ناصر أبوطاحون يكتب: الجيش الأمريكي الحر

هل توقع أحدنا أن يصحو يوماً على وسيلة إعلامية تذيع بيانا يحمل إسم الجيش الأمريكي الحر ؟ هل دار فى خيال أحدنا أن تجد الاحتجاجات الامريكية من يزكيها و يدعمها لكى تحيل بلادهم لنسخة مما صنعت أياديهم فى ليبيا و العراق و سوريا ؟ أنا أستغرب فعلا لماذا لم تتقدم سوريا بطلب عاجل لمجلس الأمن لعقد جلسة عاجلة لمناقشة الوضع المتدهور فى الولايات المتحدة أو لما لم توجه دولة إيران تحذيرا شديد اللهجة لترامب بأن يحترم حقوق الإنسان و أن يوقف القتل للمتظاهرين أو لماذا لم تطلب ليبيا فرض حظر جوى على بعض المناطق فى منطقة منيا بولس لمنع مليشيات ترامب من الاعتداء على الشعب و لماذا تأخرت فنزويلا و نيكاراجوا عن إعلان الاستعداد لغزو امريكا لحماية الأقليات التى تتعرض للقتل و التنكيل و لماذا تقف الصين متفرجة و لم تظهر قدرا من الصفاقة فى التعامل مع الشأن الأمريكى يعادل صفاقة ترامب فى التعامل مع موضوع هونج كونج.

الجيش الأمريكي الحر

لماذا يقف العالم متفرجا على الجيش الأمريكي و هو يسحق المظاهرات السلمية للمواطنين تعرفون لماذا ؟؟ لأن ذلك العالم لا يعترف سوى بالقوة فقط و امريكا تملك الأن القوة التى تمكنها من سحق شعبها دون أن يتدخل احد سواء مجلس أمن أو شرعية دولية مزعومة و لا يستطيع أحد مضايقتها، لأنها تدافع عن كيانها و بقاءها و وحدتها فى مواجهة احتجاجات غاضبة و هو الأمر الذى تحرمه أمريكا و حلفاءها على خصومهم سواء فى منطقتنا او فى أى مكان بالعالم لذلك ستتحرك الولايات المتحدة بكل قوة لمواجهة المتظاهرين مهما كلفها ذلك من أرواح أو قدرات و هو نفس الأمر الذى سبق و تكرر فى بريطانيا مثلا عندما واجهت احتجاجات وقتها قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى و الشرطة تسحق المتظاهرين " عندما تتعرض البلاد لأى مخاطر فلا تسألنى عن حقوق الإنسان" و الأمر نفسه تفعله فرنسا مع اصحاب السترات الصفراء و مطالبهم لكن مقتل متظاهر فى دولة عربية ترفض الخضوع لأمريكا فيجب أن يقف العالم كله على رجله و رأينا ذلك يتكرر فى اكثر من مكان خلال العقد المنصرم سواء فى سوريا أو ليبيا أو العراق و كما نرى فإن إيران تنتظر دورها

حادث قتل عرضى

و قد يقول قائل أن حادث أمريكا مجرد حادث قتل عرضى، و هو أمر غير صحيح لأن هذه الحوادث متكررة بانتظام فى الولايات المتحدة مع السود، و هو أمر غير مستغرب مع دولة قامت على إبادة جنس بشرى "الهنود الحمر " و كل الأحداث العالمية الكبرى بدأت بحادثة قتل عرضية فاحتلال مصر  عام 1882بدأ بخناقة الحَمار المصرى مع المالطى بزعم حماية الأجانب و الحرب العالمية قامت بعد خناقة فى النمسا لكن هناك حوادث قتل يتم احتواءها و تقليل شأنها " الحالة الأمريكية" بينما حوادث أخرى يتم تضخيمها و النفخ فيها " وطننا العربى "   وكانت مسيرات ومظاهرات قد خرجت  تندد بوحشية الشرطة إثر وفاة جورج فلويد وهو أمريكي أسود يبلغ من العمر 46 عاما لفظ أنفاسه بعدما جثم شرطي أبيض بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق في مدينة منيابوليس. وتحولت بعض هذه الاحتجاجات إلى أعمال عنف في المساء على مدى أسبوع.   وخلص تشريح ثان لجثة فلويد تم بناء على طلب أسرته ونُشر يوم الاثنين إلى أن وفاته جريمة قتل ونجمت عن ”اختناق ميكانيكي“ أو أن قوة جسدية تدخلت ومنعت دخول الأكسجين. ويقول التقرير إن ثلاثة من رجال الشرطة ساهموا في وفاته.   ونشر الطبيب الشرعي لمقاطعة هينيبين تقارير نتائج التشريح الذي أجراه وقال إن وفاة فلويد جريمة قتل ناجمة عن الاختناق.   [caption id="attachment_25524" align="alignnone" width="557"]الجيش الأمريكي الجيش الأمريكي الحر[/caption]