
ناصر أبوطاحون يكتب: أبواب الفجر " 2"

فى انتظار من يفتح لنا أبواب الفجر على ماضي بطولات مجيد يضع أبطالنا حيث يستحقون عند أبناء الوطن، و يقدم نماذج طال انتظار تقديمها للناشئة من شبابنا، بما يفتح أبواب الأمل الحقيقي نحو مستقبل مشرق لوطننا
ربما أستطيع أن أؤكد إن ارتفاع نسبة المنسحقين أمام أعداءنا من بنى جلدتنا ترجع إلى 30 عاما من حكم المخلوع حسنى مبارك جرى فيها ما جرى من إعلاء قيم و الهبوط بقيم اخرى
لدرجة أن السخرية من شعارات الوطنية و الفداء كانت تيمة رئيسية لكتابات بعض الكتاب ،و لذلك لا أستغرب وجود حالات تأييد لحملة الأتراك على ليبيا و استعجال هجومهم على مصر، و هو نفس ما ينطبق على أولئك الذين لا يخفون إعجابهم بالدولة الصهيونية
هؤلاء المنسحقين هم أبناء مرحلة اختارت الانسحاق امام العدو و الصديق بحثا عن مغانم لم تتحقق أبدا
فالأجيال التى تربت على إهدار قيم البطولة و الفداء و الاستشهاد دفاعا عن الوطن، و شاهدت بأم أعينها إعلاء قيم اللصوصية و الفساد و التحلل الأخلاقي، هى التى يتم اللعب عليها الأن بعد أن جرى اللعب فيها لسنوات
لذلك أنا مؤمن باهمية بناء الفرد بناءا سويا قويا ليس فى المجال التعليمي وحده بل فى كل مجالات الثقافة و الفنون و الأداب و الموسيقى و الإعلام
من خلال التركيز على القيم الإيجابية و تقديم النماذج الصالحة و القدوة التى تجتذب الشباب و الصغار و تعطى الأمل للمجتمع باستمرار
لذلك كانت حفاوتنا بالعمل الفنى الاختيار الذى قدمته الدراما فى شهر رمضان المنصرم
و هو العمل الذى استقبلته الأسرة المصرية بالترحيب و الإعجاب الشديد
الأمر الذى يستدعى المزيد من تلك الأعمال التى تقدم نماذج البطولة و التضحية و الفداء لأجل الوطن و أمنه و سلامته
لذلك لن أمل أبدا من المطالبة بسلسلة أفلام قوية و حقيقية تؤرخ لبطولات أقرب للمعجزات لأفراد و ضباط من أبناء الشعب المصري فى حروب الاستنزاف و السادس من اكتوبر
و هى البطولات التى لم تجد طريقها بعد إلى السينما لأسباب كثيرة
أهمها أن مثل هذه الأعمال عالية التكلفة تحتاج لجهات رسمية تقف وراءها لإنتاجها، فلا يجب أن ننتظرها من منتجين يسعون وراء المكسب من كل طريق
بالإضافة إلى أن مثل هذه الأعمال تستلزم إرادة سياسية قوية تقف وراءها، فى مواجهة تيارات ترفضها لأسباب عديدة سنعود فى تفصيلها فيما بعد
و فوق ذلك أن القصص التفصيلية لتلك البطولات و أبطالها فى حوزة القوات المسلحة بما يعنى أنها الجهة الوحيدة التى تملك حق تمريرها فى أعمال فنية فى السينما و الدراما
لقد أثبتت السينما و الدراما ادوارهما المهمة فى الوصول بالقيم المطلوبة الى عموم الناس و التأثير فيهم
و هو ما يؤكد ضرورة إنتاج هذه الأفلام لتحكى لأبناءنا ان مصر بلدا تنتج الأبطال طوال عمرها ، و ان شهداءها عمدوا بدماءهم العطرة مسيرتها الخالدة منذ فجر التاريخ و حتى اليوم
و أن الفترات التى شهدت تراجعات مؤقتة أو ظهور لسلوكيات منحطة أو هزائم عابرة ، كانت استثناءات فى عمر هذا البلد العظيم
لقد تم إهمال حروب الاستنزاف و نصر أكتوبر و العبور العظيم فى السينما المصرية عن عمد، و تجاهل بطولات أبناء القوات المسلحة المصرية بالقصد فى فترة من تاريخنا سعت خلالها السلطة السياسية لإبدال العدو بالصديق و تبديل الأولويات و تقديم الولاءات للخارج للتأبيد فى السلطة و توريثها
و انتهينا إلى أننا نعيش فى مجتمع جزء مهم منه بلا ذاكرة حقيقية و بلا دراية بتاريخه القريب و الحقيقي، و تغيب عنه رؤية فرز الصديق من العدو
و هو ما يحتاج إلى وقفة و إعادة إنطلاق من جديد لفتح أبواب الفجر على تاريخ بطولات جيشنا العظيم فى حروبه مع الصهاينة
[caption id="attachment_26734" align="alignnone" width="418"] أبواب الفجر[/caption]