
كوكب محسن تكتب: معضلة البقاء فى زمن الأوبئة

في زمن الأوبئة ، تتحالف الآثام ، ويبقى بصيص أمل ، لدى هولاء الذين يعتصمون "واعتصموا بحبل الله" صدق الله العظيم " هكذا قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) الرزق من عند الله مالا وولدا وازواجا، فمن يخاف من رد الأمانات آثم ،ان قل رزق فهو من عند الله ، ابتلاء ، والإبتلاء اختبار للاعتصام بحبل الله، والعود إليه بروح طاهرة واثقة من وعده، إن وعد الله حق وإن تتوبوا إلى الله يهدكم سبل الرشاد يقول تعال ف كتابه العزيز: "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ" ذاك إذن اختبار للإيمان، والإيمان ثقة في الله وفي وعده الحق. الرضا بالقضاء والقدر إيمان، والتمرد عليه لا يجلب سوى عدم الاستقرار، والسقوط في الشك حتى يبلغ الأمر منتهاه وتفقد الحياة معناها فيتخلى عن الأمانة صاحبها هولاء الذين يتيهون في معضلة الحياة، ولا يدركون سر الوجود ، ينهون معضلتهم بأيديهم "وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون " ولأن الحياة اختبار كبير ، واختبار دائم منذ بدء الخلق ،حين اختبر آدم في طاعته ، وهبط من الجنة، ثم عاد واستغفر واختبر ولديه من بعد ذلك قابيل وهابيل ، ووقعا في الفخ ذاته ، ثم ندما أشد الندم وغيرهم بغير سرد ، من نوح لإبراهيم لسليمان لداوود ليعقوب لموسى لعيسى لأشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا تزال الإختبارات مستمرة حتى يوم الدين
زمن الأوبئة
من ينهون حياتهم بحجة انهم لم يستطيعوا ، تلك مقدرتهم على الإحتمال ، وأمرهم إلى قاضي السماء ، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء لكل منا معضلته الخاصة في البقاء ، وكلنا نحارب لنبقى أسوياء ، البعض يحتمل ، والبعض لا يتحمل " ولا تذر وازرة وزر أخرى "صدق الله العظيم كيف يستطيع المرء إذن أن يتوازن؟ في ظل هذه الضغوط المادية واالنفسية والعصبية ، لكل معضلة حلا ومعضلة البقاء مهما بدت معقدة، لا تحتاج سوى الرجوع للأصل ، أصل الخلق "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" الملهم إذن هو الله ، خالقها الباريء عز وجل قال تعالى "اسجد واقترب" ، وقال عز وجل "ان الله يحب التوابيين" هؤلاء الذين يدركون ما عليهم من إلتزامات ، ويجتهدون في الوفاء بها، يشعرون بالرضا ولا تفزعهم فكرة الموت أيا كانت وسيلته هولاء الذين لا يخشون لقاء ربهم ، وعلى النقيض من يفعلون المعاصي والفواحش ، لا تستقر انفسهم فينهون حياتهم بعد ان فقدوا السيطرة عليها فطوبي لمن رحم ربي وسلام على ارواح اهلكتها الحياة ولوثت البراءة فيها ولم تعد لبارئها قبل فوات الأوان [caption id="attachment_27561" align="alignnone" width="960"]