُعدّ الكيماويّات النفطيّة أساساً في صناعة البلاستيك، والشموع، والسماد، وغيرها من المُنتجات الأخرى، ونظراً لعمليّات تنقية البترول وفصل أجزائه يُمكن استخدام كُل عنصر من المواد الناتجة من العزل على حِدة في الصناعات المُختلفة، ومن هذه المواد؛ القطران، والإسفلت، والهيدروكربونات الثقيلة والجامدة، ويمكن استعمالها كلّها في تعبيد الطرق، ومُعالجة الأسقف، كما يُمكن استعمال النواتج الشمعيّة التي تُعرف باسم البارافين في صناعة الشموع وما شابه، كذلك يتم استعمال الهيدروكروبانت السائلة ذات الكثافة والثقل الأقل كوقود.